شكوك دوافع الإرهاب تلتف حول واقعة صاحب المحمصة.. والأنبا بافلي: "سنظل نحب المسلمين" (صور)

محافظات

واقعة صاحب المحمصة
واقعة صاحب المحمصة - صورة أرشيفية


واقعة مفجعة استيقظ عليها أهالي الإسكندرية، صباح اليوم الثلاثاء، بقيام شاب يبدو في الأربعينيات من عمره بذبح صاحب محمصة وبيع خمور يدعى "يوسف لمعي" داخل شارع "خالد ابن الوليد" أكبر شوارع محافظة الإسكندرية الحيوية، في الساعات الأولى من صباح اليوم، وذلك أثناء جلوسه أمام المحمصة ومباغته من الخلف، وذبحه من رقبته مرتين.

وقد تداولت صفحات موقع التواصل الاجتماعي"الفيس بوك" فيديو قيام الشاب بذبح "يوسف لمعي"، ويبدو على ملامح الجاني الاصرار على ذبحه واضطراب وجه، وقد انتقل مدير أمن الإسكندرية اللواء عادل تونسي، واللواء شريف عبد الحميد مدير إدارة البحث الجنائي وقيادات الأمن إلى مسرح الجريمة، بعد وقت قليل من وقوعها.

وعلى الرغم من قيام مديرية الأمن بتفريغ الكاميرات وتحديد وجه الجاني، الذي ظهر بأنه شاب ذو لحية ويرتدي معطف أصفر، إلا أن الظروف المحيطة بالحادثة ترفع درجة الفزع والشكوك حول الدوافع التي ربما قد تبدو ارهابية، وذلك قبل احتفالات الاقباط باعياد الميلاد، ولوقوع الحادثة في أكبر شوارع المحافظة التي تأخذ الطابع السياحي والحيوي، إلا أنه هناك شكوك تذهب ربما لتواجد خلافات مادية بين الطرفين، ولكن المشهد يستقر حول بشاعة الجريمة ودرجة الانتقام التي ظهرت على وجه الجاني واختياره طريقة الذبح لانتقام، وهو ما بصدد أن تكشف عنه تحريات البحث الجنائي.

شهود عيان: الجاني يبدو على ملامحه الاضطراب النفسي وانتظر المجني عليه لحين عودته للمحل
وقد انتقلت"الفجر" صباح اليوم إلى موقع الحادث، وقال شهود إن الجاني قام بالذهاب إلى محل الخمور قبل ارتكاب جريمته بساعة ونصف تقريبًا، إلا أنه لم يجد المجني عليه داخل المحل وكان نجله هو المتواجد، ثم قام بالانصراف والجلوس بداخل أحد الكافيهات القريبة من المحل، مشيرًا إلى أن الجاني كان يبدو عليه علامات الاضطراب وقيامه بتحريك شفايفه بطريقة سريعة ومستمرة، حتى لاحظ العاملون داخل الكافيه عدم الاضطراب التي به.

وأشار شهود عيان، إلى قيام الجاني بالوصول مرة أخرى إلى المحل ليجد المجني عليه جالسًا أمام المحل ويقوم بتدخين الشيشة، إلا أنه باغته وقام بذبحه بالسكين من الخلف مرتين، وقام المجني عليه بالتحرك سريعًا عقب ذبحه إلى داخل المحل، إضافة إلى قيام نجل المجني عليه بصحبة عدد من الأهالي بمحاولة الإمساك بالجاني، إلا أنه أصاب نجل المجني عليه ويدعى "توني" في يده، وفر هاربًا سالكًا أحد الشوارع الضيقة، والذهاب إلى طريق الكورنيش، وتصادف قيام إحدى سيارات الأجرة بتنزيل سيدة، حتى قام الجاني بالالتحاق بالسيارة وذهبها سريعًا، وسط محاولات أهالى المنطقة للإلحاق بالسيارة إلا أنهم فشلوا ولكنهم تمكنوا من أخذ رقم السيارة.

