المايسترو بيشوى عوض يكتب...رسومات الصبروتى بين الموهبة و الجهل.

ركن القراء



فكرت كثيرا قبل الكتابة و فكرت ايضا قبل النشر و إن قررت أن أكتب فبصفتى فنان أفعل ذلك وليس بصفتى كبير المؤمنين و المدافع عن المؤمنين الصغار,


أنا دارسٌ لعلوم الموسيقى فى جامعات و معاهد باريس المتخصصة و أعمل هنا فى فرنسا فى مجال التأليف و القيادة و التدريس منذ إحدى عشر عاماً

أحمد الصبروتى عبر عن رأيه فيما يخص المعطيات الحالية لمنتخب المصريين لكرة القدم, و قد إستخدم فنه كوسيلة للتعبيرعن رأيه ككل الفنانين المبدعين, و هى رسالة أنيقة متزينة بجمال الفنون و رونقها الذى يبهر الناس و يؤثر فى نفوسهم اكثر من الخطب المسترسلة, فالفنون كانت و لاتزال لها دوراً كبيراً فى توجيه ذوق الشعوب، للسمو إن كانت الرسالة بها مفردات السمو, أو للتدنى...


بعينى الفنان قرأت لوحاته الجميلة كالتالى :

كوبر يمثل "المسيح" القائم وسط أتباعه لاعيبة كرة القدم و فى يديه خطته التى أقرّها و التى وجب على الكل العمل بها دون تصرُف, تماماً مثل الكتاب المقدس عقيدة المسيحيين التى لا يحق لأحد تغيرها, هذه فى عجالة أهم ما قرأته فى خطوطه الجميلة دون الدخول الى كل التفاصيل,


من الناحية الفنية أرى أن إجتهاد الصبروتى فى الرسم يستحق الإهتمام، فالموهبة موجودة لا شك فى ذلك، و لكن من الناحية الإنسانية و لهذا السبب كتبت مقالتى، أرى أن رسالة أحمد الصبروتى واضحة و بسيطة و أعتقد أن من تعود على قرأة الفنون قد وصلته الرسالة,


و لكن إن كانت الفنون هى رسائل منمقة بالقوافى فى الشعر، متزينة بنغمات عذبة فى الموسيقى أو مزخرفة بالخطوط و الألوان المعبرة فى الرسم و النحت فإن هدفها هو مخاطبة الشعوب و المجتمعات و إيداع الرسائل الى أذهانهم لترسيخ فكرة بعينها فى وجدانهم و من هنا تأتى الإشكالية،


المتلقى القبطى أو المٌرسل إليه الذى إستقبل رسالة أحمد الصبروتى لفظها على التو، ليس لقبحها فهى جميلة, إنما لأنها تنتقص إلى المعرفة،  فقد إستخدم أحمد فى رسوماته نمط الأيقونة القبطية دون معرفة حقيقة،


فالأيقونة القبطية تُدَرّس، و الأهم من ذلك هى أنها تعج بالمدلولات, ليس فقط حينما تكون قد رُسِمت، إنما خطوات التنفيذ أيضا لها مدلولات عقيدية, و الأكثر من ذلك, الخامات المستخدمة و تحضيرها تعج أيضا بالمدلولات, و إن أردت أن أختصر قولى عن الأيقونة القبطية فهى على الرغم من بساطة أبعادها المقصود إللا أنها من مرحلة تحضير الخامات إلى وضعها فى المكان المخصص,  مشوار طويل تحكى فيه عقيدة المسيحية وفلسفتها، و أبعادها تتخطى مقلتى العين فهى بمثابة مؤسسة تعليمية عقيدية فلسفية متكاملة...وجب الحرص الشديد حين التقرب إليها.


بصفتى الفنية أشجع موهبة أحمد كثيرا و لكن أنتقد جهله بفنون الأقباط و أنتهز الفرصة لأُذَكِّرالجميع بمذبحة شارلى إبدو بباريس حينما قَتَلَ المتطرفون راسمى صور رسول المسلمون "محمد" عليه الصلاة و السلام, دفاعاً عن المعتقد, و أُذَكِّر أيضا أن معتقدات الأقباط وجب إحترامها فهؤلاء الأناس منزوعى السلاح هم أحفاد الفراعنة و الأستهتار بمفردات معتقاداتهم ليس فنا إنما رعونةً و جهل.


مايسترو بيشوى عوض

قائد الكورالات و الأوركسترا و مدرس موسيقى,عضو المؤسسة العالمية للمؤلفين بباريس.