مي سمير تكتب: سر اختفاء ميلانيا ترامب

مقالات الرأي



البعض أطلق منشورات على مواقع التواصل للحصول على معلومات عن "السيدة الأولى" المفقودة

البعض فسره بمعاناتها من الاكتئاب أو تعرضها لإساءة معاملة من زوجها وهروبها من البيت الأبيض

التحليلات تناولت إجراءها عملية تجميل وخلافها الحاد مع الرئيس الأمريكى حول علاقته السابقة بستيفانى ممثلة أفلام البورنو


بعد غياب استمر لما يقرب من شهر، عادت ميلانيا ترامب زوجة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، للظهور بشكل علنى فى حفل تكريم المحاربين القدامى، بداية الأسبوع الماضى، بصحبة زوجها.  

وكانت ميلانيا قد أجرت منذ فترة، عملية بسيطة فى الكلى، لا تستدعى كل هذا الغياب، ما أطلق موجة من التحليلات على الإنترنت.

لم ينه ظهورها أسابيع من التكهنات والتحليلات حول مكان وجودها، تصاعدت خلالها نظريات التآمر حول «فقدان ميلانيا»، خاصة بعد التقارير التى أشارت إلى أن السيدة الأولى لن تشارك فى عدد من المناسبات الرسمية القادمة.

وكان آخر ظهور لميلانيا ترامب فى حدث رسمى فى 10 مايو الماضى، عندما استقبلت مع زوجها الرئيس الأمريكى 3 سجناء أمريكيين تم إطلاق سراحهم من الأسر فى كوريا الشمالية، وبعد 4 أيام دخلت المستشفى لعلاج حالة مرضية فى الكلى، وخرجت دون تعقيدات فى 19 مايو، ثم اختفت لفترة وصلت إلى 24 يوماً، ما أدى إلى اشتعال الإنترنت حول الأسباب الحقيقية لاختفاء السيدة الأولى، وظهرت مجموعة من النظريات منها أنها خضعت لجراحة تجميل، وزعم آخرون أنها تعانى من الاكتئاب، بينما أكد فريق ثالث أنها هربت من البيت الأبيض، وأطلق البعض منشورات دعائية فى نيويورك للحصول على معلومات عن السيدة الأولى «المفقودة».


1- أسباب الغياب

من الطبيعى أن يثير اختفاء السيدة الأمريكية الأولى لفترة طويلة الكثير من التكهنات التى لا يمكن أن تختفى لمجرد أن ميلانيا عادت للظهور، وإن كانت قبل انتخاب زوجها فى نوفمبر 2016 ليست نموذجاً لزوجة رجل السياسة الحريصة على التواجد بجوار زوجها فى قلب دائرة الضوء.

اختفت ميلانيا عن الأنظار لأكثر من 3 أسابيع، وهو أمر غير مألوف بالنسبة إلى سيدة أولى حديثة، يأتى دورها عادة مع جدول مزدحم من المناسبات الخيرية والاجتماعية والدبلوماسية.

وعلى سبيل المقارنة فإن هيلارى كلينتون عندما كانت سيدة أولى، قضت يومين فقط دون مشاركة عامة.

وتلخص مجلة بوليتيكو بعض النظريات الأكثر إبداعا التى يتم تداولها عبر الإنترنت حول غيابها، من تلك النظريات أنها غادرت البيت الأبيض وعادت إلى مدينة نيويورك لكى تهرب من أعباء دورها كسيدة أولى، وأشارت نظرية أخرى إلى أنها تتعاون مع المحامى الخاص روبرت مولر فى التحقيق بشأن تدخل روسيا فى انتخابات الرئاسة الأمريكية.  

وفسر البعض غيابها بأنها تعمل على كتاب يحكى كل شىء عن زوجها، وخلال غيابها لم تكتب ميلانيا سوى 6 تغريدات، وقد تناولت أحدث هذه الرسائل، التى كتبتها فى 30 مايو، الاهتمام المتزايد بغيابها - لكن الأسلوب غير العادى للرسالة ألهب التكهنات بدلا من تبريدها.


2- التغريدة الغريبة

ليس سرا أن دونالد ترامب يحب وسائل الإعلام الاجتماعية، ويشهد موقع تويتر تصريحات وتعليقات يومية منه على نحو جعل من صفحته مركزا لنشاطه السياسى، أكثر من المكتب البيضاوى، أما بالنسبة إلى ميلانيا ترامب، فإن علاقتها بالإنترنت فاترة فى أحسن الأحوال، ولم تمنح الأولوية لوسائل الإعلام الاجتماعية قبل فوز دونالد فى الانتخابات الرئاسية.

وبالنظر إلى أنها ليست من أكبر المعجبين بالإعلام الاجتماعى، فقد شعر الكثير من الناس بالدهشة حين كتبت رسالة  فى 30 مايو 2018 تناولت فيها قضية غيابها الطويل عن أعين الناس. كتبت ميلانيا: «أرى أن وسائل الإعلام تعمل ساعات إضافية فى التكهن بما أقوم به وما أفعله»، وأضافت أنها متواجدة فى البيت الأبيض مع عائلتها، وأنها بصحة جيدة، وتمارس العمل الجاد نيابة عن الأطفال، والشعب الأمريكى.