ونفى أهالي المنطقة، ما تردد عن قيام الجاني بترديد هتافات "الله أكبر" عقب قيامه بجريمته، منوهين إلى أن الشخص كان ملتحي "ذقن خفيف"، وكانت تبدوا عليه علامات الاضطراب النفسي.

- أولاد صاحب المحمصة يصابون بالانهيار أثناء الجنازة
وقد أمرت النيابة العامة بالإسكندرية، عقب انتقالها لمعاينة موقع الحادث إلى نقل الجثمان إلى مشرحة كوم الدكة، والذي ظل لساعات طويلة داخل المشرحة، لحين صدور قرار الدفن، وتم نقل الجثمان إلى كنيسة "مارجرجس" بمنطقة الشاطبي، لتشييع جثمانه لمثواه الأخير، وترأس الصلاة عليه الأنبا "بافلي" الأسقف العام لكنائس المنتزه، وقد أصيب أولاده الثلاثة بانهيار وبكاء شديد، ولم يستطع أي منهم التعليق على الواقعة.

- نجل صاحب المحمصة: مقهور على ابويا الى اتدبح قدام عيني
وقد علق نجله "توني يوسف" على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي"الفيس بوك": "مقهور على أبويا اللي اتذبح قدام عيني، مقهور على بلد كانت في يوم فيها أمن وأمان وأبويا اتخطف قدام عيني، راح السند والظهر والصاحب راحت كل حاجة حلوة في دنيتي، الله يقدس روحك يا بابا، عمرك ما سبتني في يوم زعلان، طول عمرهم الغدر في دمهم منكم لله".

- الأنبا بافلي: الأجهزة الأمنية أكدت لي الإمساك بخيوط الجريمة
وحضر الصلاة على جثمان "يوسف لمعي" المئات من الأقباط وأسرته وجيران الذين أصيبوا بالحزن والفزع، وقاموا بتوديعه بكلمات"في الجنة يا يوسف"، وكثفت مديرية أمن الإسكندرية من التواجد الأمني والكلاب البوليسية حول الكنيسة.

وقال الأنبا "بافلي" في كلمته خلال الصلاة، إن وجهة نظر القاتل أنه يفعل ما يريد وهو حر، ولكن عندما نقول أننا سنسامح هذا ونغفرله، فهذا لا يقلل من قيمة حق الدولة فى المجتمع، حيث أن الشخص الذى فعل فعلته شرير خاطئ، فلا نستطيع أن نحكم على شخص قاتل أنه قال، ولكن نقول عنه أنه شرير، منوهًا بقيام أحد الأشخاص بالحديث معه قبل تشييع الجثمان قائلًا: "الناس بيتعمل فيها كل حاجه ومحدش بيتكلم ليه نسكت على كل اللى بيحصل"، مضيفًا أن هناك إله اسمه العادل، فربما المجرم فعل هذا الفعل وأختفى بعد ذلك ولكن هناك إله سيحاسبه.

وأضاف "بافلي" أنه لن يستطع قرين أن ينال نالته بعد قتله الدم، حيث أن الشرير يكذب دايمًا و يقول "أنا معملتش حاجة"، ولذلك فإن وجد الدم فإن الله لا يسكت ابدًا، مشيرًا إلى ما حدث عقب تفجيرات كنيسة القديسين عام 2011، وإنتقام الله بعدها بأيام قليلة وقيام الثورة، حيث أن المجرم حينها فعل فعلته أثناء أداء القداس، مؤكدًا أن الدم الذى يصرخ أمام الله فإن الله لا يسكت، لذلك مهنئًا من إنتقل من هذا الطريق إلى السماء، ومتسائلًا عن الدافع الحقيقى لقيام المجرم بفعلته.

