اتصالات سرية بين روسيا ومستشار الأمن القومي تنتهي باستقالته.. و"خبراء": الحرب تاريخية

عربي ودولي

بوابة الفجر


لا تزال الحرب الشرسة قائمة بين القوى الكبرى في العالم، لا سيما روسيا والولايات المتحدة الأمريكية، ومع بروز دونالد ترامب كمرشح رئاسي في العام الماضي، كانت روسيا من أولى الداعمين له، كما أكدت تقارير المخابرات الأمريكية، وهو الأمر الذي يبدو أنه سيكون متحكما في الكثير من الأمور في الأيام المقبلة، ومؤثرا كبيرا على المشهد الأمريكي، لا سيما بعد كارثة استقالة مايكل فلين.

استقالة فلين بسبب اتصالات مع روسيا
هذا ما حدث مؤخرا حيث أعلن البيت الأبيض استقالة مايكل فلين، مستشار الأمن القومي للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وهو الأمر الذي أثار ضجة كبرى، لا سيما أن فلين كان يعد من أهم الشخصيات لدى ترامب، بجانب أن هذا الاستقالة جاءت بسبب اكتشاف فضيحة اتصالات له مع روسيا.

الاتهامات الموجهة إليه
وأتهم فلين بمناقشة موضوع العقوبات الأمريكية مع السفير الروسي في الولايات المتحدةن فضلا عن أن تقارير أفادت بأنه قد ضلل مسؤولين أمريكيين بشأن محادثته مع السفير الروسي، فيما حذرت وزارة العدل الأمريكية في وقت سابق،  البيت الأبيض  بشأن هذه الاتصالات في أواخر الشهر الماضي، وحذرت حينها من أن يكون فلين عرضة لابتزاز من الروس.

وقال فلين في رسالة استقالته، إنه قدم "ايجازا بمعلومات غير كاملة من دون قصد لنائب الرئيس المنتخب وآخرين بشأن اتصالاتي الهاتفية مع السفير الروسي".

الديمقراطيون يطالبون بتحقيق مع "فلين"
وشنّ نواب ديمقراطيون في الكونجرس الأمريكي على فلين هجمات شرسة، حيث طالب قادة بارزون في الحزب الديمقراطي باستقالة فلين، فيما حثت زعيمة الأقلية الديمقراطية في مجلس النواب الأمريكي، نانسي بيلوسي، ترامب على طرد فلين، قائلة "لا يمكن الوثوق في أنه سيخدم  المصالح الأمريكية والأمن القومي"، كما دعا أيضا  عدة نواب ديمقراطيين رئيس لجنة المراقبة في المجلس، جيسون شافيتز، إلى البدء في تحقيق مع فلين بشأن صلاته مع روسيا.

كيف واجه "فلين" ذلك؟
وأشير إلى أن مايكل فلين تحدث مع السفير الروسي سيرغي كيسلياك عدة مرات في ديسمبرالماضي، حيث أن هذه المرة ليست الأولى، إلا أن فلين قابل تلك الاتهامات بالنكران حيث أنكر  أنه ناقش مع  السفير الروسي "كيسلياك" موضوع العقوبات الأمريكية، كما نفي نائب الرئيس مايك بينس أيضا قيامه بذلك.

روسيا تنفي 
وقال المتحدث باسم الكرملين دمتري بيسكوف، إن "فلين وكيسلياك" لم يناقشا موضوع رفع العقوبات عن روسيا، فيما تردد أن  "فلين" كان يشجع الإدارة الأمريكية على اتخاذ سياسة متشددة صارمة ضد إيران وناعمة مع روسيا.

تعيين "كيث كيلوغ" بدلا منه
وعين الجنرال المتقاعد، كيث كيلوغ، مستشارا للأمن القومي، بدلا من فلين، وهو من الشخصيات الأمريكية التي لديها تاريخا طويلا في الجيش الأمريكي، حيث يتمتع بخبرة أكثر من 30 عاما، فضلا عن أنه خدم في فيتنام وكمبوديا وبنما وفي الخليج، وخلال حرب العراق، ساعد في إدارة سلطة الائتلاف التي أدارت البلاد في عامي 2003 و 2004، قبل أن يتحول الى متعاقد مع وزارة الدفاع، بحسب بلومبرغ.

سيظل مستمرا
ويعلّق جمال أسعد الكاتب والمفكر السياسي، أن التدخلات التي تشنها روسيا على الولايات المتحدة الأمريكية أمرا طبيعيا تماما، مشيرا إلى أن هذا الأمر سيظل مستمرا على مدار الأعوام والفترات المقبلة.

الحرب تاريخية
وأضاف في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن هذا يدلل على دلالات كثيرة للغاية من بينها أن الحرب بين الولايات المتحدة الأمريكية وبين روسيا ستظل متواجدة والتي تنبع تاريخيا منذ سقوط الإمبراطورية السوفيتية، مما يعني أن العداء تاريخيا وسيظل متخذا هذه الصبغة.

لن تكون الأخيرة
ويتوقع أسعد أن لا تكون استقالة أو إبعاد فلين من إدارة ترامب، ستكون الأخيرة، بل من الممكن أن تشهد أيضا استقالات أخرى لمسئولين نظرا للتدخلات الكثيرة والاختراقات العديدة التي تتولاها روسيا في هذا الشأن، مشددا أن هذا يؤثر بالسلب أيضا على إدارة ترامب.

روسيا تحاول تغيير التعامل الأمريكي
كما أكد الدكتور محمد حسين، خبير العلاقات الدولية، أن إدارة ترامب لديها علاقات مع الإدارة الروسية، لافتا إلى أن هذا الأمر لم يعد خافيا على أحد وأن تقارير المخابرات الأمريكية أكدت وجود هذه العلاقة، التي ربما تكون سببا قويا في تغيير وجهة العلاقات بين الطرفين، وتخفف حدة التعامل التي كانت تتولاه إدارة أوباما تجاه  روسيا.

دلالات التدخلات الروسية
وأضاف في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن التدخلات الروسية من خلال حربها المخابراتية، لديها العديد من الدلالات، من بينها أن بوتين يقول بلسان حاله أنه متواجد وأنه قادر على التأثير في مسار عمل الإدارة الأمريكية الجديدة، فضلا عن أن هذا الأمر يأتي لتحقيق العديد من الأهداف من بينها، تخفيف وطأة العقوبات الاقتصادية التي تتخذ من قبل الولايات المتحدة على روسيا.

روسيا تتعامل مع شخصيات أخرى
وذكر أن هذه الاختراقات الروسية لن تكون الأخيرة، وربما تطال الاستقالات أيضا العديد من الشخصيات الأخرى، لافتا إلى أن فلين ليس الشخصية الوحيدة التي تتعامل معها روسيا وإنما تتعامل مع العديد من الشخصيات الأخرى.