مصري وسورية.. فرقتهما الحدود فجمعهما الموت على كرسٍ (صور)

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


جلسا على كرسيهما المتحرك يصارعان الموت في عالم لم يعرف معنى الرحمة، أحدهما هنا في مصر، والآخر في سوريا، جمعهما كل شيء،  الظروف «الاقتصادية والاجتماعية»، حتى نظرات عينيهما، وطريقة الموت والجلوس على الكرسي، كل شيء كان ضدهما.


هناك في سوريا وقف الموت على أعتاب «حي الشعار» بمدينة حلب فمنع الدخول والخروج، حصد أرواح الآلاف، ولم يرحم أحدًا، وكانت فريسته هذه المرة سيدة مسنة تدعى «صباح محمد» عجز زوجها عن العثور ولو على طبيب واحد أو مستشفى صغير في شوارع حلب، من أجل علاجها.



وبينما يتأهب الموت للنيل من فريسته، يجرّ «أبو محمد» زوجته على كرسيها المتحرك، بحثًا عمن يداويها، ولو مؤقتًا من مرضها الذي تفاقم بفعل نقص الأدوية والمرافق الصحية في حلب المحاصرة. 


الزوجة المريضة، لم تكن تطلب إلا ما يسكن وجعها ويخفف من مرضها، توفيت في الشارع على كرسيها المتحرك، ليبقى الزوج الذي فجع للمرة الثانية بوفاة زوجته، بعد فقدان أبنائه، وحيدًا غارقًا بالدموع، وسط غياب العالم عن إيقاف مأساة مئات الآلاف من المحاصرين، وفقًا لما نشرته وكالة الأناضول للأنباء.


وهنا في مصر التقى الموت بـ «أنور مصطفى درويش» خارج مستشفى بورسعيد العام، حيث أخذه الأمن على الكرسي المتحرك، وألقوا به في الخارج بسبب ملابسه المتسخة وتبوله اللاإرادي، بعدما انُتزعت الرحمة من «ملائكة العذاب» ورفضوا علاجه.


«مصطفى درويش» مواطن مصري مثله مثل ملايين المصريين لا يستطيعون التوجه إلى مستشفى خاص للعلاج، ساقه «ولاد الحلال» إلى مستشفى بورسعيد أملا في علاجه أو حتى العناية به، إلا أن الرد كان غير متوقعًا وألقي به في الشارع وكأنه قطعة قماش متسخة. 

ورغم جسده الهزيل وبنيته الضعيفة التي يصارع بها من أجل البقاء، استدعى القائمون على المستشفى رجل مفتول العضلات فألقى به في الشارع تاركه للعراء لكي ينهش في لحمه، وفقًا لما قاله أحد شهود عيان الواقعة ويدعى عبدالله عارف، مضيفًا: مشهد الرجل المتوفى على الكرسي كان مُلفِت للجميع، مستكملا: بعض موظفي المستشفى «أمن أو موظفين أو ممرضات لا أعلم هويتهم الوظيفية»، ومعهم رجل ضخم البنيان، تراشقوا الكلمات بصوتٍ عالٍ، ثم قام هذا الرجل بإلقاء المتوفى على الكرسي خارج بوابة المستشفى.

 

ولم يشفع منصب والد المتوفي له عندما ألقي به في منتصف الشارع، فوالده كان يعمل في جهاز الشرطة، وقام بتسمية أبنائه الذكور بأسماء الرؤساء «جمال عبدالناصر وأنور السادات والقذافي»؛ لحبه لهم.


النيابة العامة بدورها استدعت  17 شخصًا ما بين «عاملين وأطباء وإداريين» بمستشفى بورسعيد العام، وذلك للتحقيق معهم في واقعة إلقاء المسن خارج المستشفى مما تسبب في وفاته.