"الرزق يحب الخفية".. قصص نجاح نساء قررن العمل من المنزل

تقارير وحوارات

عمل النساء من المنزل
عمل النساء من المنزل


"المرأة عماد المجتمع".. بهذه الكلمات عبرت بعض السيدات اللاتي سلكن طريق الاعتماد على أنفسهن للنهوض بمستوى عائلاتهن ومواجهة الظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد، لاسيما في ظل ارتفاع الأسعار وقلة الدخل لرب الأسرة، فاتجهن إلى العمل الحر من المنزل وبدأوا قيادة مشاريعهن من الصفر إلى أن أصبحت شهيرة في أوساطهم.

وتنوعت هذه المشاريع ما بين عمل أكلات من المنزل، والتصميم الجرافكس وبيع الهدايا، فضلا عن أعمال الهاند ميد من "الكروشيه"، وهو ما تستعرضه "الفجر"، خلال التقرير التالي، نماذج  لبعض السيدات الذين قاموا بعمل مشروعات خاصة بهن من المنزل، ولاقت صدى ونجاح في المجتمع.

مصممة جرافيك تنجح في الرسم على الأكواب
"عزة محمود"، الحاصلة على بكالوريوس حاسبات ومعلومات، تهوى التصميم والرسم منذ نعومة أظافرها، وعقب تخرجها من الكلية تزوجت بشكل سريع، فبدأت تطور من نفسها في التصميم بمساعدة زوجها، الذي رفض عملها ونزولها إلى الشارع، فبدأت تفكر في مشروع من المنزل لتحقيق حلمها، فكانت فكرة الرسومات المختلفة على الأكواب" المجات" هو مشروعها الصغير الذي بدأته.

وتروي " محمود"، في حديثها لـ"الفجر"، أنها بدأت في تنفيذ الفكرة والتصميم ولكن كان أمامها عائق التسويق والطبع، لاسيما أنها لا تستطيع النزول إلى الشارع  فبدأت تبحث على الفيس بوك عن شخص يساعدها وبالفعل وجدت "منة"  متخصصة في التسويق والطباعة وبدأن المشروع سويًا، ليرى النور عن طريق البيع على صفحات الإنترنت إلى أن وصل لعدد كبير من الشباب والبنات، والإقبال كثيرً لاسيما و أنها مناسبة للهدايا وغير مكلفة، لافتة إلى أن الكوب الواحد تكلفته 55 جنيه، وأن تصميماتها لا تقتصر على الأكواب فقط، ولكنها الأكثر طلبًا.

وأشارت مصممة الجرافيك، إلى أنها كانت غير متخيلة نجاح مشروعها بهذا الحد خاصة أنه في فترة قصيرة لا تتعدى شهور حتى رمضان الماضي الشيف "حسن" طبع إحدى تصميماتها على "المريولة" الخاصة به، لافتة إلى أنه بالرغم أن المشروع صغير إلا أن العائد المادي الناتج عنه مرضي لها، متمنية أن تصميمتها تصل إلى الجميع.



أعمال الهاند ميد من "الكروشيه"
وتروي آية هيكل، ذات الخمسة والعشرين من عمرها، والحاصلة على بكالوريوس الحقوق، عقب تخرجها من الجامعة أنها واجهت العديد من المشاكل في الحصول على عمل مثلها مثل الكثير من الشباب، وبعد رحلة شاقة في البحث عن العمل لم تجد سوى هوايتها المفضلة للعمل بها وهي أعمال الهاند ميد من "الكروشيه" والذي أحببته منذ أيام الدارسة، حيث بدأت تنميها بالعمل ومتابعة استخدام غرز مختلفة إلا أن بدأت تنتج أشكال جديدة ومبتكرة وبدأت أقاربها تشتري منها هذه المنتجات كـ" المفارش والبلوفرات، والشنط، ولبس الأطفال".

وأضافت" هيكل"، في حديثها لـ"الفجر"، أن مشروعها بدأ يكبر يوم بعد يوم إلا أن طلب منها من قبل أحد المعارض عرض منتجاتها هناك وبالفعل كان الاقبال عليها كبيرا، وبدأت تتلاقى طلبات عن طريق الفيس بوك والمعارض الخاصة بالهاند ميد.

وأشارت "هيكل"، إلى أن الأسعار بالرغم من ارتفاعها إلا أنها أصبحت توازن في استخدام الخيوط والغرز، ليترواح سعر البلوفر للكبار ما بين 120 إلى 250، والأطفال ما بين 90 إلى 120، أما شرابات الصوف للأطفال فتبدأمن 15 جنيه حتى 30 جنيه.



أكلات ست البيت
وقالت داليا مصطفى، ربة منزل، إنها عقب ارتفاع الأسعار وصعوبة المعيشة، بدأت تفكر في إنشاء مشروع صغير من المنزل لتساعد زوجها في المعيشة، فاتجهت إلى عمل أكلات جاهزة من المنزل، وبدأت تروج لمشروعها عن طريق أصدقائها وعمل صفحة على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"،  وبالفعل بدأ الإقبال عليها بشكل كبير غير ما كنت متوقعة.

ولفتت "مصطفى"، في حديثها لـ"الفجر"، إلى أن مشروعها خاص بالعزومات ، والأفراح، أما الطلب فردي فالاقبال عليه بسيط جدا، مؤكدة أنه بالرغم من ارتفاع أسعار السلع والمنتجات إلا أن زبائنها يعلموا ذلك ولم تتأثر حركة البيع لديها، وذلك لجودة أكلتها، مشيرة إلا أن مشروعها نجح في مصر بشكل كبير وباتت أكلات"ست البيت" شهيرة في كثير من المناطق.

وأشارت "مصطفى"، إلى أن المرأة هي عماد المجتمع، وصعب ترى أسرتها بحاجة للمادة وتظل مكتفة الأيدي، معلقة:" الستات تقدر تعمل كل حاجة وتساعد زوجها بس تبدأ تفكر ولو بأقل التكاليف، وماتعتمدش على أن حظها قليل في الشغل".