قصر النيل .. الشارع الذي شهد ثورة عرابي واسقاط علم بريطانيا

منوعات

شارع قصر النيل
شارع قصر النيل


قصر النيل أحد أشهر شوارع القاهرة، يحتل مكانة هامة بين شوارع العاصمة، وكذلك بين صفحات التاريخ 

سر تسمية الشارع
تعود تسميته إلى قربه من النيل، فقد شيد "محمد على" قصرًا لابنته "نازلي هانم"، وكان القصر يطل علي الشارع فتم تسميته به،  فعرف بشارع ـ"قصر النيل"، وقد استعان محمد علي باشا بالمعماريين الأوروبيين لإدخال الطراز الروماني علي المباني المصرية، ورغم أن هذا القصر قد تم هدمه من قبل إبراهيم باشا وبُني مكانه ثكنات قصر النيل العسكرية، إلا إن اسم الشارع لم يتغير .

موقع الشارع
يبدأ الشارع من قلب القاهرة من ميدان التحرير، ويمر بميدان طلعت حرب، وينتهي بميدان مصطفى كامل، وبين الميادين الثلاثة، وتماثيلها، وأسماء أصحابها القدامى والجدد شهد شارع قصر النيل جزءاً مهما من تاريخ مصر الحديث إبتداءاً من محمد على.

الفكرة 
القائد "إبراهيم باشا" ابن محمد علي الكبير وخليفتة يُعتبر أول من فكر في تعمير وتجميل الشاطئ الشرقي لنيل القاهرة، حيث أن تلك المنطقة كانت عبارة عن أرض وعره ومزدحمة بالبرك والمستنقعات، و بعد تولى "إسماعيل باشا" حكم مصر، أمر بالتوسع في تعمير هذه المنطقة المحيطة بثكنات الجيش، حيث تم هدم القصر وبناء ثكنات الجيش، و دكت هذه الشوارع بالحجر، ونُظمت لتكون من أولى مناطق القاهرة التي أضيئت لياليها، فأصبحت كما قال " علي مبارك" ( من أبهج خطط القاهرة وأعمرها وسكنها الأمراء والأعيان)، وقد قام "إسماعيل" بمنح أرضها للذين يرغبون في تشييد المبانى علي ضفاف شوارعها بشرط ألا تقل تكلفة العمارة عن 2000 جنية، وكان مبلغاً ضخماً وقتها حتي يضمن بناء عمارات عصرية يتوافر فيها الذوق الرفيع والصلابة، و هكذا ظهر شارع قصر النيل تظللة المبانى الضخمة وتحيط به وتتخللة الحدائق من كل جانب.

موقعة السياسي
في البداية كان قصر النيل شارعاً عسكرياً لتواجد المقر الرسمى لقوات الجيش المصري به، وشهد أحداث الثورة العرابية، لقربة من قصر عابدين الذي أنشأه الخديوي "إسماعيل" كبديل للقلعة، التي ظلت المكان الأفضل لحكام مصر علي مر العصور، تلك المكانة جعلت الشارع مطمعاُ لكل القوى الإستعمارية الغربية التي كانت تخطط لأحتلال مصر، وهذا ما تم علي أيدي الإنجليز عندما وصلت قوات الإحتلال البريطاني إلي القاهرة، كان أول إجراء عسكرى و سياسي اتخذته هو المسارعة باحتلال ثكنات الجيش المصري في شارع قصر النيل كي ترسل للعالم كله انها احتلت مصر .

احداث تاريخية شهدها المكان
دون شوارع القاهرة كان له شرف احتضان المنطقة التي أُعلن من فوقها زوال الاحتلال الانجليزي، فقد صعد الملك فاروق فوق ثكناته، ورفع علم مصر عالياً في الموقع نفسه الذي اغتصبه علم بريطانيا العظمى سنوات طويله، وكان يرتدي بدلته العسكرية كدليل علي إعادة الإعتبار للجيش المصري.

مباني عظيمة بالمكان
ومن مبانيه الهامة الجامعة العربية، وفندق هيلتون النيل، ومبنى الأتحاد الأشتراكى، وسرعان ما تحول شارع قصر النيل الي ما يشبة السوق التجارية الكبيرة وشهد زحفاً من مشاهير تجار مصر في تلك الفترة خصوصاً من اليهود فتنافست علي جانبية محلات صيدناوى، وداوود، وعدس، وبنزايون، وبعضها قائم حتي الان، فهو يعتبر شريان رئيسي يربط بين ميداني العتبة وميدان التحرير.

بلغ طول هذا الشارع لحظة تشييده حسبما قال "زكي مبارك" حوالي 1060 متراً، و لكنه بمرور الأيام وزيادة العمران علي جانبيه أخذ يتوغل ناحية العتبة إلي ان بلغ حوالي 1300 متراً.