عروض وخصومات.. لماذا ينجذب المصريين لهذه الكلمات؟

تقارير وحوارات

الجمعة السوداء -
الجمعة السوداء - أرشيفية


‏"عرض، تخفيض، فرصة"، ما أن يسمع المصريون كلمات من هذا القبيل يشد إنتباهم في الحال ‏لإقتناص مثل هذه الفرص والعروض قبل غيرهم.‏

وتختلف إتجاهات المصريين في الإنجذاب للعروض بين هوس الشراء و محاولة التوفير وربما ‏من أجل غرض التخزين في أحيان أخرى.‏

وتنشط العروض مع الأعياد وفي بداية الموسمين الشتوي والصيفي ومع بداية العام واحتفالات ‏الكريسماس، وكذلك تستخدمها الهيبرات الكبيرة للترويج لمنتجاتها خلال أعياد ميلادها وأشهر من ‏يحرص على العروض في عيد ميلاده "كارفور" المشهور بالعروض المربوطة بالساعة.‏


وهو ما دفع "الفجر" لاستطلاع رأي خبراء علم النفس والاجتماع حول تعامل المصريين مع هذه ‏العروض والأسباب وراء إنجذابهم لها.‏


هواية اقتناص الفرص
قال الدكتور، طه أبو حسين، أستاذ علم الإجتماع، إن بعض المواطنين تستهويهم فكرة الشراء ‏حتى وإن كان المنتج أو السلعة التي ينجذب إليها لديه مثلها قطعة أو اثنين.‏

وأضاف في تصريح لـ "الفجر" أن الإقبال على العروض نابع من شقين، الشق الأول يتمثل في ‏هواية اقتناص الفرص، والشق الآخر يرجع لمنطق تجاري فيستغل التاجر العروض ويتركها ‏شهر أو اثنين على سبيل المثال ويعاود بيعها مرة آخرى.‏

وأوضح  أبو حسين أن هوس الإقبال على العروض متواجد في كافة أنحاء العالم، مشيراً إلى أن ‏أثناء تواجده في فرنسا رأى في أحد أشهر المحلات عرض على الملابس لمدة 15 ثانية وهو ‏مادفع المستهلكين للتصارع على الشراء.‏

وأشار أبو حسين إلى أن من يقبل على العروض هو من لديه إمكانية شراء السلع، مضيفاً أن نسبة ‏التوفير في الغالب لا تكون كبيرة.‏


السوق المصري خارج الإنضباطات
ومن جانبها قالت الدكتورة هالة منصور، أستاذ علم الإجتماع، إن الأزمة الاقتصادية أحد أبرز ‏العوامل الدافعة للإنجذاب إلى العروض، تحت أمل انخفاض الأسعار.‏

وأضافت في تصريح لـ "الفجر" أن مع دخول موسم مثل الشتاء يحرص المواطنين على شراء ‏ملابس جديدة حتى ولو لديه ما يغطيه من اللبس طبقاً لفكرة التجديد، موضحة أن السوق المصري خارج الإنضباطات، وأن فكرة العروض تشبه ‏الأوكازيون فهي تخفيضات وهمية.‏


وأشارت أستاذ علم الإجتماع إلى أن التخفيضات في مصر وهمية، وأن هناك عدم سيطرة ‏علاقنية من التجار من جهة وكذلك عدم سيطرة من المؤسسات والدولة من جهة آخرى.‏

وتابعت أن في دولة مثل ماليزيا رأت أن هناك عروض وتخفيضات دورية تصل لـ 70% وهو ‏ما يجعل حركة البيع حقيقية.‏

التحفيز ‏
بينما قال جمال فرويز، أستاذ الطب النفسي، إن إنجذاب المستهلكيين للعروض نابع من رغبتهم في ‏أن الأسعار تقل من جهة ومن جهة آخرى نابعة من التحفيز.‏

وأضاف في تصريح لـ "الفجر" أن التحفيز يأتي من الإعلان عن العروض وكذلك من تحفيز ‏البعض لبعضهم الآخر كأن يقال: "تعالى نروح نشوف العرض".‏

وأوضح فرويز أن هناك البعض يسيطر على نفسه دون الإنجذاب للعروض أو تحكيم العقل في ‏أن العروض غير مناسبة، مشيراً إلى أن هناك البعض الآخر ينجرف ورائها دون تفكير وربما ‏يشترى المنتجات بأغلى من سعرها الأصلي.