الشرق مهد العطور والمصريون القدماء هم أصل الصناعة حتي الآن

منوعات

الفراعنة والعطور
الفراعنة والعطور


الشرق هو مهد العطور، وهي مرتبطة بالطقوس والنصوص الدينيّة القديمة، وكان المصريّون يستخدمون الزيوت العطريّة في التحنيط والعلاج، وكان للعطور تقاليد خاصّة لدى الإغريق والرومان، حيث كان أباطرة روما يلقون بالعطر على المقاعد، ورؤوس الناس في احتفالاتهم، وفي حلبات المصارعة الرومانيّة، وفي احتفالات أخرى. 
كانت أجنحة الطيور تُغمس بالعطور ثم يتم اطلاقها فوق رؤوس المحتفلين، فتشيع العطر في الأجواء، وكانت مياه الحمّامات الرومانيّة تُعطّر بأوراق زهر الخزامى.

وترتبط الطّيوب والعطور منذ العصور القديمة بكثير من مقوّمات الحياة اليوميّة، فقد كان لها علاقات بالمعابد والهياكل والطقوس الدينيّة. 
وكان الطيب، منذ القدم، رمزًا للأناقة والنظافة، وعلامة من علامات الترف عند الشعوب كافّة، ولا يزال الطيب من أحبّ متطلّبات الناس بمختلف أجناسهم وعاداتهم وتقاليدهم.

فتحت موروثات القدماء المصريين بوابات كثيرة لاكتشافات متعددة من ضمنها صناعة العطور الطبيعية، والمستقاة من زيوت عطرية تم العثور عليها داخل مقابر الفراعنة، حيث استمر تصنيعها بنفس الأساسيات القديمة لتجعلها مواد أولية تدخل في تراكيب العطور الحديثة.

وفي الحضارة العربيّة الإسلاميّة لم يترك الكيميائيّ العربيّ شاردة ولا واردة تتعلّق بالطُّيوب إلّا ودرسها دراسة عميقة، وأفرد لها مساحاتٍ كبيرة في مؤلّفاته الكيميائيّة والنباتيّة، وقد أفرد الكيميائيّ الحديث فرعًا خاصًّا بالعطور، وبحثها وتمكّن من اختراع وتحضير عطور صناعيّة، أصبحت تضاهي العطور المستخرجة من منابعها الأصليّة، نباتيّة كانت أم حيوانيّة، لسدّ حاجة المستهلكين من كلّ طبقات الناس، فضلًا عن استهلاك العطور في صناعات كيميائيّة متعدّدة أخرى، فالحاجة أمّ الاختراع، والمهمّ من ذلك أنّنا نجد كثيرًا من أسماء العطور وكثيرًا من طرائق استخلاصها وطرائق تحضير المركّب منها، وهي تشبه إلى حدّ بعيد جدًّا تلك التي كانت مستعملة في عصر الحضارة العربيّة الخالدة.

وتقول "نجلاء فتحي" إحدى خبيرات العطور بمنطقة كرداسة بالقاهرة، أن تصنيع العطور الطبيعية مستمر حتى الآن بنفس طرق قدماء المصريين، والقائمة أساسا على تعتيق الزيوت العطرية مدة 40 يوما تحت الأرض في معمل موجود بالفيوم تحت إشراف وزارتي الصحة والسياحة.

وقالت انه من أشهر العطور المصرية القديمة عطر "زهرة اللوتس" أول الزهور التي اكتشفها المصري القديم قبل أكثر من 7500 سنة، حيث كان يزرعها على ضفاف نهر النيل، وبجوار الأهرامات، كونهم استخدموها أيضا في عمليات التحنيط وتعطير المعابد، واستخلاص العطر منها مبني علي طريقة التعتيق في نفس بيئة زراعتها داخل أوان كانوبية تشبه خامتها أحجار الأهرامات.

وأشارت إلى وجود عطر "رمسيس الأول" المكون من تسع زهرات، ويغلب عليه زهرة الليمون، إلى جانب عطر "سحر الليل" الذي يدخل في تركيبه 19 زهرة من ضمنها البنفسج وفواكه البحر، ويعد عطر "الملكة كليوباترا" المصنوع من أندر الزهور في العالم أشهرها زهرة الدالية، وهناك عطر "توت عنخ أمون" وهو مكون من زهرة الزعفران فقط.

ويوضح "سمير أبوغانم" أحد العاملين بمعامل تصنيع الزيوت العطرية، أن هناك نوعين من الزيوت أحدها طبيعي خال من الكيماويات، بينما الآخر يتم فيه معالجة الزهور كيميائياً . 

وقال يتم عصر الزهور بطريقتين، إما بواسطة جهاز خاص للتكثيف، أو وعاء كبير موضوع على نار مشتعلة وموصول بجهاز تكثيف لاستخلاص الزيوت العطرية، موضحا أن الطريقة الأولى تستخدم للكميات الصغيرة، والثانية للكميات الكبيرة.