بيت الكريتلية بئر مسحور ورأس نفرتيتي وأسرار أخري

منوعات

بوابة الفجر


جاير اندرسون أجنبي عشق مصر ولد في بريطانيا عام 1881م، وعمل طبيبا لجيش بلاده كما كان من بين ضباطه، استقر أندرسون بمصر منذ عام 1908م، التي عشقها واعتبرها موطنه الثاني، حيث كتب في مذكراته المحفوظة بمتحف فيكتوريا والبرت بلندن "مصر أحب بلاد الأرض إلى قلبي لذلك لم أفارقها لأني قضيت بها أسعد أيامي منذ مولدي" . 

أندرسون والآثار 
كان أندرسون متيما باﻵثار من العصور المختلفة وقام بجمعها من عدد من البلدان وقت أن كانت تجارة اﻵثار مشروعة، اقتني "جاير" العديد من القطع النادرة، وخاصة الإسلامية، الذي احتفظ به في بيته الذي عاش فيه من 1935م حتي 1942م، وقد وهب بيته للحكومة المصرية فيما بعد وأصبح متحفا مفتوحا بعد وفاته عام 1945م، وقد منحه الملك فاروق لقب باشا تقديرا له .

بيت الكريتلية 
 بيتين يربط بينهم ممر صغير ويطلان على حديقة رائعة اﻷول بناه الحاج  محمد بن الحاج سالم بن جلمام الجزار عام 1632م، وفي وقت لاحق سكنته سيدة يونانية من جزيرة كريت ولهذا اشتهر المنزل باسم بيت الكرتيلية، أما البيت الثاني ويعرف باسم بيت "آمنه بنت سالم"، ودق ضم أندرسون كلاً من البيتين في منشأة واحدة وجعل منهما متحفاً يُعد من أهم الأثار الإسلامية النادرة والثمينة وينتمي لأغلبها للعصرين المملوكي والعثماني.
يحيط ببيت الكريتلية العديد من اﻷساطير الغريبة منها أن هذا البيت بني على "جبل شكر" الذي رست عليه سفينة نوح عليه السلام، وهناك أقاويل أخري تقول أن البئر الموجود بـ "حوش" البيت له قوي سحرية فالناظر في مياهه يري محبوبه.

للبيت 29 غرفة 
للبيت سلم صغير يدور حول المكان الفريد من نوعه الملئ بالغرف، وبها فتارين لعرض المقتنيات اﻷثرية من سيوف تاريخية، وخوذ لجنود الماضي، ومنحوتات مختلفة اﻷشكال واﻷلوان.
المتحف يتكون من 29 قاعة، وكل منها تعد لوحة فنية خاصة لما تتميز به من التصميم المعماري الشرقي ، والتحف المختلفة، يحتوي المتحف على جناح "السلاملك" وهو لاستقبال الزاور، و"الحرملك" ويخص سيدات البيت، كما يوجد به العديد من الغرف اﻷخري واحدة منها للقراءة وأخري تسمى الغرفة الفارسية وغرفة اﻷطفال التي توثق بناء القصر.

الغرفة الفارسية والغرفة السرية 
وغرفة النوم الخاصة بأندرسون التي صممت على الطراز الفارسي بطريقة رائعة، تحتوي على سريرين أحدهم خاص به، وآخر صغير يقال أنه لخادم كان يرافق جير في نومه، ومن اﻷشياء المثيرة في هذا المتحف الغرفة السرية كانت يستخدمها السيدات لمشاهدة الحفلات دون أن يراهم أحد.

تصميمات من حول العالم 
تتميز تصميمات الغرف بالجمال واﻷناقة والمصابيح المبهرة التي تزين أرجائها والمفروشات العريقة والمشربيات الراقية -وهي شبابيك على الطراز الشرقي لها تصميم مميز- واﻷثاث الغني بالتصميمات والزخارف المبهرة التي يرجع تاريخها لفترة الحكم الإسلامي مع ديكورات مستوحاة من إيران والهند والصين وسوريا.

متحف البيت ورأس نفرتيتي
كما يوجد غرفة معروفة بإسم "متحف البيت" وبها العديد من القطع اﻷثرية الفرعونية ومن ضمنها تابوت به مومياء ورأس نفرتيتي.
وهناك ساحة مليئة بأحواض من الحجر وحاويات سيراميك كبيرة لتخزين الحبوب، وعلى يمينه حجرتين الأولى حجرة العرائس وبها فاترينة لمتعلقات النساء اليومية، مثل بعض الآوان الزجاجية المختلفة لحفظ العطور، وبعض الأمشاط الخاصة بشعورهن، وبعض الملاعق، ومستلزمات أخرى للمنزل.

غرفة الولادة وختان الأطفال 
أما الحجرة الأخرى فهي خاصة بالولادة ويتواجد بها عرائس لأطفال ومجموعة نادرة لكراسي الولادة الخشبية ذات فتحة دائرية  تسجل طريقة الولادة في ذلك الوقت، كما يوجد بها أيضا أداة خشبية صغيرة بشكل غريب كانت تستخدم لختان اﻷطفال وقتها، ودولاب من العاج به بعض التمائم لحفظ الأطفال.

الكريتلية والسينما 
وقد تهافتت السينما على هذا المنزل لجماله وعراقته وتم تصوير عدد من اﻷفلام به أهمها، فيلم جيمس بوند الجاسوس الذي أحبني The Spy Who Loved Me ، وشهد الملكة بطولة نادية الجندي وفريد شوقى.