وأكد الأسقف العام للمنتزة، على قيامه بالتواصل مع الأجهزة الأمنية، وقد أكدوا له أن خيوط الجريمة فى ايديهم، وسيتم إلقاء القبض على الجاني في أقرب وقت، منوهًا إلى دور الرئيس السيسي في الإعلان عن المجرم الذي قام بعملته في الكنيسة البطرسية، عقب الحادث بعدة ساعات، وأثناء تقديمه العزاء في الشهداء.

"بافلي": لا بد من الدولة الاقتصاص من الإرهاب وعزل الإرهابي عن الناس
ونوه "بافلي" أن الاقباط سيظلون يحبون المسلمين، فالشعب المصرى بين مسلم ومسيحى وشركاء على أرض هذا الوطن، ولكن لابد أن تقتص الدولة من الإرهاب، وأن تبحث عن كل إرهابى وتأتى به فى مكان معزول، حيث أنه لا يستطيع أن يعيش مع الناس، فلابد أن ينعزل عن الناس لكرهه الشديد لهم، وليبقى فقط من يحبون الوطن وشركاء الوطن، منوهًا إلى قيام البابا تواضروس الثاني بتقديم التعازي إلى أسرة المتوفي.

شهود وأقارب المجني عليه: الحادث ارهابي.. وهناك متعصبين تعدوا على المحل من قبل في ثورة يناير
وقال "سامح عبد العزيز" عامل بمحل مجاور بشارع خالد بن الوليد: "أنا عرفت بالواقعة الساعة 4 فجرًا، وأنا بشتغل في المحل المجاور له، وبعمل لمدة سنة في المحل، ولم أجد أي عداوة بينه وبين أي شخص، وهو يجلس دائما أمام المحل الخاص به ويقوم بتدخين الشيشة، وبتحصل مشاكل عادية بينه وبين أي شخص بيشتري أي حاجة، واللي عرفته إن الشخص ده تهجم على عم يوسف وذبحه وهو قاعد بسكينة كبيرة".

فيما أضاف "مراد رضا" أحد أقارب المجني عليه: "الحدث زيه زي أي حدث ارهابي بيحصل فى البلدان، هذه الحادثة لم تختلف كثيرًا عن حادث كنيسة القديسين والبطرسية واللى بيحصل فى الدول المجاورة، ولم يكن هناك خلافات بين الضحية واحد المقاولين، ولكن وقت احداث ثورة يناير اعتدوا عليه جماعة متعصبين، ودخلوا بالعربية فى قلب المحل، وذلك بسبب أنه يعمل فى مجال الخمور، ولانه مسيحي، واتوقع ان الاثنين مرتبطين ببعض خلينا واقعين، فالكاميرا بعد تفريغها اثبت من قام بالواقعة هو شخص ملتحي وخاصة من الكاميرات فى 3 محلات مجاورة".
كما أكمل أخر رفض ذكر اسمه: "المجني عليه راح اشترى ملابس لابنه عشان كان عنده فرح فى الفترة اللي كان القاتل بيدور عليه،إلا انه لم يجده فى المحل وراح قعد فى قهوة الصباحي وكان مضطرب ويردد كلام سريع وكان يحاسب على المشروب قبل ان يشربه، بحيث يقوم في أية لحظة للذهاب للمحل من اجل ارتكاب جريمته ولم شرب معسل جاله من وراء ودبحه وفضل يمشى براحه لحد ما لقى الناس بتجري وراه، ثم جرى وطلع على البحر وركب مشروع احمر والناس سجلت ارقام العربية".

- البحث الجنائي: جاري تحديد هوية الجاني
وصرح اللواء "شريف عبد الحميد" مدير إدارة البحث الجنائي بالإسكندرية لـ"الفجر"، أنه جاري تحديد هوية القاتل، وأنه لا يمكن الإدلاء بأي تصريحات لحين ضبط الجاني ومعرفة دوافعه لقتل المجني عليه.