مراحل صناعة الضابط البحري داخل الكلية من "الألف" لـ"الياء"

أخبار مصر

البحرية المصرية -
البحرية المصرية - أرشيفية


عملية إعداد ضابط بحري مقاتل على أعلى مستوى، هي عملية طويلة ودقيقة، وتحتاج إلى إعداد بدني وعلمي رفيع المستوى، تبدأ منذ اختيار الطلاب المتقدمين للكليات الحربية، حيث يتم اختيار الطالب بدء من القياسات الجسمانية والتناسق بين الطول والوزن، وإجراء اختبارات للسمات، كما تشترط الكلية البحرية في طلابها أن يكونوا من أصحاب النظر الحاد، ويتم إجراء اختبارات للمعلومات العامة والثقافة العامة والوطنية.

ليس هذا فحسب، فالأسرة عامل مهم في اختيار الطلاب، وليس المقصود هنا المستوى الاجتماعي ولكن التربية وحسن الخلق، فقد يكون الطالب من أسرة متواضعة الحال اجتماعيا والأب حاصل على مؤهل متوسط، ولكنه استطاع أن يربي أولاده وأغلب أولاده في كليات قمة، ومؤهلات عليا، ما يعكس بيئة تربوية وتنشئة محترمة، تزيد من فرص قبول الطالب، ولا يتم استبعاد أي أحد بدعوى أنه "غير لائق اجتماعيا" ولا تحكم عملية اختيار الطالب أي اعتبارات اجتماعية، فالحكم الوحيد هو قدرة الطالب على اجتياز الاختبارات.
ولا تخضع عملية اختيار الطلاب  لأي وسائط أو مجاملات بل لمعايير دقيقة يتم تطبيقها على كافة المتقدمين دون تفرقة، فضلا عن مراعاة التمثيل للمحافظات وكل فئات المجتمع وطوائفه.

ويعتبر الطلاب المتقدمون من محافظات سيناء وينجحون في اجتياز الاختبارات، من أصحاب الأولوية للقبول بالكليات الحربية، كما يحظى أهالي الشهداء باهتمام خاص من القيادة العامة للقوات المسلحة، ويوضع في الاعتبار الطلاب المتقدمين من ذويهم.  

المرحلة الأولى هي مرحلة الكشف الطبي، ويتم خلالها التأكد من سلامة الصحة العامة للطالب، تليها مرحلة اختبار اللياقة الرياضية، القفز والجري والسباحة وقفزة الثقة، وقطع حمام السباحة بمساحة 50 مترا في زمن الدقيقة. 

وتعد أحد الاختبارات الهامة التي يجب أن يجتازها الطالب هو الاختبار النفسي  لتحديد الطبيعة الشخصية للطالب، نظرا لأن طبيعة ضابط القوات المسلحة تستلزم السرعة فى اتخاذ القرار والثقة في النفس.
 ثم يتم عقد ما يسمى "اختبار المواجهة"، وفيه يمثل الطالب أمام لجنة مشكلة من مدراء الكليات الحربية والبحرية والجوية والدفاع الجوى والفنية العسكرية.
 
وأخير يُعرض الطالب على الكشف الطبي المتقدم ويتناول تحاليل وإشاعات كاملة على الكبد والكلى وتحاليل دم وإشاعات مقطعية على المخ ودلالات فيروسات ويعقد له اختبار رياضي المتقدم وفيه يتم قفزة ثقة أخرى.

وعن مرحلة إعداد الطالب في الكلية البحرية،  تبدأ بفترة 45 يوما فترة للمستجدين قبل توزيعهم على الكليات التخصصية، وذلك للتعارف بين أبناء الدفعة الواحدة، ثم يبدأ الإعداد البدني للضابط البحري المقاتل والتي تعتمد على اللياقة  البدنية العالية والمهارة في الرماية.

