"IBM" تستثمر 70 مليون دولار لجلب المهارات الرقمية إلى أفريقيا

الاقتصاد

أرشيفية
أرشيفية


تستثمر شركة إنترناشونال بيزنس ماشينز كورب IBM، المدرجة في بورصة نيويورك تحت الرمز (NYSE: IBM) مبلغ 70 مليون دولار لبناء وتطوير المهارات الرقمية والسحابية والمعلوماتية المُلحة للمساعدة في توفير قوى عاملة داخل قارة أفريقيا تواكب تطورات القرن الحادي والعشرين.

 

وتوفر مبادرة "الأمة الافريقية الرقمية" منصة تعليمية سحابية تهدف إلى توفير حزمة من البرامج التنموية لـ 25 مليون شاب أفريقي على مدار خمس سنوات تساعد في تعزيز الكفاءة الرقمية ودعم الابتكارات داخل القارة السمراء.

 

وتقع هذه المبادرة ضمن الجهود العالمية لشركة IBM الرامية إلى بناء جيل جديد يحمل المهارات اللازمة لشغل "الوظائف الحديثة"  وهو مصطلح مستحدث من قبل شركة IBM للإشارة إلى الأنواع الجديدة من الوظائف التي لا تتطلب دائمًا الحصول على شهادة جامعية بل تعتمد بالأساس على مهارات الأمن السيبراني وعلوم البيانات والذكاء الاصطناعي والسحابات وما إلى ذلك.

 

وفي سبيل تحقيق الهدف الرامي إلى استفادة شباب القارة السمراء من المستقبل المعرفي، لابد من بذل مجهودات أكبر لمحو الأمية الرقمية المنتشرة.

 

وفي هذا الصدد، يأتي المطورون على رأس هرم المهارات التي يجب نشرها إذ يحتاج المطورون إلى معرفة طرق التوصل إلى حلول من شأنها الاستفادة من القوة المعرفية ورائدي الأعمال الذين يدركون حجم السوق. وعليه، كانت مبادرة "الأمة الافريقية الرقمية" التي تهدف إلى المساعدة في رفع الثقافة الرقمية عمومًا وزيادة عدد المطورين من ذوي المهارات القادرين على الاستفادة من المحركات المعرفية وتمكين رائدي الأعمال وأصحاب المشاريع من تطوير وتنمية أعمالهم حول هذه الحلول الجديدة والمبتكرة.

 

ومن خلال بيئة التعليم المجاني القائم على الحوسبة السحابية والمتوفرة على منصة "بلوميكس-IBM Bluemix " المنصة السحابية الأساسية للأعمال، تقدم المبادرة مجموعة من البرامج ذات مستويات متعددة تبدأ من المبادئ الأساسية للتكنولوجيا المعلومات وصولًا إلى المهارات المعلوماتية المتقدمة بما في ذلك المشاركة الاجتماعية والخصوصية الرقمية والحماية الإلكترونية.

 

وتتيح المبادرة للمستخدمين المتقدمين القدرة على استكشاف موضوعات جديدة تتعلق بوظائف تكنولوجيا المعلومات بما في ذلك البرمجة والأمن السيبراني وعلوم البيانات ومنهجيات التطوير السريعة فضلًا عن مهارات إدارة الأعمال الهامة مثل مهارات إدارة الأعمال والتفكير النقدي وريادة الأعمال. وتهدف المبادرة إلى تمكين المواطنين ورائدي الأعمال والمجتمعات المحلية الأفريقية من المعرفة والأدوات اللازمة للتصميم والتطوير وإطلاق الحلول الرقمية المبتكرة الخاصة بهم.

 

واعتمادًا على واتسون-نظام حاسوب الذكاء الاصطناعي المطور من قبل مشروع DeepQA-سيكون لنظام المعرفة عبر الإنترنت القدرة على التكيف والتعلم، إذ سيتمكن النظام من استعراض التفاعلات المتعددة بين المبادرة والطلاب بهدف توجيههم إلى اختيار الدورات المناسبة ومساعدة الشركة في صقل محتوى الدورات لتلبية احتياجات المستخدمين. بالإضافة إلى ما سبق، يقوم واتسون بإنشاء مستوى المعرفة المتعمقة باستخدام المعلومات المجهولة التي يتم جمعها من خلال التفاعلات التي تتم مع الطلاب، وهذا من شأنه مساعدة رائدي الأعمال والمطورين من فهم حلول ساحبة بلوميكس الحالية التي تلبي احتياجاتهم بأفضل صورة ممكنة وصقل أفكارهم للوصول إلى تصميم حلول لها إمكانات سوقية أكبر.

