حلم العودة

النوبيون يعتصمون لانتزاع حقهم في قرى السد العالي.. ومشاركون لـ"الفجر": الأمن يمنع عنا الأطعمة

تقارير وحوارات

اعتصام أهالي النوبة
اعتصام أهالي النوبة


 

مرت ثلاثة أيام على إعتصام أهل النوبة منذ إنطلاق قافلتهم التي كانت متجهة إلى القرى المنزوعة منهم وراء السد العالي أثناء بناء السد، وفق إنطلاقتهم يوم 19 نوفمبر تحت شعار "النوبة مش للبيع"، "عائدون لأرض الأجداد"، إلا أن الأمن أوقفهم في منتصف الطريق فقرروا الإعتصام بطريق "أسوان -أبو سمبل" بالقرب من منطقة كركر لحين تنفيذ مطالبهم.


 

مطالب اعتصام أهل النوبة

وتتخلص المطالب في ﺳﺮﻋﺔ ﺭﻓﻊ ﻣﻨﻄﻘﺔ " ﻓﻮﺭﻗﻨﺪﻱ - توشكى" ﻣﻦ ﻛﺮﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﺍﻟﻤﻄﺮﻭﺣﺔ ﻟﻠﺒﻴﻊ ﺿﻤﻦ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﺍﻟﻤﻠﻴﻮﻥ ﻭﻧﺼﻒ ﻣﻠﻴﻮﻥ ﻓﺪﺍﻥ، ﻭﻋﺪﻡ ﻃﺮﺡ ﺃﻱ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻧﻮﺑﻴﺔ ﻓﻲ ﺃﻱ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﻗﻮﻣﻲ ﻗﺒﻞ ﺍﻻﻧﺘﻬﺎﺀ ﻣﻦ ﺗﻮﻃﻴﻦ ﺍﻟﻨﻮﺑﻴﻴﻦ ﻭﺇﻋﺎﺩﺓ ﺇﻋﻤﺎﺭ ﻗﺮﻯ ﺍﻟﻨﻮﺑﺔ ﺍﻷﺻﻠﻴﺔ.

وكذلك ﻣﻨﺢ ﺍﻷﻭﻟﻮﻳﺔ ﻓﻲ ﺗﻤﻠﻚ ﺑﺎﻗﻲ ﺃﺭﺍﺿﻲ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﺑﻤﻨﻄﻘﺔ ﺗﻮﺷﻜﻰ ﻟﺸﺒﺎﺏ ﺍﻟﺨﺮﻳﺠﻴﻦ ﻣﻦ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﻣﺤﺎﻓﻈﺔ ﺃﺳﻮﺍﻥ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎﻡ، و ﻭﻗﻒ ﻛﺎﻓﺔ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻋﺎﺕ ﺍﻻﺳﺘﺜﻤﺎﺭﻳﺔ ﺩﺍﺧﻞ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﻨﻮﺑﺔ ﺍﻷﺻﻠﻴﺔ.

بالإضافة إلى ﺗﻔﻌﻴﻞ ﺍﻟﻤﻮﺍﺩ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭﻳﺔ " 47 ، 48 ، 49 ، 50 ،، 93 ، 236 " ﻭﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺇﻗﺮﺍﺭ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺇﻧﺸﺎﺀ ﺍﻟﻬﻴﺌﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﻹﻋﺎﺩﺓ ﺗﻮﻃﻴﻦ ﺍﻟﻨﻮﺑﻴﻴﻦ ﻭﺗﻌﻤﻴﺮ ﻭﺗﻨﻤﻴﺔ ﻗﺮﻯ ﺍﻟﻨﻮﺑﺔ ﺍﻷﺻﻠﻴﺔ، ﻣﻊ ﺗﻌﺪﻳﻞ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭﻱ ﺭﻗﻢ 444 ﻟﺴﻨﺔ 2014 ، ﺍﻟﺨﺎﺹ ﺑﺘﺤﺪﻳﺪ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﻤﺘﺎﺧﻤﺔ ﻟﻠﺤﺪﻭﺩ ﺑﻤﺎ ﻳﺘﻔﻖ ﻣﻊ ﻧﺼﻮﺹ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ، ﻭﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﻮﺑﻴﻴﻦ ﺑﺈﻋﺎﺩﺓ ﺗﻮﻃﻴﻨﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻛﺎﻣﻞ ﺃﺭﺍﺿﻴﻬﻢ .

