هناء ثروت تكتب: فتاة المترو وآلهة التكفير

ركن القراء



هالنى مثل ما هال الجميع فيديو انتشر على السوشيال ميديا في اليومين الماضيين و الفيديو لفتاة تلقي بنفسها امام عجلات مترو الانفاق لتضع حداً و نهايةً لحياتها أو مأساتها و تترك لنا سؤالاً هاماً من المسئول عن وصول هذه الفتاة لهذا القرار .. من المسئول عن يأسها وفقدانها لمعنى الحياة .. من المسئول عن ضياع احلامها و رؤيتها المنعدمة لمستقبلها .. ما الذى جعلها تتخلى عن حلم كل فتاة الزواج و الانجاب و تكوين أسرة تنعم بهم و ينعمون بها .. و بالطبع هذه الاسئلة قد تُلقى بالمسئولية على كتف المجتمع و الدولة والاهل و الاقارب و الاصدقاء المقربون والذين كانت تترجى منهم ان يرفع احدا عنها هذه الضغوط و يريحها ولكن من الواضح ان محاولاتها باءت بالفشل .. ولأننا دائما نحتاج إلى " شماعة" نعلق عليها اخطائنا او نحتاج ما نبرر به اهمالنا و تقصيرنا فسارعنا بالحكم عليها انها " كفرت بالله" و يأست من رحمته و بهذا تستحق نار جهنم و بأس المصير.. قليلون من ترأفوا بحالتها و ايقنوا الضغوط التى وقعت عليها .. قليلون من وقفوا بجانبها و شعروا بكم القسوة التى عانتها في حياتها و للاسف القسوة طالتها ايضاً بعد مماتها . الهذا الحد اصبحنا قساة ؟ الهذا الحد لم تعد تعرف الرحمة طريقها الى قلوبنا .. اصبحنا جلادين نجلد بعضنا البعض بدون شفقة او رأفة و تخلينا عن انسانيتنا وحكمنا و كأننا الهة نقوم بدور الله سبحانه وتعالى على الارض ونحكم من يدخل الجنة ومن يدخل النار وهذا هو الكُفر بعينه .. يا سادة ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء.