التقارب بين مصر وإيران يثير مخاوف الإدارة الأمريكية

أخبار مصر

مصر وإيران- أرشيفية
مصر وإيران- أرشيفية


قدم موقع "ذا هيل" الأمريكي تحليلًا لما يمكن أن يعنيه ذوبان الجليد بين مصر وإيران على السياسة الخارجية الأمريكية في المنطقة.

وأشار الموقع إلى أن إدارة ترامب اعتمدت نهجًا عدوانياً تجاه إيران، فهي تسعى لتشكيل جبهة موحدة للدول السنية العربية ضد طموحات وتصرفات إيران في المنطقة. ولكن، قد يعيق التحول المصري التدريجي تجاه إيران هذا التحالف بقيادة الولايات المتحدة.

وشدد الموقع على أن الأسباب الرئيسية لانعكاس السياسة الخارجية المصرية هي الخوف من الإسلاميين السنة ورغبة مصر في استعادة وضعها كقوة إقليمية والأزمة المالية الشديدة التي تشهدها البلاد. وهذه الأسباب الثلاثة تدفع مصر لاستيعاب التدخل والنفوذ الإيراني في المنطقة، مع استثناء ملحوظ لدول الخليج.

وقد تمت محاولات التقارب بين مصر وإيران بعد تنحي الرئيس الأسبق حسني مبارك في عام 2011، حيث سمح المجلس الأعلى للقوات المسلحة بإبحار فرقاطات بحرية إيرانية عبر قناة السويس لأول مرة منذ ثلاثين عامًا. كما حاول الإخوان المسلمون تجاوز الخلافات مع إيران، ولكن لم تدم هذه الجهود طويلًا. 

وعند وصول الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى السلطة، رأت الحكومة أن الإسلام السني هو المحرك الرئيسي لزعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط. وهذا الخوف قاد صناع القرار في مصر إلى تأييد الجهات الفاعلة الأخرى التي تعتقد أنها تقاتل القوى الإسلامية السنية في المنطقة، مثل روسيا وإيران. 

كما تعتبر مصر أن دعم المؤسسات وهياكل الدولة القائمة هو الخيار الأفضل لتحقيق الاستقرار، على عكس الإسلاميين الذين يحاولون تحويل هياكل ومؤسسات الدولة لإقامة الحكومة الدينية.

وهذا الأمر أدى إلى وقوف مصر علنًا إلى جانب الرئيس السوري بشار الأسد لمنع أي قوة إسلامية سنية من السيطرة في حالة رحيله. كما رفضت السلطات المصرية تقديم قوات برية للقتال في اليمن خوفًا من صعود أي فرع من جماعة الإخوان إذا هزم التحالف السعودي الحوثيين وحلفيهم عبد الله صالح.

وذكر الموقع أن هذه المخاوف من الإسلاميين السنة تفاقمت مع ما ينظر المصريون إليه بالوضع الصحيح لبلادهم على رأس العالم العربي، مما أدى إلى توترات مع المملكة العربية السعودية والمزيد من التقاء المصالح مع إيران. فصناع القرار السياسي في مصر يتصورون مسارًا مستقلًا لبلادهم يقودونه وتتبعه الدول العربية الأخرى.