بعد تطبيق "التحقق من السلامة على فيس بوك".. هل أنت آمن أم مراقب؟

تقارير وحوارات

فيسبوك
فيسبوك



أثار تطبيق "الأمان" الجديد على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" لغطاً في الأوساط الأمنية بعد أن تعامل المشتركين في التطبيق بحسن نوايا تجاه هذه الميزة الجديدة التي تتيحها مواقع التواصل الاجتماعي ، خاصةً بعد حادثتي الهرم والكنيسة البطرسية بالعباسية .

 فبعد صدور معلومات من مصادر إعلامية مصرية أو أجنبية بوجود تفجير في منطقة ، يقوم التطبيق بسؤال مستخدميه، هل أنت في تلك المنطقة ، هل أنت آمن ، وأخبرنا من من أصدقائك في تلك المنطقة، كما يتيح هذا التطبيق أن يشير للمستخدم إلى أصدقائه الذين صنفوا أنفسهم أنهم في مواقع آمنه بعيدة عن موقع التفجير،أما اذا اخترت أنك في منطقة التفجير فيقوم التطبيق بإخبارك بأقصر الطرق وأكثرها أماناً نسبياً عن موقع التفجير للخروج من المنطقة .


 ممولة من مراكز استخباراتية
ويقول الدكتور " محمد الجندي " خبير أمن المعلومات ومدير منظمة أمن المعلومات الدولية ، أن تطبيقات مواقع التواصل الاجتماعي ، جميعها تقوم بجمع البيانات عن المستخدم فور استخدامه للتطبيق من اسمه وسنه وعنوانه وغيرها من البيانات الشخصية الدقيقة الخاصة به، فيصبح المستخدم كالكتاب المفتوح أما تلك التطبيقات والشركات التي تديرها والحكومات والمراكز الاستخبارتية التي تمولها وترعاها وتبرم معها الصفقات في الحصول علي معلومات خاصة ببعض الأشخاص المستهدفة في كثير من الدول ، والتي من بينها مصر ومنطقة الشرق الأوسط والعربي.
 
كارثة تهدد الشخصيات الهامة
ويتابع خبير أمن المعلومات ، أن تطبيق " التحقق من السلامة " أو هل أنت آمن ، هو امتداد لتلك التطبيقات التي تجمع المعلومات عن المستخدم ، لمعرفة وتصنيف أماكن المستخدمين للتطبيق والمناطق السكنية التي يتواجدون فيها ، فملايين المصريين علي سبيل المثال يستخدمون تطبيق "الفيس بوك" ولديهم حساب فعال على ذلك التطبيق، ومن خلال التحقق من السلامة ، ومشاركة الجميع فيه يستطيع الفيس بوك تحديد مواقعهم السكنية إلى جانب كافة بياناتهم الشخصية من رقم الهاتف والمعلومات الأساسية عن المستخدم ، خاصة إذا استخدمته شخصيات شرطية أو عسكرية أو قضائية أو شخصيات ذات مناصب هامة في الدولة سيكون الأمر كارثي ، مما يجعلنا أما سجل مدني أجنبي يجمع البيانات والمعلومات عن المصريين والشخصيات الهامة والمستهدفة .
 
واستنكر الجندي، الأساسيات التي يقوم عليها التطبيق ، فالتطبيق يعتمد في مصدر معلوماته للتفعيل للمستخدم، على ما أسماه مصادر إعلامية، أي أن التقرير يرصد عدد من المواقع ، قد تكون رسمية أو غير رسمية ، تشير إلى أن هناك تفجيراً في منطقة معينة فيبدأ بمراسلة المستخدم ويتفاعل معه، منوهًا بأننا أمام فخ خطير فيمكن لبعض المواقع الغير رسمية كما نسميها مواقع مجهولة الهوية ليست مصنفة في أي جهة، متسائلًا هل هي مواقع إعلامية أو أخبارية أو خدمية ، تقوم بنشر أخبار كاذبة عن وقوع انفجار في منطقة معينة  فيقوم التطبيق بالاعتماد عليها  كمصدر لمعلوماته في التفاعل مع المستخدم فالتطبيق لا يشير للمستخدم بالخطوات والاجراءات الصارمة في الاعتماد علي المصادر الاعلامية لتفعيل التطبيق والتأكد من صحة المعلومة .

 
خطر على الأمن القومي المصري
وتابع مدير منظمة أمن المعلومات الدولية ، أن التطبيق يشير إلى العاصمة ككل كمنطقة متأثرة بالتفجير ، فعلى سبيل المثال تفجير الكمين الأمني في منطقة الهرم ، أشار التطبيق إلى أن المناطق والمدن المتأثرة بالانفجار هي القاهرة ، وهو أمر خطير للغاية على مستوي الأمن القومي المصري ، فعلي سبيل المثال إذا قام سائح في دولة أخرى باستخدام خاصية أنه مسافر أو متجه إلى مصر، سيشير له التطبيق إلى أن مصر وبها مدينة القاهرة حدث فيها تفجير ، مما يعد مؤشراً سلبياً للسياحة في مصر وضربها في مقتل .
 
الهدف من التطبيق
وأشار إلى أن هذا التطبيق ، يهدف في باطنة إلى شقين الأول أن يشير ويصنف بعض الدول على أنها دول غير آمنة للسفر مما يؤثر على السياحة فيها، والعلاقات الدبلوماسية والخارجية وغيرها ، والشق الثاني أمني يتعلق بجمع المعلومات عن الأفراد ، وتحديد الأماكن الاستراتجيية وربما العسكرية والأمنية اذا وقع التفجثير أو الانفجار بالقرب منها وهو أمر خطير يمس سيادة الدولة وأمنها القومي والاستراتيجي .