مايكل سمير يكتب: طايع ... بين شقي رحي الثأر وتجاره الاثار

ركن القراء



من بين عشرات المسلسلات الرمضانيه المعروضه في الفضائيات ولا سيما القنوات المصريه و العربيه و من النادر وجود مسلسل يناقش قضيه بل قضايا في إطار تشويقي شديد التشويق ولا أبالغ عند المقارنه بالمسلسلات الأمريكيه بل في بعض الأحيان تتفوق عليها  و هذا ليس تقليلا من شأن الدراما المصريه ولكن غالباً ما يتوقع المشاهد المصري الأحداث قبل حدوثها وحينها تكون الأحداث فقدت عنصر التشويق ولكن هذا الأمر غير وارد في قاموس اٌل دياب الأخوه الثلاث الذين لا يجتمعون إلا وفي جعبتهم الكثير و الكثير من الاحداث الممتعه و الغير متوقعه فهم يتلاعبون بعقل و مشاعر المشاهدين و لا يشفقون علي أحد ولا يتنازلون عن هدفهم الواضح وهو المتعه الهادفه و الرسائل داخل ثياب الأحداث الدراميه المثيره

تبدأ أحداث المسلسل داخل أرجاء السجن المتواجد فيه طايع الطبيب الثلاثيني الذي يثير المشاكل للبقاء داخل السجن وذلك هرباً من الثأر و لكن كل محاولاته كانت بلا جدوي الي ان قرر سراج باشا ظابط المباحث الإفراج المؤقت لطايع لمساعدته في القبض علي أحد كبار مهربي الأثار في مصر وهو الريس حربي و من هنا تبدأ الأحداث التي يهرب فيها بكل قوته من مواجهه الثأر فهو طبيب لا يعرف إلا مساعده الناس بدون مقابل و هو ايضاٌ لا يعرف شيئ عن تهريب الأثار إلا أن كان والده كان دلال أثار ( الشخص الذي يعرف مكان المقابر قبل إكتشافها)

و ينجح طايع في الدخول في عالم الأثاربعد اقناع الريس حربي انه دلال مثل والده هو و أخوه  وأستخدم ذكائه في محاوله للإيقاع  به ولكن كل محاولاته باءت بالفشل و من هنا بدأت الأحداث تتناول الجزء الاول من القضيه و هي تجاره الأثار بين فساد المسؤلين و جهل الناس بأهميه و قيمه حضارتهم الي أن تزوج من مهجه المعلمه إبنة العمده المتورط في قتل ابنة الريس حربي  في إحدي عمليات التهريب بالتالي  فهي مهدده بالقتل دائما ولكن ليس قبل ان تحبل لإن إبنة حربي عندما قتلها العمده كانت حبلي

و من هنا بدأت الأحداث في السير نحو القضيه الرئيسيه و هي الثأر ذلك المرض القاتل و رغبه الأنتقام الدمويه وبدأ المؤلفين طرح القضيه بين معتقدات أهل الصعيد اليقينيه أن الشخص المقتول لا يرتاح الي ان يسال دم قاتله و من خلال الاحداث  نجد ان ردود الافعال تنقلب رأسا علي عقب و الافكار تتغير و المعتقدات تصبح قابله للتغيير و هذا لا يحدث الا بالدم و القتل داخل أحداث دراميه منطقيه وردود افعال انسانيه غير تقليديه ففي بعض الأحيا ن تحاول كمشاهد ان توقف الأحداث و لكن ما باليد حيله 

بشكل عام المسلسل لا يخلو من الأحداث الدراميه الإنسانيه فالمؤلفين إستطاعوا مسك لجام الأحداث و السيطره عليها من خلال التتابع بشكل رائع و انا ازعم انه لا يوجد من تناول هذه القضيه بمثل هذه الجوده و هذا الرتم السريع

اما بالنسبه للتمثيل فهو من أكثر نقاط القوي في المسلسل و إختيار الممثلين لأدوارهم أكثر من ممتاز فالجميع مناسبين لأدواهم و كأنهم اشخاص واقعيه و لكن عمرو يوسف لم يكن الاختيار الامثل لهذا الدور ليس لضعف تمثيله حاشا فهو موهبه فنيه رائعه و لكن ملامحه  الاجنيبه لا تمت للصعيد بصله و لكن بأداؤه الرائع استطاع تفادي ذلك العيب

ولكن من ابدع في دوره فهو النجم عمرو عبد الجليل .. ما هذا الاداء المذهل؟ انا اعتقد انه ولد لهذا الدور فهو بحق الاكثر ابداعا و تألقا في المسلسل و ايضا صبا مبارك و رشدي الشامي . اما مفاجاه العمل كان احمد داش فهو بحق موهبه تستحق التقدير و هو اهم اكتشاف لعمرو سلامه

عمرو سلامه اخرج المسلسل بإحترافيه شديده و لكن مدير التصوير فشل في التصوير في الأماكن المظلمه حتي إننا لا نري وجوه الابطال و في بعض الاحيان لا اري صوره من الاساس وهناك بعض الاخطاء الإخراجيه إلا ان جمال و أهميه المسلسل تجعلنا نسامح في الكثير منها و نتغاضي عنها مقابل الكثير من المتعه و إحترام عقليه المشاهد

اغنيه المسلسل و الموسيقي التصويريه لطارق الناصر من أروع عناصر المسلسل فإستخدام المزمار الصعيدي في الموسقي أدخلنا في الأحداث ولم تكن في غير موضعها بل كانت تزيد الإحساس و تنقلك داخل الصعيد او بالاحري تنقل الصعيد اليك