سيناريوهات سقوط حلب ورسائل الموت المحقق للمدنيين

عربي ودولي

بوابة الفجر


أشلاء متناثرة بالشوارع، وقتلى بالآلاف، وأنهار من الدماء روت الأرض، هكذا أصبحت حلب الشهباء، بين الروس والإيرانيين، والنظام السوري، والمعارضة السورية، حيث اجتمعت عليها جميع الطوائف للأستثار بها، بما يؤكد على سعي الكل على السيطرة وفرض حقه فيها ورفض الآخر رفضا تاما، والخاسر الوحيد في هذه المعركة هو المواطن الحلبي المدني الذي لا حول له ولا قوة سواء في القصف أو المحاصرة أو الذبح والقتل، وفي التقرير التالي نورد لكم سيناريوهات السيطرة على حلب سواء من النظام السوري مدعوما من روسيا أو من المعارضة المتمثلة في طوائف مختلفة سواء متفقين أوو متناحرين أيضا.

النظام السوري يعلن السيطرة على حلب
بسرور غير عادي وبفرح لا يضاهيه أي فرح، أعلن النظام السوري السيطرة بالكامل على مدينة حلب التي تعد من أكبر محافظات الدولة السورية، بعد 4 سنوات من وقوعها بأيدي جماعات المعارضة السورية، ظهر هذا من خلال الاحتفالات في شوارع حلب، كما نقلت وكالة "سبوتنيك" من أن هناك احتفالات بالشوارع، وسيارات تطوف أرجاء المدينة ابتهاجاً بتحرير المدينة بالكامل.

المعارضة تنكسر وتغيب
وتأتي هذه السيطرة الكاملة من قبل النظام السوري وحلفاؤه، وسط غياب كامل من قبل قوات المعارضة السورية المسلحة، التي لم تقم بدور يذكر هذه المرة، أمام قوات النظام السوري، حيث أكدت بعض المصادر أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان كان سببا في هذا الأمر نتيجة سحبه قوات الجيش السوري الحر لتأمين حدوده، لتقع حلب تحت الحصار الكامل من قبل بشار الأسد وداعميه.

كما أكدت وزارة الدفاع الروسية أن  نحو 700 من مسلحي المعارضة سلموا أسلحتهم قبل انتقالهم إلى غرب حلب.

استخدام جميع أنواع الأسلحة المحرمة
وبعد سيطرة النظام السوري على الجزء الأكبر من أحياء المدينة الذي بلغت نسبته الـ98%، حيث سيطر النظام السوري، على "بستان القصر" والفردوس"، والكثير من المناطق الأخرى، وفق شبكة شام الإخبارية، باستثناء أحياء "الأنصاري، المشهد، صلاح الدين، الزبدية"، تتعرض هذه الأحياء القليلة لقصف بجميع أنواع الأسلحة المحرمة دوليا، حيث تستخدم قنابل النبالم، والعنقودية، والفوسفور، تحرق كل شيء من معالم المدينة، وتسبب قتلى بالآلاف تنتشر جثثهم في الطرقات، بين أكوام الركام التي تعلو إلى السماء. 

إبادة جماعية وجثث بالشوارع وإعدامات
هذا وتستمر أعمال القتل والتذبيح  بسكان مدينة حلب، وهو ما أكدته صحيفة "ديلي ستار" البريطانية، من أن هناك أعمال حرق لمدنيين أحياء، وارتكاب إبادات جماعية، فضلا عن أنه تم العثور على عشرات الجثث تحت الأنقاض، بعد سقوط المدينة بأيدي النظام السوري والموالين له.

كما ذكرت الصحيفة أيضا أن الصور التي تأتي من حلب،  تُظهر أنهار من الدماء ومباني تحولت إلى أنقاض وعشرات الجثث ملقاة عبر الشوارع، فيما كشفت منظمة الأمم المتحدة، في تقارير لها، نشرتها اليوم عن إعدام 82 مدنيًا على يد الميليشيات الموالية للنظام السوري في 4 أحياء في حلب.

حركة نزوح كبيرة
كما أكدت أيضا وسائل الإعلام أن هناك حركة نزوح واسعة شرقي حلب، كما جاء على لسان وزارة الدفاع الروسية، أن أكثر من 13 ألف مدني غادروا مناطق المعارضة خلال الـ24 ساعة الماضية.

وطالبت منظمة الأمم المتحدة، الحكومة السورية حماية المدنيين والمسلحين الذين يلقون السلاح، مؤكدة أن لديها تقارير وأسماء الأشخاص الذين قُتلوا في حلب، مذكرة أن الفارين من حلب يؤكدون فقدان اتصالهم مع أقربائهم بداخلها، بما يعني فقدان أعداد كبيرة للغاية.

رسائل من حلب تقطر بدموع دامية
وللوقوف على حجم الرعب الذي يدور في حلب، تأتي العديد من الرسائل المحملة بدموع تقطر دماء، حيث أكد البعض أن حلب تجسد بالضبط "قيام القيامة".

وذكر عدد من النشطاء المحاصرين أن "القيامة" هي ما يحدث على الأرض الآن في حلب، مؤكدين أنهم قد يموتون في أي لحظة، لم يقتصر الأمر فقط على النشطاء، بل قال أمين الحلبي وهو أحد المدنيين المحاصرين داخل حلب، "أنا بانتظار الموت أو الأسر، من قبل نظام الأسد، ولكن يشرفني أن أموت منتصراً على تراب أرضي خيراً من أن يأسروني أو أن أكون من صفوف ميلشياتهم التي لا دين لها".

من ناحيته قال أحمد مكية "حلب المحاصرة الآن، تشبه يوم القيامة، ما حدا سائل على حدا، وما حدا لحدا، والكل ما بيعرف شو رح يعمل، ووين رح يروح، الله يلطف بس".

وقالت هناء قصاب إن "حلب تمتلئ بالجثث والجرحى وفرق الدفاع المدني غير قادرة على الحركة ، وقصف عنيف بكل انواع الأسلحة يدمر البشر والحجر، شوارع حلب مكتظة بقتلى المسلمين، حسبنا الله ونعم الوكيل".

إدانات دولية ودعوات لوقف القتل
وكالعادة لم يبق على العالم ودوله المختلفة إلا إبراز الإدانات فقط، وعلو الصوت بما لا يفيد، حيث طالب الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط اليوم، بوقف فوري لإطلاق النار في حلب، فيما حمّلت الأمم المتحدة النظام السوري وروسيا مسؤولية الفظائع التي ارتكبتها المليشيات الداعمة للنظام بمدينة حلب، معبرة عن قلقها إزاء هذا الوضع.

من جهته، قال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، إن بان يشعر بالقلق من تقارير غير مؤكدة عن ارتكاب فظائع ضد عدد كبير من المدنيين بحلب، بينهم نساء وأطفال.

وأضاف "الأمين العام ينقل قلقه البالغ للأطراف المعنية، وكلف مبعوثه الخاص إلى سوريا بالمتابعة العاجلة مع الأطراف المعنية".