القصة الكاملة للخبر المزيف الذي كاد أن يتسبب في ضرب علاقة السعودية بالإمارات

الخبر المفبرك الذي قيل إنه نشر على موقع "بي بي سي"، منسوب لشخصية ذي ثقل في السعودية، وحمل في متنه معلومات خطر عن دولة شقيقة، وتبين في وقت لاحق أنه موقع مطابق للموقع البريطاني، ويحمل نفس تصميماته، وهو ما خدع عدد من وسائل الإعلام، التي اضطرت لحذفه، من بينهم "روسيا اليوم"، بينما احتفت قناة "العالم" الإيرانية بالخبر، ولم تحذفه حتى وقتنا هذا.

الخبر "المضروب"، زعم أن رئيس الاستخبارات العامة، عضو في مجلس الشؤون السياسية والأمنية في السعودية، الفريق خالد بن علي بن عبدالله الحميدان، قال في مقابلة قيل إنّ قناة "بي بي سي" البريطانية أجرتها معه، عن أن "بعض الأدلة في المرحلة الحالية تكشف عن وجود مخطط انقلاب وشيك في الإمارات العربية المتحدة ضد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان".

وزعم الخبر المزيف المنقول عن "الحميدان"، أن "جميع المحللين السياسيين يتنبّئون بأن سلطان بن زايد بن سلطان، الابن الثاني للشيخ زايد بن سلطان، سيهتم بالتخطيط لانقلاب ضد الشيخ محمد بن زايد قريبًا، وذلك إثر طرد سلطان من منصبي القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية ونائب رئيس مجلس الوزراء، بتآمر من محمد، فيما يحاول الأمريكيون منع الانقلاب".

وواصل زعمه، بالقول: "الشيخ هزاع بن زاید، الابن الخامس للشيخ زايد بن سلطان، احتج على سياسات الشيخ محمد بن زايد لإدارة الحكم في الإمارات العربية المتحدة".

"بي بي سي" ردت على الواقعة التي انتشرت في عدد من المواقع الإخبارية كـ"النار في الهشيم"، دون التأكد من مصدر الخبر، قائلة: "انتشر في بعض المواقع الإخبارية خبر مزيف يدعي أن موقع بي بي سي عربي نقل تصريحات نسبت لمسؤول استخباراتي سعودي بشأن الأوضاع داخل الإمارات العربية المتحدة".

وأكدت بي بي سي، أن هذا الخبر المفبرك نُشر على صفحة مزيفة تحاكي تصميم صفحات موقعنا، موضحة لمتابعي موقعها أن لا علاقة لها بمثل هذه الأخبار المزيفة التي يجري تداولها على شبكة الإنترنت.

وختمت بيانها بالقول: "تحتفظ المؤسسة بحقها في اتخاذ التدابير القانونية ضد أي جهة أو شخص يثبت ضلوعه في مثل هذا السلوك المخالف للقانون وقواعد العمل الصحفي".

لغز احتفاء قناة "العالم" الإيرانية بالخبر عبر موقعها الإلكتروني يكشف أن إيران قد تكون وراء ذلك الخبر المزيف، خصوصًا أنها تحاول بشتى الطرق ضرب العلاقات السعودية بحلفائها من دول الخليج.

ورغم نزول تكذيب "بي بي سي" على موقعها الإلكتروني، إلا أن موقع القناة الإيرانية لم تحذفه من على موقعها، بينما حذفه موقع "روسيا اليوم"، بعدما تبين له عدم صحته.

دليل آخر يكشف عدم صحة الخبر، هو أنه عند المقارنة بين الرابط المتداول ورابط "بي بي سي" الأصلي ستجد فرقًا جوهريًا، وهو استخدام الموقع الأصلي للفاصل "سلاش" وليس "نقطة" كما هو في المزيف بين كلمتي "أرابيك وبي بي سي".

الموقع المزيف صمم بشكل احترافي عالٍ جدًا ليظهر وكأنه نسخة من موقع "بي بي سي" ليوهم القارئ أنه الموقع الخاص بها لتأكيد مصداقية الخبر.

انتقد أنور قرقاش، وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، الثلاثاء، ما تقوم به بعض وسائل الإعلام من محاولات لاستهداف العلاقات بين المملكة العربية السعودية والإمارات، لافتًا إلى أن هذا "التلفيق" محسوب على جماعة الإخوان المسلمين وإيران.

جاء ذلك في تغريدة لقرقاش على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، حيث قال: "التلفيق الإعلامي الذي يستهدف العلاقة الاماراتية السعودية سمج، ومحسوب على جماعة الإخوان وإيران، نزداد تصميما بأن يبقى التحالف سدا عربيا صلبا".

وأضاف قرقاش: "من الضروري أن تتحرى القنوات الإعلامية المستقلة مصدر الأخبار الكاذبة، وستكتشف دور الإخوان وإيران في محاولة استهداف المشاريع العربية الناجحة".