مستشفيات بني سويف تعاني نقصًا في "العناية المركزة".. المحافظ: أتفقنا مع الوزير على تدريب أطباء الباطنة (صور)

محافظات

بوابة الفجر


تعانى المستشفيات الحكومية والخاصة بمحافظة بني سويف، من نقص شديد فى أطباء تخصص العناية المركزة، ما ترتب عليه عجز فى عدد الأسرة المتاحة لإستقبال المرضي بالمستشيفات، على الرغم من جاهزيتها من ناحية الإنشاءات والتجهيزات الطبية وغير الطبية، خاصة المستشفي العام الذى أفتتح مؤخرًا بعد عملية إحلال وتجديد كلفت ميزانية الدولة ما يزيد عن 300 مليون جنيهًا ولكنها مبني كامل التجهيزات ينقصه الإمكانيات البشرية وعلى رأسها أطباء «العناية المركزة ورعاية القلب» ونقص دائم فى المستلزمات والأدوات الطبية.

عجز فى التخصص

فى البداية تحدث إلينا أحد مسئولى مديرية الصحة بالمحافظة ـ فضل عدم ذكر أسمه ـ قائلًا: مستشفيات المحافظة تعانى نقصًا خطيرًا في تخصصات الوحدات المغلقة، وعلى رأسها وحدات العناية المركزة ورعاية القلب، التي تعانى بدورها عجزًا في أطباء هذا التخصص شديد الأهمية، فضلًا عن نقص الأسرة بالمستشفيات المركزية التى لا يوجد بها إلا 33 سريرًا موزعة بواقع «14 سريرًا بمستشفي ناصر المركزى و11 بالفشن و8 بالواسطى، فيما لا يوجد أي أسرة بمستشفيات إهناسيا وسمسطا وببا».

المشكلة مالية

وقال الدكتور مصطفى هارون، وكيل نقابة الأطباء السابق ببني سويف: إن المشكلة تتعلق في المقام الأول بالشق المالي، اذ يتكلف سرير الرعاية المركزة نحو 180 ألف جنيه، ومعظم المرضي لا يقدرون على دفع تكاليف العلاج، وتتحملها المستشفيات الحكومية والجامعية والتابعة للتأمين، مطالبا بمشاركة المجتمع المدني للمساهمة في زيادة عدد الأسرة وما يتبعها من مصروفات باهظة مثل المستلزمات والأدوية، خاصة أن الحقنة المذيبة للجلطة ثمنها 300 جنيه، ومضادات الصفائح وصل ثمنها إلى 1800 جنيه.

وأضاف أنه من الأهمية الإشارة إلى الدور الحيوي للتمريض، فلابد من اختيار ممرضات يتمتعن بخبرة فائقة في الرعاية والتعامل مع الأجهزة.

أقل من النسب العالمية

وقال الدكتور سمير ميهوب، أخصائي جهاز هضمي وكبد، أن عدد الأسرَّة فى المستشفيات الحكومية أقل من النسب العالمية بمعدل سرير لكل ألف مواطن وهذا بسبب ضعف الميزانية وضعف المرتبات ونقص المستلزمات الطبية مما يؤثر على التزام الأطباء بالعمل فى المستشفيات الحكومية مما أدى إلى انخفاض نسب الإشغال إلى 30% فى المستشفيات المملوكة لوزارة الصحة،

زيادة الاحتياج فى الشتاء

وأضاف ميهوب، أن هذا النقص أدى إلى وجود ضغط شديد على المستشفيات الخاصة نتج عنه أيضًا نقص فى أسرة العناية المركزة لعدم القدرة على تغطية جميع المرضى خاصة بعد انخفاض ميزانيتها 25%، مشيرًا إلى أنه هناك نقصًا فادحًا فى أسَّرة العناية المركزة يصل إلى 75% مما يهدد حياة الكثير من المرضي، لافتا الى زيادة الاحتياج لأسَّرة العناية المركزة فى فصل الشتاء لزيادة الاصابة بالجلطات الرئوية والقلبية.

ميزانية الصحة ضعيفة

وأكد الدكتور عادل صالحين، أستشاري الرعاية الحرجة، أن الحل الأمثل لهذه الأزمة يكمن فى ضرورة زيادة عدد الأسَّرة ليصل إلى 5 أسرَّة لكل ألف مواطن وزيادة عدد أسرة العناية المركزة ليمثل 15 % من عدد الأسرة فى المستشفيات لنتساوى مع الدول النامية وليست المتقدمة بالإضافة إلى زيادة ميزانية الصحة لتصل إلى 15% لافتا إلى أن حجم الانفاق الحالى على الصحة لا يتجاوز 5% وبالتالى نحن أقل بكثير مما يجب أن نكون.

دور نواب البرلمان

وقال المهندس أحمد عبد السلام، عضو المجلس المصري لحقوق الإنسان، أنه يجب على نواب المحافظة الـ17 والوقوف مع المحافظ ومسئولى مديرية الصحة لحل الأزمة من خلال مناقشة موازنة الدولة، وتعبئة وحشد للموارد من رجال الأعمال وأصحاب المصانع التي تستفيد من موارد محافظة بني سويف، وتخصيص مبالغ لتجهيز غرف عناية وحضانات تفي الاحتياجات.

عودة ناصر والواسطى

من جانبه أكد محافظ بني سويف المهندس شريف حبيب، أن مشكلة نقص العناية المركز بدأت فى أن تتقلص، بعد عودة العنايات المركزة بمستشفى ناصر والواسطى للعمل بكامل طاقتها، عقب تدبير أطباء من الرعاية العاجلة بوزارة الصحة، مشيرًا إلى أنه أرسل وفدًا من مديرية الصحة ضم وكيل الوزارة ومديري المستشفيين ومدير الطوارئ، والتقوا بالدكتور أحمد عماد، وزير الصحة، لبحث الحلول لمشكلات العناية المركزة ونقص الأطباء بها.

تدريب أطباء الباطنة

وأضاف المحافظ، أن الوزير قرر تدبير أطباء للعناية المركزة من الرعاية العاجلة بالوزارة لسد النقص بالعنايات المركزة بالمستشفيين، وكلف وكيل وزارة الصحة بالمحافظة، باتخاذ الإجراءات اللازمة لتدريب أطباء الباطنة للعمل بالعناية المركزة في حالة وجود عجز.