استنفار أمني بالمغرب لتأمين الاحتفالات بالعام الجديد

عربي ودولي

بوابة الفجر


تشهد جميع المدن المغربية (منذ قرابة الأسبوع) حالة من الاستنفار الأمني الشديد تحسبا لأي أعمال إرهابية خلال الاحتفال برأس السنة الميلادية وبداية العام الجديد وهي الاحتفالات التي عادة ما تشكل مناسبة استثنائية بالعديد من المدن بحكم عدد الزوار الذين يقصدونها.

وأعلنت الشرطة المغربية أنه تم رفع حالة التأهب وسط 400 رجل أمن يعملون في تأمين السفارات والقنصليات كما اتخذت قرارات بالزيادة في أعدادهم، بالإضافة إلى القيام بدوريات أمنية بشكل مستمر في المناطق التي توجد بها البعثات الأجنبية.

وقد وضعت السلطات المغربية جميع القنصليات والسفارات المهمة، مثل سفارات فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية وروسيا، تحت مراقبة وحراسة مشددتين.

والسائر في شوارع الرباط يلاحظ حالة الانتشار الأمني المكثف خاصة في منطقة وسط المدينة حيث تقبع العديد من سيارات الأمن الوطني في حالة تأهب .. كما يقف العديد من رجال الشرطة في محيط مبنى البرلمان.

وفي الحديقة المقابلة لمبنى البرلمان يتواجد أكثر من عنصر أمنى مدججين بالسلاح ويجوبون بشكل منتظم .. فيما تقبع بعض السيارات الأخرى أمام مبنى محطة القطار (الرباط المدينة) في حالة تأهب .. كما يتواجد العديد من رجال الأمن بالقرب من المحطة .. والحال نفسه في شارعي محمد الخامس والحسن الثاني (أكبر شوارع العاصمة المغربية).

ويلاحظ المتواجد في منطقة (أجدال) وهو أحد الأحياء الراقية في الرباط .. أن عناصر الأمن ينشطون بشكل لافت .. وغالبا ما يستوقفون الشباب السائر للاطلاع على هويتهم .. كما تجوب سيارات الأمن الوطني بشكل منتظم.

وقال مصدر أمنى لموفد الوكالة في الرباط أن المملكة تشهد منذ الأسبوع الماضي وحتى اليوم إعادة لانتشار قواتها الأمنية في كامل أنحاء البلاد، تحسبا لأي مخاطر إرهابية، في ظل إعلان عواصم العديد من بلدان العالم عن وجود تهديدات أمنية تزامنا مع احتفالات رأس السنة الميلادية.

وذكر أنه تمت مراسلة أصحاب مستودعات أسطوانات الغاز السائل، لاتخاذ التدابير والإجراءات الأمنية الاستباقية لإفشال أي مخطط تخريبي إرهابي .. مشيرا إلى أن التعليمات الجديدة حثت على ضرورة نقل مخازن كبيرة معينة خارج التجمعات السكنية والمناطق الصناعية الكبرى، وإلزام موزعي إسطوانات الغاز المنزلي بتشديد المراقبة على مستودعاتهم.

وذكر المصدر أن الإجراءات الأمنية لاحتفالات رأس السنة الجديدة التي تشهدها مدينة مراكش، تزامنت أيضا مع تواجد مكثف لرجال المرور لتنظيم أحسن لحركة المرور في الشوارع التي تعرف ضغطا كبيرا في مثل هذه المناسبة، بفعل ازدياد عدد مستعملي السيارات من الزوار الذين يفدون من مدن أخرى، مما يزيد من حدة الاكتظاظ بالشوارع الكبرى.

وصدرت تعليمات للمنشآت السياحية بتشديد المراقبة في مداخلها و تدقيق عمليات التفتيش باعتماد التجهيزات الإلكترونية اللازمة كالسكانير و ألواح الجس .. مشيرا إلى أن الإجراءات التي أعدتها ولاية أمن مراكش، تقوم على توزيع الوحدات الأمنية بشكل يضمن الفعالية و القرب، موفرة فرقا متحركة في مختلف المناطق، قادرة على التدخل بسرعة كلما اقتضت الحاجة إلى ذلك، ومن ضمنها تشكيلات أمنية مختلطة تضم عناصر من الشرطة والقوات المساعدة.