يوم الطالب في الكلية البحرية يبدأ في الخامسة صباحا، طابور لمدة ساعتين لياقة بدنية، بداية من الإحماء، وتقوية وتنشيط، وسباحة، ودراجات، وطابور موانع، وضاحية من 3 كيلو حتى 10 كيلو. فضلًا عن أن تعلم السباحة بالنسبة للضابط البحري هو شيء أساسي، بالإضافة إلى حصوله على فرق غطس مستوى نجمة ونجمتين، ودورات للرماية.

وتهتم القيادة العامة للقوات المسلحة تهتم اهتماما بالغا باللياقة البدنية والرماية والانضباط وحسن الخلق كبداية لتأسيس الطالب علميا. 

وبناء شخصية الطالب المقاتل أحد الأركان الهامة التى تدعمها الكلية، حيث يتم إعداد لقاءات توعية دينية ولقاءات للتوعية فى فن القيادة ، والتقاليد العسكرية ، التوعية الشاملة، الوعي الأمني وتشمل زيارات خارجية وميدانية، لإعادة بناء شخصية الطالب  بحيث يكون لديه وعى ديني وثقافي واقتصادي وأمنى وقومي.

وتنقسم الكلية البحرية إلى عدد من التخصصات، فرع ملاحة، ومدفعية وصواريخ وفرع إشارة ومراقبة البحرية، وأسلحة تحت الماء، ويتم التخصص في الفرقة الثالثة، حيث يتم توزيع الطلاب على التخصصات المختلفة وفق الدرجات ورغبة الطالب.

ويعتبر قسم الملاحة هو أحد أهم الفروع التي تأخذ أعلى الدرجات وتستلزم درجة عالية من التركيز والتفوق التدريب التخصصي الضابط البحري الجزء الأهم في تدريبه هو التدريب العملي، ويقوم الطالب بأول رحلاته التدريبية بالكلية بالفرقة الأولى، وهى رحلة تدريبية داخلية  مدتها 15 يوما ،ويتم فيها المرور على جميع الموانئ والمراسي لجمهورية مصر العربية من السلوم وحتى بداية خط عرض 22، تبحر السفينة  من أبو قير فى اتجاه الغرب حتى السلوم يتعرف على كافة الموانئ ويعرف الإحداثيات على الرادار، ويمر بموانئ بورسعيد والدخيلة والبرلس، وموانئ قناة السويس، ومدتها 15 يوم للتعرف على مسرح العمليات البحري لجمهورية مصر العربية، وفى الفرقة الثانية يزور الطالب موانئ البحر المتوسط بشكل عام ويتم اختيار عدد من الموانئ للدول الصديقة مثل اليونان، فرنسا، إيطاليا، إسبانيا.

كما يتم إرسال بعثات تعليمية للطلاب للتدريب في انجلترا واليونان، ويتم اختيارهم من الطلبة المتفوقين بعد اجتيازهم عدد من الاختبارات فى اللغة الانجليزية واللياقة البدنية والتخصص. 

وفي الفرقة الثالثة يخرج الطالب في "رحلة الجنوب" من البحر الأحمر ويمر بجدة ومضيق باب المندب لمعرفة المسرح البحري حتى مضيق هرمز والخليج العربي، ويزور موانئ الإمارات والبحرين والكويت وهى رحلة تستمر لمدة 40 يوما، لدراسة المسرح البحري الكامل، الخليج العربي والمحيط والبحر الأحمر والبحر المتوسط. 

وفي الفرقة الرابعة يتم التركيز على تدريب الطلاب على السفن الحربية بالقوات البحرية ،والمناورات ورمى المدفعية وإطلاق الصواريخ لمدد تدريبية تصل إلى أسبوع، لإثقال قدراتهم والمشاركة في التشكيلات، الأمر الذي ويلاقى اهتمام كبيرا جدا من القيادة العامة وقيادة القوات.

وهناك تواصل كبير وتبادل زيارات للطلبة بين الدول المختلفة، يتم خلالها إكساب الطلبة مهارات عديدة، بعد رؤية مسارح عمليات مختلفة وتكتيكات وتقنيات حديثة ومتطورة.