 

وبهدف تجهيز أكثر من 25 مليون شخص من ذوي المهارات التقنية المتقدمة خلال الخمس سنوات المقبلة، سوف ينطلق البرنامج من المكاتب الإقليمية لشركة IBM والمنتشرة في جنوب أفريقيا وكينيا ونيجيريا والمغرب ومصر، وهذا ما قد يساعد في توسع المبادرة وتعزيز تواجدها في جميع أرجاء القارة.

 

 ويوجد في قارة أفريقيا ما يقارب من 200 مليون شخص تتراوح أعمارهم ما بين 15 إلى 24 عامًا، ومن هنا، يُتوقع أن تكون هذه القارة أكبر مواطن القوى العاملة في العالم أجمع بحلول عام 2040 بمقدار 1 مليار نسمة في سن الالتحاق بالعمل (وفقًا لتقرير أحوال التعليم في أفريقيا الصادر عام 2015)، ورغم ذلك تعتبر كثير من الشركات الأفريقية  معضلة المهارات المحلية أحد أبرز العقبات التي تحيل دون تحقيق النمو، ففي جنوب أفريقيا وحدها-حيث أكثر من ربع القوى العاملة تعيش في حالة البطالة- يكافح رجال الأعمال لإيجاد المهارات اللازمة ولاسيما في مجال تكنولوجيا المعلومات. 

 

ومن جانبه قال هاملتون راتشيفولا المدير العام لشركة IBM في جنوب أفريقيا، إن الشركة تعتبر التعليم التكنولوجي الفعال عالي الجودة بمثابة المحرك الرئيسي لتحقيق حيوية الاقتصاد الإفريقي، ومن خلال إمكانية الوصول إلى المعايير المفتوحة وأفضل الممارسات واستخدام أدوات IBM وتصفح محتوى الدورات المُقدمة والتي تمثل النطاق الواسع لهذه المبادرة،تتحقق عملية تطوير المهارات الحيوية المطلوبة.

 

وأضاف راتشيفولا: "في سبيل التوصل إلى حلول للتحديات التي تواجه أفريقيا، يتعين على الشركات المنتشرة في أرجاء القارة المساعدة في إيجاد وتجهيز قوة عاملة قادرة على التعامل مع التكنولوجيات الحديثة مثل الحوسبة المعرفية والسحابية"، واستطرد قائلًا "هذا هو المفتاح الرئيسي لدفع عجلة التنمية الاقتصادية داخل القارة".

 

ويتم دعم هذه المبادرة من قبل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والذي يركز بشكل خاص على تعزيز وتحفيز مهارات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في أفريقيا والشرق الأوسط. ومن هذا المنطلق، تتعاون شركة IBM مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي على توفير فرص تتعلق بتطوير المهارات في مجالات (العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات) وإصدار الشهادات والاعتمادات ذات الصلة. وعليه، يعمل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي من خلال شبكته على إقامة شراكات حكومية بغرض نشر البرنامج وتوسيع نطاقه في جميع أنحاء القارة.

 

وأبرز تقرير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي الصادر عام 2015 بشأن التنمية البشرية أن التكنولوجيا تؤثر على طبيعية العمل ويتجلى ذلك من خلال تقديم طرق جديدة للتواصل وتوفير منتجات جديدة وخلق مصادر طلب جديدة للمهارات. وأكد التقرير أن التكنولوجيات الحديثة تعزز وتعمق من الاتجاهات السابقة في مجالات العولمة الاقتصادية وتوفير العمالة وإدارة الأعمال في شبكة عالمية من خلال الاستعانة بمصادر الخارجية وسلاسل القيمة العالمية.

 

من جهته علق المدير الإقليمي لبرنامج الأمم المتحدة في جنوب أفريقيا وليد بدوي على هذا التعاون قائلًا: "هذه العمليات تعيد تشكيل مفهوم العمل وتضع السياسات المحلية والدولية تحت الاختبار في محاولة لمواجهة التحديات العالمية هنا في جنوب أفريقيا وغيرها من البلدان ذات الأولوية في القارة الأفريقية".

 وأعرب وليد بسعادته بهذا التعاون قائلًاً: "سُعداء بتعزيز حضورنا الدولي وتطوير المعرفة وتعميق شراكات طويلة الأجل تعزز وترفع من أطر التعاون مع شركة «IBM» العالمية".