وقال المصدر الأمني أن مدن أكادير وطنجة وتطوان تعيش منذ أسبوع،حالة من التأهب الأمني ،حيث اتخذت تدابير أمنية احترازية مشددة، ولاسيما بعد العثور على كتابات بأحد المرافق الصحية بكورنيش أكادير،تشيد بالتنظيم الإرهابي "داعش".

وأكد المصدر أن هذه التدابير الأمنية تأتي كخطوة استباقية تلافيا لأي طارئ خلال هذه الاحتفالات، بناء على ما قررته اجتماعات مكثفة بهذه المناسبة انتهت بوضع خطة أمنية محكمة وترتيبات مشددة شرعت في تنفيذها العناصر الأمنية في عدد من المواقع الحساسة بهذه المدن.

واعتمدت هذه الخطة على تعزيز التواجد الأمني الميداني بالأماكن التي ستشهد هذه الاحتفالات، وخاصة بالمؤسسات الفندقية والمطاعم ذات الصبغة السياحية، من خلال مضاعفة عدد الدوريات الراجلة والراكبة وتكثيفها وتعزيز الفرقة السياحية بعناصر أمنية أخرى، وزيادة على تكثيف الحضور الميداني الناجع بعدد من النقاط الهامة منها مطار أكادير المسيرة و ميناء أكَادير،وبأهم الشوارع الرئيسية وقرب الإدارات المغربية والقنصليات الأجنبية ومدارس البعثات الأجنبية والمعاهد الثقافية بالإضافة الى القنصليتين (الإسبانية والفرنسية) فى مدينة تطوان، وكذا الكنائس المسيحية والمعابد اليهودية وكل المراكز الثقافية الأجنبية بالمدينة.

وتم تنصيب سدود أمنية بالمحاور الطرقية المؤدية إلى وسط هذه المدن وتعبئة مجموعة من الفرق الأمنية المتخصصة بالقرب من الأسواق التجارية الكبرى والمنشئات السياحية والفنادق بالمنطقة السياحية للمدينة.

وعلى الصعيد ذاته .. أكدت ولاية مدينة الدار البيضاء أن تكثيف الحضور الأمني الذي تشهده بعض المناطق بالمدينة يدخل في إطار الإجراءات والتدابير الأمنية الاعتيادية التي يتم اتخاذها لتأمين احتفالات رأس السنة، دون أن يكون للأمر أي علاقة بأي تهديد أو خطر إرهابي محتمل.

يأتي هذا التأكيد، (حسب بيان للولاية) على إثر تداول بعض مواقع التواصل الاجتماعي صورا لسيارات وعناصر الأمن بمنطقة عين الدياب وقرب بعض المراكز التجارية الكبرى مرفقة بتعليقات تربط بين هذا التواجد الأمني المكثف ومزاعم باحتمال حدوث عمليات إرهابية.

وكانت السلطات المغربية، قد كثفت من دورياتها الأمنية في محيط مدينتي سبتة، ومليلية، لمنع وتجنب استغلال المهاجرين غير النظاميين، المنحدرين من إفريقيا جنوب الصحراء، احتفالات أعياد الميلاد لاقتحام السياجات الحديدية الحدودية للمدينتين المحتلتين كما حدث ليلة الاحتفال برأس السنة الماضية، إذ نجح نحو 200 مهاجر إفريقي من الدخول إلى سبتة المحتلة في غفلة من الأمن الإسباني، والمغربي.

وأعلنت السلطات مؤخرا أنه تم تعزيز حضور عناصر الأمن في مجموعة من “النقاط الساخنة” الساحلية، التي يخرج منها مهاجرو سيراليون صوب إسبانيا .. مشيرة إلى أن هذه العملية تتم بتنسيق مع عناصر الحرس المدني الإسباني، المكلف بمراقبة حدود المدينتين من الجانب الإسباني، حسب ما كشفته مصادر من الشمال المغربي، وهو الأمر الذي أوردته مجموعة من المنابر الإعلامية الإسبانية.