أربعة أمور عن إيجاد وظيفتك الأولى لن يخبرك أحد بها

منوعات

البحث عن وظيفة
البحث عن وظيفة


برغم أن صورة ملفك الشخصي قد تدفعك للاعتقاد بأن البحث عن وظائف خالية هو أقرب إلى رحلة محددة المعالم بشكل لا لبس فيه، إلا أن الأمر غير ذلك تماماً فالبحث عن وظيفتك الاولى هو أمر صعب، مربك، مرهق، وأحياناً محبط، وفي كل الأحوال هي مرحلة لا مفر منها للانتقال إلى عالم الواقع بحيث تصبح على دراية بكافة التفاصيل، ولكن بعد أن تتعلم أربعة أمورمهمة طوال هذه الرحلة.

أولا: مواعيد التقديم للوظيفة ليست مثل مواعيد التقديم للجامعة:
المواعيد النهائية في عالم التوظيف ليست مثل مواعيد المحاضرات أو الامتحانات في الكلية التي تدرس بها. أصحاب العمل، أو من ينوب عنهم، لن ينتظروا حتى تقديم كافة الطلبات للبدء في مراجعتها، كما لن يعطوا لكل سيرة ذاتية نفس الدرجة من الاهتمام.

التوظيف بطبيعته ليس عملية عادلة، بل يتسم في واقع الأمر بالصعوبة، فضلاً عن أنه يستغرق وقت طويل. ولهذا السبب تتوقف الشركة عادة عن النظر في باقي طلبات التوظيف بمجرد أن تجد من تعتقد أنه الشخص المناسب. الخلاصة؛ لا تنتظر أبداً حتى الموعد النهائي وقدم طلبك في أسرع وقت ممكن.

وما ذكرناه أعلاه لا يعني بالضرورة أن تقدم طلبك دون إجراء البحث الضروري عن الشركة التي تنوي الالتحاق بها فقد تميز نفسك عن الآخرين بمجرد إظهار إدراكك لطبيعة العمل في الشركة التي تتقدم إليها.

قم بما يجب عليك من التعرف على صاحب العمل والموظفين الذين يعملون لديه، احتفظ بقائمة من الأسئلة التي ترغب في معرفتها عن طبيعة نشاط الشركة (إذا كنت ستجري مقابلة خلال مراحل التقديم فستكون هذه الأسئلة عون كبير بالنسبة لك) واستمع للنصائح المختلفة من الاشخاص الذين سبق لهم و خاضوا تلك الرحلة قبل الالتحاق بوظائفهم الحالية.

ثانيا: الخطاب التعريفي + السيرة الذاتية ليسا جيدين بما فيه الكفاية:
تختلف طلبات التوظيف عن مهام الدراسة، ولهذا السبب لا يمكن الاعتماد على جودتها أو كفايتها لمجرد اعتقادك الشخصي بأنها رائعة، إذا وجد صاحب العمل الشخص الذي يعتقد أنه المناسب قبل الوصول إلى طلبك التوظيفي، فربما تكون قد خسرت فرصتك هذه المرة وحظ سعيد في المرة القادمة وبالتالي قد يثور تساؤل حول كيفية إيصال سيرتك الذاتية وخطابك التعريفي إلى أيدي المسئولين عن اختيار الموظفين الجدد؟

تواصل بقدر الإمكان فلا يعني ذلك ألا تقدم طلبك سوى للشركات التي يعمل فيها اقاربك فقط وانما يعني انه قبل أن تقدم طلبك للحصول على فرص عمل في الشركات المختلفة، قم بإجراء بعض البحث لمعرفة ما إذا كان يعمل بها أي معارف يمكنك الوصول إليهم. وإذا لم تفلح المحاولة، حاول إيجاد البريد الإلكتروني لأي عضو في فريق التوظيف واجتهد في الوصول إليه وتقديم نفسك.

اجعل رسالتك جذابة قدر الإمكان ولا تقصر الأمر على مجرد "أمنيتك في الحصول على هذه الوظيفة". حاول أن تظهر لهم مدى جديتك من خلال الأبحاث التي أجريتها عن شركتهم وأنك مستعد تماماً للمساهمة في نجاح الشركة.

ثالثا: لا تنظر إلى الوظيفة على أنها "الأولى والأخيرة":
يقع كثير من الباحثين عن وظيفة في هذا الفخ النفسي، والذي برغم ذلك لا يجب الاستسلام له أو التعايش معه. عندما تعلق كل آمالك على وظيفة واحدة وكأنها وظيفتك "الأولى والأخيرة"، فأنت تعرض نفسك للوقوع في فخ اليأس وخيبة الأمل، رفض طلبك هو جزء من الرحلة وهو أمر نتعرض له جميعاً، الشيء المهم هو ألا تعود إلى نقطة الصفر لمجرد أن طلبك قد قوبل بالرفض، لا تأبه كثيراً لمدى حماسك أو رغبتك في اقتناص وظيفة معينة، بل احرص على أن تملأ جعبتك بالعديد من الفرص الأخرى.

رابعا: ليست الشركات هي من توظف الأشخاص، بل الاشخاص هم من يوظفون الأشخاص:
ربما تكون هذه العبارة هي الدرس الأكثر أهمية فالاكتفاء بتقديم سيرتك الذاتية عبر الإنترنت والانتظار حتى الحصول على رد من جهة العمل قد لا يكون هو الأسلوب الأمثل، حتى وإن كان يبدو أسهل كثيراً من محاولة إنشاء نوع من التواصل الإنساني.

إن تجربة البحث عن وظيفة قد تجعل منك شخص انعزالي تماماً ولكن ربما إذا شاركت أحلامك مع الآخرين، فسوف تجد البعض منهم يتوقف لمساعدتك على تحقيقها، فدائما ما ستجد من تقديم العون والمساعدة ولهذا احرص دائماً أن تكون مستعداً لطلبها في الوقت وبالطريقة المناسبة.