"الطيب" يعلن بنود إعلان الأزهر للمواطنة والعيش المشترك

أخبار مصر

الدكتور أحمد الطيب،
الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف


تلا الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، إعلان الأزهر للمواطنة والعيش المشترك، فى ختام مؤتمر "الأزهر الدولى للحرية والمواطنة"، مؤكدا أن المؤتمر جاء استجابة للاحتياجات المتجددة التى تتطلع لتحقيقها مجتمعاتنا العربية ومواجهة للتحديات التى يتعرض لها الدين والمجتمع والدول الوطنية، وإدراكا للمخاطر الجمة التى تتعرض تجربة التعددية الدينية الفريدة فى مجتمعاتنا ومجالنا الحضارى ومتابعة للجهود والوثائق والمبادرات المنفردة والمشتركة التى قام بها الأزهر فى العالم العربى فى السنوات الماضية.

وأوضح شيخ الأزهر، أنه انطلاقا من الإرادة الإسلامية المسيحية المصممة على العيش المشترك ورفض التطرف وإدانة العنف والجرائم التى ترتكب باسم الدين وهو منها براء، مؤكدًا أن الأزهر الشريف ومجلس حكماء المسلمين قرروا إقامة المؤتمر، الذى حضره أكثر من 200 شخصية من 60 دولة من النخب الدينية والمدنية والثقافية والسياسية الإسلامية والمسيحية فى الوطن العربى وفى العالم، وشارك فيه كثير من رجال السياسة والفكر والثقافة والإعلام فى مصر، وعلى مدى يومين 28 فبراير 1 مارس 2017 من المحاضرات والمداولات فى قضايا ومسائل المواطنة والحرية والتنوع والتجارب والتحديات والمشاركات والمبادرات تلاقى المجتمعون على إصدار إعلان الأزهر متضمنا عدة بنود.

ولفت الإمام الأكبر إلى أن أول البنود هى أن مصطلح المواطنة هو مصطلح أصيل فى الإسلام وشعت أنواره الأولى من دستور المدينة وما تلاه من كتب وعهود لنبى الله "صلى الله عليه وسلم" يحدد فيها علاقة المسلمين بغير المسلمين ويبادر الإعلان إلى تأكيد أن المواطنة ليس حلاً مستورداً، وإنما هو استدعاء لأول ممارسة إسلامية لنظام الحكم طبقه النبى صلى الله عليه وسلم فى أول مجتمع إسلامى أسسه هو دولة المدينة.

وأشار "الطيب"، إلى (أن هذه الممارسة لم تتضمن أى قدر من التفرقة أو الإقصاء لأى فئة من فئات المجتمع آنذاك وإنما تضمنت سياسات تقوم على التعددية الدينية والعرقية والاجتماعية وهى تعددية لا يمكن أن تعمل إلا فى إطار المواطنة الكاملة والمساواة التى تمثلت بالنص فى دستور المدينة على أن الفئات الاجتماعية المختلفة ديناً وعرقاً هم أمة واحدة من دون الناس وأن غير المسلمين لهم ما للمسلمين وعليهم ما على المسلمين.

ولفت إلى أنه استناداً إلى ذلك كله، فإن المجتمعات العربية والإسلامية تمتلك تراثاً عريقاً فى ممارسة العيش المشترك والمجتمع الواحد الذى يقوم على التنوع والتعدد والاعتراف المتبادل، ولأن هذه الثوابت والقيم السمحة تعرضت ولا زالت تتعرض لتحديات داخلية وخارجية، فإن الأزهر ومجلس حكماء المسلمين ومسيحى الشرق يلتقون اليوم من جديد على الإيمان بالمساواة بين المسلمين والمسيحيين فى الأوطان والحقوق والواجبات باعتبارهم أمة واحدة للمسلمين دينهم وللمسيحيين دينهم اقتداءً بما نص عليه النبى صلى الله عليه وسلم فى دستور المدينة.