ووصف الإعلام الأمريكى التغريدة بالغريبة، وتساءل البعض عما إذا كان زوجها قد كتبها نيابة عنها، كون اللغة المستخدمة فى التغريدة لا تتماشى على الإطلاق مع أسلوب ميلانيا، والدليل الأكثر قوة على أن ترامب هو صاحب هذه التغريدة هو أنه من أشد المعجبين بعبارة «تعمل وسائل الإعلام  ساعات إضافية».

كانت ميلانيا من أشد المعارضين لترشح ترامب فى انتخابات الرئاسة الأمريكية، وبعد فوزه شعرت ميلانيا أنها وقعت فى الفخ، وأصبح عليها القيام بدور لا ترغب فى القيام به.

وحسب مجلة بيبول فإن مصدر قريب من ميلانيا تحدث عن إحساسها بأنها تعيش كابوسا منذ دخولها البيت الأبيض، حيث تشعر أن عائلتها أصبحت مثل عائلة آل كاردشيان فيما يتعلق بتسليط الضوء على كل تحركاتهم.

كانت تعيش فى هدوء مع ابنها فى مزرعة مارلاجو فى بالم بيتش، بينما يتحرك زوجها بحريته فى نيويورك، واليوم أصبحت مضطرة للتعامل مع الإعلام بشكل مستمر.

كما لاحظ العالم فإن ترامب لا يجيد التعبير عن نفسه، وفى كثير من الأحيان تخلق تصريحاته حالة من الجدل غير المقصود، ولسوء الحظ، وقعت ميلانيا ضحية عدم قدرة زوجها على التعبير بشكل سليم فى أول ظهور لها بعد غياب لمدة 24 يوما فى حفل تكريم  المحاربين القدامى، قال ترامب إنها كانت تعانى من مشكلة صغيرة منذ أسبوعين.

تساءل الجميع عن طبيعة المشكلة الصغيرة التى تعانى منها ميلانيا، على الرغم من أنه من المرجح أن دونالد كان يشير إلى جراحة الكلية فى مايو عام 2018، إلا أن آخرين توقعوا أن هناك شيئا أكثر خطورة فى تصريحه.


3- مشاكل زوجية

فتح غياب ميلانيا الطويل الباب للحديث عن حقيقة المشاكل والخلافات التى يشهدها البيت الأبيض، وتكهن الكثيرون بأن علاقتها مع دونالد متوترة، وانعكس البرود العاطفى بين الزوجين فى الكثير من الفيديوهات العامة للرئيس الأمريكى التى تكشف رفضها وضع يدها فى يد زوجها. وعلى سبيل المثال خلال اجتماع  ترامب فى أبريل عام 2018 مع الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون وزوجته بريجيت ماكرون، حاول ترامب مرارا أن يمسك بيد ميلانيا بينما كانت تهرب منه.

أى شخص يتابع الأخبار عن كثب يلاحظ حقيقة أن ميلانيا غالبا ما تبدو حزينة أو غير راضية فى المناسبات العامة، وفى يناير 2017 جمع مستخدمو تويتر قائمة طويلة من الأمثلة لإثبات أن كل شيء ليس على ما يرام مع ميلانيا، أول هذه الفيديوهات كان فى حفل تنصيب الرئيس دونالد فى يناير 2017 حيث ظهرت علامات الذعر على وجه السيدة الأولى.  

لكن أكثر الشائعات إزعاجاً، هى أن دونالد ترامب يسيء إليها، وأول من أشار إلى تعرضها للإساءة الجسدية من قبل ترامب كان جاميل سميت، الصحفى فى مجلة رولينج ستون الشهيرة.

كتب سميث أن أحد الأسباب المنطقية لاختفاء ميلانيا الطويل هو إمكانية تعرضها للإيذاء على يد زوجها صاحب التاريخ الطويل فى إساءة معاملة النساء بما فى ذلك زوجاته.

وشعر الرئيس ترامب بالغضب من تكهنات سميث لأنه قام بكتابة تغريدة غاضبة موجهة إلى وسائل الإعلام فى 6 يونيو 2018: «إن وسائل الإعلام الإخبارية كانت غير عادلة للغاية وشريرة مع زوجتى والسيدة الأولى العظيمة ميلانيا».

وزعم أحد المصادر، بحسب ما ذكرت وكالة أسوشيتد برس، أنها غير راضية للغاية عن حياتها، وإذا كانت تمتلك القدرة فإنها سوف تهرب من دونالد وتبقى مع ابنها بعيدا عن الأنظار.

كما شهدت الأيام الماضية خلافا علنيا بين ميلانيا ومحامى زوجها رودى جوليانى، كان رودى جوليانى قد ادعى أن السيدة الأولى تؤمن بأن زوجها بريء من ادعاءات نجمة أفلام البورنو دانييلز ستورمى، وكانت الأخيرة المعروفة أيضا باسم ستيفانى كليفورد، قد زعمت أنها أقامت علاقة مع ترامب فى عام 2006، بعد أشهر قليلة من ولادة ميلانيا لابنها، ثم دفع لها 100 ألف دولار لضمان سكوتها.

ومع ذلك قالت ستيفانى جريشام، المتحدثة باسم السيدة ترامب: «لا أعتقد أن السيدة ترامب قد ناقشت أفكارها حول أى شيء مع جيوليانى».