رهانات خاسرة لأوباما.. "اضطرابات بمصر.. وخسارة النفوذ العالمي"

عربي ودولي

باراك أوباما
باراك أوباما


يودّع الرئيس الأمريكي باراك أوباما، 8 سنوات كارثية للشرق الأوسط والعالم، أسفرت عن اضطرابات سياسية وظهور دول فاشلة بالشرق الأوسط، لكن توقّعات اندلاع الفوضى فشلت بمصر.

 

ووفقاً لشبكة "روسيا اليوم"، أن توقّعات موقع الخارجية الأمريكية لعام 2016، فشلت فيما يتعلّق بحدوث اضطرابات سياسية بمصر أو مواجهة إدارة أوباما لتحركات موسكو بعد ضمّ القرم لسيادة روسيا.

 

ورغم مواجهة القاهرة أزمات بقطاع السياحة نتيجة سقوط طائرة روسية بشرم الشيخ 31 أكتوبر 2015، وأثر ذلك على احتياطي العملة الصعبة وأزمة بالدولار، بجانب نقص الاستثمارات، لكن الشعب والجيش أثبتا قوة الدولة المصرية بإدراكهما القوي للمؤامرات الداخلية والخارجية، وخصوصاً منذ أحداث ثورة 25 يناير.

 

 وأشارت أيضاً تقارير دولية، إلى ضعف النفوذ الأمريكي على الأرض بسوريا بعد سقوط حلب، مع ظهور تحالف جديد، أعلن عن ذاته 20 ديسمبر الماضي، وهو محور "روسيا-تركيا-إيران"، حيث أطلق وزراء خارجية تلك الدول خارطة طريق لحل الأزمة السورية بعيداً عن أمريكان والذي ينص على استثناء تنظيمي جبهة النصرة وداعش من المصالحة.

 

وأبرزت صحيفة "واشنطن بوست"، أن السياسة السلبية التي انتهجتها إدارة باراك أوباما، قضت على الزعامة الأمريكية بالعالم.

 

واستشهدت الصحيفة بمقولة "فرانكلين روزفلت" 7 ديسمبر 1941، "نعيش فترة خزي"، والأن يشهد الأمريكان على ذلك.

 

وأشارت إلى اجتماع دول "روسيا وتركيا وإيران" في موسكو، لتسوية أزمات الشرق الأوسط، بدون أن يفكروا حتى بدعوة أمريكا

 

ووفقاً للصحيفة، أن أوباما يجسّد ذلك الدور ويصبح رجل القرن الـ21 الذي لم يستوعب دروس الماضي، واكتفى فقط للإشراف على فقد النفوذ الأمريكي، ومثالاً على ذلك، أن حلب السورية التي تحولت إلى أطلال، وآلاف الموتى، وهذا ما حدث للنفوذ الأمريكي بالمنطقة.

 

وبينما ساعد الروس حليفهم النظام السوري، تركت واشنطن المعارضة السورية تموت، ولم تفلح توقعات أوباما بأن روسيا دخلت المستنقع السوري، وسينهار نظام بشار الأسد، وبدون أن يجرؤ على مطالبة إيران وروسيا بالخروج من سوريا.

 

كما أشارت إلى أن أوباما تصرّف ببرود شديد لدى قيام الصين بسرقة غواصة أمريكية قرب مياهها الإقليمية، الاسبوع الماضي، وكأن حرية الملاحة الدولية أمر غير ضروري.

 

 

وأضافت أن برود أوباما وسلبيته قضت على آلاف الأرواح بسوريا، بدلاً من التدخل لإنقاذهم من النظام السوري، وختم الكاتب قائلاً "إن الزعامة الأمريكية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية كانت ضرورية للحفاظ على السلم العالمي، ولكنها انتهت الأن، لافتة أن الأوضاع الحالية التي يشهدها العالم من انحسار للعولمة وصعود الحركات القومية والشعبوية يشبه فترة ما قبل الحرب العالمية الأولى 1914.

 

كما نوهّت إلى دعوة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، إلى فرض رسوم تجارية على الصين، وتلميحه والحد من الهجرة، بالانسحاب من تحالفات عسكرية مع الحلفاء بأوروبا، بعد عقود من التوسع شرقاً وغرباً، وانتشار سياسة العولمة وكذلك قرار بريطانيا الخروج من الاتحاد الأوروبي.

 

وأضافت أن الفترة التي سبقت الحرب العالمية الأولى وحتى الحرب الثانية شهدت صعوداً للحركات القومية المتطرفة أيضا،ً كما يأتي ذلك في ضوء مخاوف غربية من القضاء على النظام العالمي الليبرالي من قبل الحركات الشعبوية التي يدعمها ترامب، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فيما يعرف بـ"الربيع القومي".

 

 

ومطلع العام الجديد، توعّد زعيم كوريا الشمالية بقرب إطلاق تجربة أول صاروخ بالستي عابر للقارات بمقدوره الوصول لأرميكا، على غرار تجارب العام الماضي تجربة قنبلة هيدروجينية أسفرت عن هزة أرضية قوتها 5.3 ريختر، تلاها عدة تجارب صواريخ بالستية وقنبلة هيدروجينية أخرى.

 

 كما احتجزت إيران سفينة أمريكية دخلت مياهها الإقليمية 12 يناير، واعترضت سفن أخرى في عدة مناسبات.

 

كما شهد العام الماضي تحدي الصين لقرارات محكمة العدل الدولية في "لاهاي" يوليو الماضي، والتي طالبت بعدم أحقية بكين في السيادة على جزر "سبراتلي" المتنازع عليها بين الصين وأمريكا وفيتنام واليابان ودول أخرى.

 

وبذلك أحالت إدارة أوباما، أمريكا- القوة العظمى الوحيدة بالعالم إلى المعاش المبكر، وأتاحت سياسة "القيادة من الخلف" الفرصة لظهور قوى أخرى، مثل "روسيا والصين".

 

  كما أبرزت وكالة "سبوتنيك" الروسية أنه منذ سقوط الاتحاد السوفيتي عام 1991، قامت أمريكا بدور شرطي العالم، وفرض سياساتها على باقي دول العالم، لتحقيق مصالحها الشخصية، لكن قرارات أوباما السلبية بعدم حسم التدخل العسكري بسوريا، وترك القيادة لحلف الناتو لعزل الرئيس اللليبي معمر القذافي 2012، وغيرها بمناطق أخرى من العالم كان كفيلاً بإنهاء القيادة الأمريكية.