 

 

قرارات استفزت النوبيين

يجدر الإشارة أن الرئيس عبد الفتاح السيسي، أصدر- في أغسطس الماضي- القرار رقم 355 لسنة 2016، والذي قضى بتخصيص 922 فدانًا مملوكين للدولة لمشروع تنمية توشكى، وهو القرار الذي انعكس على الشأن النوبي بجعل أراضي توشكى غير مخصصة بالكامل لإعادة توطين النوبيين.

وسبق للرئيس إصدار القرار بقانون رقم 444 سنة 2014، بشأن تحديد المناطق المتاخمة لحدود جمهورية مصر العربية، والذي أقره البرلمان لاحقًا، وبموجبه تم تخصيص مساحات من الأراضي كمناطق عسكرية لا يجوز سكنها، وتضمنت هذه الأراضي 16 قرية نوبية.


 

عمليات التهجير عبر التاريخ

ومن جانبه قال ميسرة عبدون، أحد المشاركين في الإعتصام، إنهم مستمرون في إعتصامهم لحين تنفيذ مطالبهم وتعديل القرار 444 الصادر في 2014 بإعادة ترسيم الحدود مع السودان لتضمن لهم حق العودة إلى الـ 17 قرية التي وراء السد العالي.

وأضاف "عبدون"، في تصريحات لـ"الفجر"، أن أهالي النوبة تعرضوا للتهجير عدة مرات الأولى تم تهجير أهالي 10 قرى عند بناء خزان أسوان، الثانية تم تهجير أهالي 20 قرية في تعليتين للسد عام 1912 و1933، وتم التهجير الجماعي لأهالي 44 قرية في 1964، وفي كل مرة كانت هناك وعود بعودتهم لبلادهم.


 

الأمن يمنع دخول الأطعمة

وأشار إلى أن قوات الأمن يمارسون تضييق على المتواجدين في الإعتصام بمنع دخول الأطعمة والمشروبات وذلك بغلقهم الطريق المؤدي إلى مطار أسوان، ومن يحاول الوصول لهم ليس أمام إلا الصحراء، متابعًا أن حتى الان لا يوجد أي إعتداءات.


 

القوات المسلحة تتدخل

وتابع: هناك أحد قيادات الجيش بالمنطقة جاء للاعتصام منذ ساعات وإطلع على مطالب الأهالي ووعد بتدخل القوات المسلحة لحل الأزمة، مشيرًا إلى أن النوبيين المتواجدين خارج الاعتصام يراسلون مؤسسة الرئاسة بالمطالب ولكن لا يوجد أية إستجابات حتى الان.

 

الدولة لن تعيد الأراضي

ومن جانبه قال محمد عزمي رئيس الاتحاد النوبي، إنه لا يوجد أي مبرر قانوني لايقاف قوات الأمن للقافلة النوبية أثناء ذهابها للقرى، موضحًا: "قالولنا أها مفيش مبرر بس فيه أوامرعليا بعدم مروركم".

 

وأضاف رئيس الاتحاد النوبي، أن الدولة لن تعيد أي جزء مما تم نزعه للنوبيين قائلًا:  الدولة مش هتدي شبر للنوبيين من الاراضي اللي وراء السد العالي.. النهاردة ظباط الشرطة قالوها صراحة دي أوامر عليا".

 

أما حكيم عمارة، قال في تصريحات لـ"الفجر"، أن حل الأزمة النوبية لا يمكن أن يتم في تلك الظروف الراهنة إلا باللجواء إلى الأمم المتحدة، وتدويل القضي، خاصة وأن المستشار مجدي العجاتي وزير الشئون القانونية ومجلس النواب صرح علنية أن جهات سيادية فى الدولة ترفض عودة النوبيين، طبقا لما هو فى الملف النوبى الموجود لدى مجلس النواب.