المنافسة في العمل بين التميّز والانكفاء

منوعات

المنافسة في العمل
المنافسة في العمل - ارشيفية


في نفس كل إنسان يكمن حب التفوق والنجاح، والإنسان بطبيعته يحب التقدم في أي مجال كان، ولكن الضعيف الذي يتكاسل لا يهمه التقدم أو النجاح ويرضى بحاله كيفما كان!. لأنه لا يجد سببا يدفعه للحصول على الأفضل، ولا يشعر بأنه يجب أن يتقدم الى أمام، فيعيش كيفما اتفق، ولكن الانسان السليم يبحث بين فينة وأخرى عن أسباب تقدمه وضعفه، كي يتعلم من أخطائه ولا يكررها ويدرس أسباب نجاحه كي يعمل بها ويتقدم من خلالها.

وبما أن الحياة أقصر مما يمكن أن يبدأ كل شخص من جديد، لذلك فإن أصحاب العقول النيرة والأذكياء، يدرسون عوامل النجاح وأسباب الفشل عند الآخرين، كي يصلوا أسرع الى المقصد المطلوب، لذلك يقول الله في كتابه الكريم (فاعتبروا، تدبروا...) ويحفزنا على دراسة حياة الماضين والتفكر في خلقه سبحانه وتعالى .

المنافسة حكمة جلية نجدها في المجتمعات المتطورة، فهي تنهض بالضمائر الإنسانية، وتكون بمثابة المركب الى بر الأمان وإذا دققنا في الخليقة منذ بداية مصيرها، سوف نجد أن المنافسة إحدى المفردات الهامة بين خلق الله، ولكن في بعض الأحيان تكون شريفة وفِي بعض الأحيان تفقد شروط النزاهة والشفافية.

العقول المتفردة حجر الزاوية
وبما أن أصحاب العقول والقلوب المفعمة بالحق والقيم الجميلة، يختلفون عن غيرهم، فمن الطبيعي أن نجد أنواعا كثيرة للمنافسة في حياتنا اليومية، فهناك من يتنافس كي يصعد على ظهر أخيه، ويأكل أمواله، وهناك من يدفع منافسيه الى الهاوية، وثمة من يكمن في قلبه الصدق وإخلاص النية، فيسعى كي يبحث عن الخير لنفسه وللجميع.

هنا يكمن الفرق، بين من يتقدم بصورة حثيثة ويتمسك بمبادئه ويسعى الى الأمام بشرف، وبين من يبحث عن التقدم بالطرق غير الشريفة.. من الطبيعي أن يكون مصير صاحب النوايا السيئة، الغرق في محيط الفشل فجأة !أو بعد مطاولة ومماطلة في أسلوبه المتحايل والمخادع مع الآخرين.

فحتى وإن حقق نجاحا كبيرا، من أين نعرف بأن المنافسة محمودة؟.
عندما تخلص النيات وتدفع الإنسان والمجتمعات الى فعل الخير من أجل أهداف سامية، وتكون منهجا للبناء، وبالعكس عندما ترتبط بالتعدي على حقوق الآخرين ستكون مرفوضة بلا شك وسوف تكون عاملا للهد ، ومع تطور المجتمعات في هذا الزمن بالتحديد، حيث كل شيء قابل للوصول إليه بسهوله، وعند متناول الأيدي، اشتعلت روح المنافسة بين الناس أكثر من ذي قبل، حيث يسعى الجميع للحصول على الأكثر والأفضل.