أحمد شوبير يكتب: لا يصح إلا الخطيب

الفجر الرياضي





-مازالت القيم والمبادئ تحكم النادى الأهلى 

-انتهت المساندة بالنجاح ويبقى الحساب طبقًا للبرنامج الانتخابى

لم يكن لدى أى شك فى نجاح محمود الخطيب كرئيس للنادى الأهلى، على الرغم من الحملات الضارية التى أحيطت به من بعض الصحف والمواقع والمجلات وطبعا القنوات، وكنت كلما ازدادت الحملات ازددت يقينا من أن الموضوع يقترب من الحسم بشدة فى اتجاه الخطيب وقائمته، ولم أكن أندهش لكن الاتهامات غير المسبوقة التى واجهها الرجل خصوصا فى الأيام الأخيرة من الحملة الانتخابية فأحيانا كانوا يتهمونه بأنه إخوانى! وأحيانا أخرى يتم اتهامه بأنه رجل الجيش وموال للدولة بقوة، وأحيان أخرى يتهمونه بأنه من أهم عناصر عهد مبارك، ومع فشل كل اتهام كانوا يبحثون عن اتهام آخر حتى وصلنا فى النهاية إلى كلمة ومن يكون الخطيب فى كرة القدم؟! لاعب زى أى لاعب سجل عدة أهداف ولكنه لا يصلح إداريا على الإطلاق، وعندما تم الرد بالبرهان والدليل تحولوا إلى اتهامات جديدة منها مثلا أن القلب معه ولكن العقل والمنطق ضده ليه.. لا أدرى أو مثلا أن الزملكاوية يتمنون الخطيب رئيسا! عكس الأهلاوية الذين يأملون فى منافسه رئيسا! وهى كلمة أول مرة أسمعها فى حياتى لأنه لو كانت هذه الانتخابات جماهيرية لحصد الخطيب نسبة لا تقل عن 98% من الأصوات، فالرجل الذى اعتزل منذ 30 سنة لاتزال شعبيته كما هى لم تنقص شعرة واحدة، بل العجيب والغريب أن أطفالا فى عمر الزهور يهتفون باسمه فى ظاهرة يجب أن تدرس فى مصر، لنعرف سر هذا الحب اللامحدود واللامعقول للاعب كرة اعتزل منذ زمن بعيد، ولكن وبكل أسف نجد من يكتب أو يخرج علينا فى برنامج ليشكك حتى فى انتماء الرجل لعشقه الأول والأخير بعد الوطن النادى الأهلى أيضا ما تم ترديده خلال الانتخابات من أن الدولة تساند المهندس محمود طاهر! وهو أمر لم نعتده أبدا فى انتخابات الأندية على الإطلاق، وبالطبع من ضمنها انتخابات النادى الأهلى وهو الأمر الذى أثار البعض ضد الجبهة الأخرى، لأن الناس فى مصر تكره وبشدة مثل هذه الادعاءات وتكون النتيجة دائما عكسية، وعلى الرغم من أن الخطيب كان مشاركا بانتظام فى مؤتمرات الشباب بحضور السيد رئيس الجمهورية فإنه لم يلمّح لا من قريب أو بعيد لأى من هذه المؤتمرات رغم أنه طبعا شرف لأى إنسان أن يتواجد فى مثل هذه المهام والمؤتمرات لصالح الوطن، إلا أن الفصل التام بين العمل العام والترشح لرئاسة النادى الأهلى زاد من احترام وتقدير الناس له.. أيضا البرنامج الانتخابى الذى وضعه محمود الخطيب وقائمته وأكد أنه ملتزم بكل كلمة وردت فيه وهو ما جعل أعضاء الجمعية العمومية يثقون فيه خصوصا أن كل تجاربهم مع الخطيب كانت صادقة، وبالمناسبة فهى فرصة كى أنصح أى شخص ينوى الترشح لأية انتخابات بأن يكون له برنامج انتخابى محدد يكون قادرا على تحقيقه أو تحقيق الجزء الأكبر منه خصوصا أن الأيام قريبة جدا وحساب الجمعية العمومية يكون عسيرا للغاية، فالأهم من الوعود أن تفى بها وتكون قادرا على تحقيقها.. أيضا