في يوم الشهيد.. أرواح ضحت بحياتها من أجل الوطن بعد ثورة يناير (صور)

تقارير وحوارات

شهداء الوطن
شهداء الوطن



الشهيد.. هو من ضحى بحياته من أجل كرامة الوطن، مات تاركاً في نفوس محبيه لوعة الفراق، وفي صفحات التاريخ فخر وبطولة، تتحاكى بها الشعوب والأجيال من بعده، فيأخذه البعض قدوة يسير على دربها، حتى ينضم لقائمة الشهداء.

تحتفل مصر في مثل هذا اليوم الـ9 من مارس من كل عام، بيوم الشهيد، ذلك اليوم الذي أُختير تخليداً لذكرى رحيل رئيس أركان حرب الجيش المصري "عبد المنعم رياض"، الذي نعاه الرئيس جمال عبد الناصر ومنحه رتبة الفريق أول ونجمة الشرف العسكرية التي تعتبر أكبر وسام عسكري في مصر، بعد أن توجه الفريق عبد المنعم رياض رئيس الأركان صباح يوم 9 مارس 1969، إلى الجبهة ليشاهد بنفسه نتائج قتال اليوم السابق، ليصاب إصابة قاتلة بنيران مدفعية العدو أثناء الاشتباك بالنيران.

وإحياءً وتخليداً لذكرى كل شهيد فقده الوطن، يرصد "الفجر" أبرز شهداء ضحوا بحياتهم من أجل الدفاع عن وطنهم.



شهداء الثورة
عقب ثورتي يناير و30 يونيو، سقط عدد كبير من الشهداء الذين دفعوا حياتهم للحصول على الحرية، ومن أبرز هؤلاء الشهداء كان الشيخ عماد عفت، الرجل الذي ساند ثورة 25 يناير منذ بدايتها حتى مقتله في 16 ديسمبر 2011 في أحداث مجلس الوزراء، التي راح ضحيتها العشرات من المتظاهرين، احتجاجًا على تعيين الدكتور كمال الجنزوري، رئيسًا للمجلس، فخلال اشتباكات بين قوات الأمن والمعتصمين، سقط 17 شهيدًا من ضمنهم الشهيد الشيخ عماد عفت، الذي أصيب بطلق ناري.

ولد الشيخ عماد عفت، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، في الخامس عشر من أغسطس عام 1959، وحصل على ليسانس اللغة العربية من كلية الآداب بجامعة عين شمس عام 1991، بعدها نال ليسانس الشريعة الإسلامية في كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر بتقدير جيد جدا مع مرتبة الشرف عام 1997، ودبلومة بالفقه الإسلامي العام من كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر عام 1999، ودبلومة الشريعة الإسلامية من كلية دار العلوم بالقاهرة، كما تولى منصب مدير إدارة الحساب الشرعي بدار الإفتاء المصرية، وعضوية لجنة الفتوى بالدار، بعد أن كان رئيس.



شهداء مواجهات الإخوان
منذ أن اعتلى الإخوان حكم مصر، واتخذ البعض على عاتقهم مسئولية عزل الإخوان، وخلال تحقيق تلك الأمنية وقع العديد من الشهداء، ومن أبرز هؤلاء الشهداء كان الشهيد "الحسيني أبو ضيف"، الصحفي الذي قتل في أحداث قصر الإتحادية حيث قتل أثناء عمله على تغطية الاشتباكات بين الإخوان والمتظاهرين أمام قصر الاتحادية، وتوفي متأثراً بطلقة خرطوش في رأسه.

أبو ضيف، صحفي بجريدة الفجر، وهو شاب حاصل على ليسانس حقوق من جامعة أسيوط، فأصوله صعيدية المنشأ، هو ناصري دائما ما كان يدافع عن حقوق الفقراء والضعفاء، خاض معارك كثيرة في حكم مبارك أثناء دراسته ثم بعد ذلك أثناء عمله كصحفي حيث كان دائما يحاول نصرة الضعفاء وكشف فساد المستغلين.

وفي عهد مرسي ظل "أبو ضيف" ناصر للحق فكان يستخدم أدواته كصحفي في التصدي لأعمال الإخوان وكشف عنهم، وفي مرة من المرات حينما كان أبو ضيف يقوم بعمله في تغطية أحداث الاتحادية في ديسمبر 2012 قبل ذكرى ثورة يناير الثالثة، وقام أحد عناصر الإخوان بقتله برصاصة في رأسه، لقيامه بتصويرهم بعض الصور التي تكشف عن عنفهم وإدانتهم.



شهداء الجيش
منذ قيام ثورة 30 يونيو، التي عزلت جماعة الإخوان من الحكم، وقامت الجماعات الإرهابية باستهداف عدد كبير من رجال الجيش، وحصد أرواح الرجال البواسل، ومن بين رجال الجيش الذين فقدوا حياتهم كان المقدم البطل محمد هارون الذي لقبه بـ"أمير شهداء سيناء".

محمد هارون، الشهيد البطل الذي رفض أن يكون جليس المكاتب واختار أن يسطر لنفسه بطولات وأمجاد لن ينساها التاريخ، ومن أبرز بطولاته يوم استشهاده عندما قرر أن يجلى جنوده ويبعدهم جميعا لينال الشهادة وحده متأثرًا بعبوة ناسفة انفجرت فيه يوم ١٣-١١ -٢٠١٥.




وآخر شهداء القوات المسلحة، الشهيد العقيد ياسر محمد الحديدى الذى استشهد بسيناء إثر انفجار عبوة ناسفة على طريق مدرعة، أثناء سيرها فى أحد شوارع العريش مساء أمس.


شهداء الشرطة
كما استهدف الإرهاب رجال القوات المسلحة، قاموا باستهداف رجال الشرطة، ففقد جهاز الشرطة على مدار السنوات القليلة الماضية، عدداً كبيراً من الرجال البواسل، الذين راحت حياتهم مقابل دفاعهم عن الوطن.

ومن أبرز الأسماء التي ترددت بين رجال الشرطة كان الشهيد "ربيع عبد الله" مساعد الشرطة بمركز أبو كبير محافظة الشرقية، الذي قتله الإرهابي عادل حبارة قبل 5 سنوات.


شهداء مدنيين

منذ قيام ثورة 30 يونيو، وكل يوم تزداد رغبة الجماعات الإرهابية في الانتقام من السلطة الحاكمة بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، وتنطلق مع تلك الرغبة عمليات إرهابية استهدفت المدنيين، كنوع من ترهيب وتخويف الشعب المصري.

ومن أبرز الشهداء الذين وقعوا ضحايا العمليات الإرهابية، كانت ماجي..شهيدة الكنيسة البطرسية، طفلة العشر سنوات، صاحبة الوجه البشوش، متعددة المواهب، الطفلة التي صارعت الموت أثناء تفجير البطرسية الذي وقع في 11 ديسمبر 2016.

ماجي كانت من أبرز ضحايا البطرسية، التي استهدفها الإرهابيين، وهي كانت لاعبة بنادي وادي دجلة لكرة اليد، وراقصة بالية، وممثلة قامت بالعديد من الأدوار في المسرحيات الكنسية، مثل دور مريم في كليم الله، وميكال زوجة داود النبي والملك، وسالومي في مريم كما رواها الأطفال.