هل يجوز الجهر بالتهليل والذكر خلف الجنائز؟

إسلاميات

جنازة - أرشيفية
جنازة - أرشيفية


من صيغ الذكر التهليل، وهو قول: لا إله إلا الله، والتسبيح، وهو قول: سبحان الله، أو سبحان الله وبحمده، والتحميد، وهو  قول: الحمد لله، وغيرها. والجهر هو رفع الصوت بحيث يسمع نفسه ومن يليه، وليس لأعلاه حد، والسر إسماع الشخص نفسه.

وجاءت صيغ الذكر مطلقة من غير تقييد بسر أو جهر إلا في المواضع التي يستحب الجهر فيها والمواضع التي يستحب الإسرار فيها، وورد ما يستحب الصمت عنده، وعدم رفع الصوت بذكر ولا نحوه كما في المشي خلف الجنازة فيما رواه أبو داود من حديث أبي هريرة، عن النبي عليه السلام قال: "لا تُتبعُ الجَنازةُ بصوت ولا نارٍ".

قال ابن نجيم الحنفي: "وينبغي لمن تبع جنازة أن يطيل الصمت ويكره رفع الصوت بالذكر وقراءة القرآن وغيرهما في الجنازة، والكراهة فيها كراهة تحريم في فتاوى العصر وعند مجد الأئمة التركماني. وقال علاء الدين الناصري: ترك الأولى، وفي الظهيرية: فإن أراد أن يذكر الله يذكره في نفسه؛ لقوله تعالى: ﴿ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ المُعْتَدِينَ﴾.. [الأعراف: 55]، أي الجاهرين بالدعاء".

وقال الشيخ الدردير المالكي: "وكره صياح خلف الجنازة بـ«استغفروا لها» ونحوه، ويعقب الصاوي عليه فيقول: لأنه ليس من فعل السلف".

وقال الخطيب الشربيني الشافعي: «ويكره اللغط -بفتح الغين وسكونها-، وهو ارتفاع الأصوات في السير مع الجنازة؛ لما رواه البيهقي من أن الصحابة كرهوا رفع الصوت عند الجنائز وعند القتال وعند الذكر.

قال في المجموع: والمختار بل الصواب ما كان عليه السلف من السكوت في حال السير مع الجنازة، ولا يرفع صوته بقراءة ولا ذكر ولا غيرهما، بل يشتغل بالتفكر في الموت وما يتعلق به وما يفعله جهلة القراء بالتمطيط وإخراج الكلام عن موضوعه فحرام يجب إنكاره، وكره الحسن وغيره قولهم: استغفروا لأخيكم، وسمع ابن عمر قائلا يقول: استغفروا له غفر الله لكم، فقال: لا غفر الله لك.

وقال الرحيباني الحنبلي: «وكره رفع صوت عند رفعها ومع الجنازة، ولو بقراءة أو ذكر، لأنه بدعة. وسن لمتبعيها قراءة قرآن وذكر الله سرا. وقول القائل مع الجنازة: استغفروا له، ونحوه، بدعة عند أحمد، وكرهه وحرمه أبو حفص. نقل ابن منصور: وما يعجبني، وروى سعيد أن ابن عمر وسعيد بن جبير قالا لقائل ذلك: لا غفر الله لك».
وبناءً عليه: فإن الجهر بالذكر خلف الجنازة مكروه ويستحب الإسرار به أو الصمت.