من أهم عوامل فوز محمود الخطيب الكاسح بانتخابات الأهلى هى قائمته القوية التى خاض بها الانتخابات، وكان أبرز ما فيها أن كل أعضائها من أبناء النادى الأهلى ووجوه مألوفة ومعروفة لدى أعضاء النادى، لذلك لم يأخذوا وقتا فى تقديم أنفسهم للجمعية العمومية، عكس البعض الآخر والذى على الرغم من احترامى الشديد له كشخص إلا أن معظمهم فقط أعضاء فى النادى الأهلى، ولكنهم لا يعرفون شيئا على الإطلاق عن النادى باستثناء القليل منهم، لذلك كانت مهمتهم شبه مستحيلة فى الوصول إلى قلوب أعضاء الجمعية العمومية خصوصا أن أعضاء الأهلى لهم مواصفات خاصة منهم ينتمون بشدة للنادى الأهلى ويعتبرون أنه جزء من وجدانهم وقلوبهم.. والأسباب كثيرة جدا لنجاح الخطيب وقائمته باكتساح فى انتخابات الأهلى لأن الخطيب جزء كبير من تاريخ الأهلى الكروى والإدارى وهو محفور بشدة فى أذهان الجميع، خصوصا أبناء النادى الأهلى، كما أنه وبدون شك فإن الخطيب يمتلك كاريزما وحضورا طاغيا يجبر الجميع على احترامه وتقديره، ناهيك أنه لم يخطئ أبدا فى حق أحد على الإطلاق ولم ينساق إلى الرد على كل الإساءات التى وجهت إليه من قبل البعض، وظل على تركيزه الشديد طوال الحملة الانتخابية مما كان له أكبر الأثر فى هذا الفوز الكاسح له ولقائمته، والتى أعتز أن تكون على قدر ثقة الجمعية العمومية للنادى الأهلى. أيضا من أهم أسباب فوز النجم محمود الخطيب من وجهة نظرى هو اختياره بعناية لكل أفراد حملته الانتخابية وتوزيع الأدوار باحترافية شديدة على كل شخص داخلها فكان العمل أشبه بخلية النحل التى لا تهدأ، خصوصا أن جميعهم أهلاوية مخلصون ومحترمون لا يهمهم سوى صالح النادى الأهلى وعملوا جميعا متطوعين لا هم لهم سوى أن يكون الأهلى الأفضل والأحسن دائما، كما أنهم استفادوا تماما من أخطاء المنافسين لذلك كان التوفيق حليفهم فى النهاية.... عموما انتهت الانتخابات وسيبقى الأهلى أسرة واحدة. تنتهى معه سريعا كل آثار الانتخابات ولا يهم أحد من أبنائه سواء كان فائزا أم خاسرا إلا مصلحة النادى الأهلى وتحقيقه للانتصارات والعودة إلى عرش البطولة الإفريقية ومحاولة الوصول من جديد إلى لقب الأكثر تتويجا على العالم، طبعا بالإضافة إلى تلبية رغبات الأعضاء المشروعة وهم يستحقون بكل تأكيد أن يحصلوا على كل ما تم الوعد به لأنهم أثبتوا جميعا بلا استثناء أن الأهلى يظل مدرسة عظيمة يتعلم الجميع منها فى كل المجالات الرياضية والاجتماعية، خصوصا أنهم أثبتوا أن قيم الأهلى ومبادئه ستظل تحكم النادى الأهلى على الرغم مما شاهدناه فى هذه الحملة من استخدام سلاح المال والإعلان بهذه الطريقة اللامعقولة، ولكن كما قلت مبادئ الأهلى ستظل هى الحاكمة له على مر الزمان لذلك لا أقول مبروك للخطيب ومجلس إدارة الأهلى الجديد ولكن أقول بصدق: شدوا حيلكم ربنا معاكم.. وكما كنا أول المساندين لكم فى هذه الانتخابات سنكون أول المهنئين بكل إنجاز قطعتوه على أنفسكم وحققتوه فى أى مجال أو أول المنتقدين وبشدة لأى تقاعس نراه أمامنا وسنسعد على أن تحققوا كل ما وعدتم الناس به.