"عمر سليمان".. الجنرال الغامض وطوق النجاة لـ"مبارك"

تقارير وحوارات

بوابة الفجر

الرجل الثاني.. الجنرال الغامض.. صقر المخابرات الحربية.. ألقاب وتوصيفات أطلقت على اللواء عمر سليمان، الذي تولى شئون البلاد وعين نائبًا للرئيس في مثل هذا اليوم 29 يناير عام 2011، عقب الثورة واستمر في إدارة شئون الدولة لمدة 12 يوم.

المدة التي قضاها اللواء عمر سليمان كنائب لرئيس الجمهورية، هي المدة التي جعلت أنظار العامة تلتفت لذلك الرجل الذي استعان به مبارك وقت ثورة الشعب ضده، عمر سليمان كان رجل المهام الصعبة لمبارك، فكان يلجأ له الرئيس الأسبق حين يشتد الموقف لتأتي قوة وذكاء الجنرال الغامض بالحل.

ترصد "الفجر" خلال السطور التالية أبرز المهام والمواقف التي تولى مسئوليتها وقام بها صقر المخابرات الحربية عمر سليمان.

إنقاذ "مبارك" من الاغتيال بأديس أبابا
من أبرز المواقف التي قام بها عمر سليمان، إنقاذ مبارك من محاولة اغتياله الشهيرة في أديس أبابا والتي أثبت فيها سليمان أنه رجل عسكري من الطراز الأول، حيث  كانت الخطة الأصلية للاغتيال أن يركب الرئيس سيارة عادية غير مدرعة هناك، لكن اللواء سليمان في اليوم السابق لسفر مبارك أصر على نقل سيارة مصفحة بالطائرة إلى أديس بابا ليستخدمها الرئيس في تنقلاته، الأمر الذي أنقذ حياته عندما ارتدت الطلقات، وقد ولدت هذه التجربة الثقة بين مبارك وسليمان.

الحفاظ على أمن سيناء
وفي هذا السياق كانت محاولة الاعتداء على حياة الرئيس مبارك أظهرت خطورة التهديد الإرهابي، وبعد ثلاث سنوات تمكنت أجهزة الأمن من شل حركة الجماعات المتطرفة في مصر، وأطلق على عمر سليمان لقب "صقر المخابرات الحربية"، حيث أنه كان مهتم بملف الجماعات الإرهابية التي أصبحت شغله الشاغل خلال سنوات حياته، وقد نجح في تطويق تلك الجماعات خاصة في سيناء ومنعها من أن تهدد حياة المصريين. 

الملف الإفريقي
ومن الجماعات الإسلامية إلى الملف الأفريقي ينتقل بنا الجنرال الذي ظهرت كفائته بمجرد أن أظهرت إثيوبيا رغبتها في بناء سد النهضة وإعادة توزيع حصص مياه النيل، لم يجد مبارك وقتها مفرًا من إسناد الملف إلى عمر سليمان الذي كان حاضرًا بتهديده  بالضربات العسكرية.

ووفق وثائق سربتها "ويكيليكس" فإن عمر سليمان استطاع الحصول على موافقة السودان "الدولة المتاخمة لإثيوبيا" بأن ينزل فيها قوات كوماندز لضرب السد.
كما أن اللواء عمر سليمان قام بتهديد الحكومة لإثيوبية، تهديدًا صريحًا قائلًا: "لو مضت دول المنبع قدمًا في توقيع اتفاقية عنتيبى والتأثير على حصة مصر من المياه ستكون قد أضرت بالأمن القومي المصري وخرقت مبادئ القانون الدولي، وسيحق حينها لمصر أن تتدخل عسكريًا في إثيوبيا سرًا أو علنًا".. ذلك التهديد أثنى ميليس زيناوى، رئيس الوزراء الإثيوبى الراحل، عن إعادة التفكير في بناء السد إلا بعد رحيل سُليمان عن المخابرات العامة، بعدما لاحظ حقيقة الوضع الذي تعانيه الدولة المصرية.

قبول منصب نائب رئيس الجمهورية

ومن أصعب المهام التي أسندت للجنرال عمر سليمان كان مهمة إدارة شئون البلاد إبان ثورة يناير، حيث تولى منصب نائب رئيس الجمهورية بعد تنحي مبارك عن الحكم الأمر الذي من أصعب مهام حياته كما وصف خلال تصريحات منسوبة له.

وتوفى عمر سليمان في 19 يوليو 2012 بأحد المستشفيات الأمريكية وأثارت وفاته جدلًا حول حقيقتها، إذ اعتبر البعض أنها لعبة من ألعيب صقر المخابرات.