3 أشياء أمرنا بها النبي تجاه الأجراء والعمال

إسلاميات

3 أشياء أمرنا بها
3 أشياء أمرنا بها النبي تجاه الأجراء والعمال


أرسى النبي صلى الله عليه وآله وسلم في صحابته الكرام وأمته قيم الإسلام النبيلة التي تعمل على ترابط الناس وتعايشهم في سلام حتى يستقيم المجتمع الإنساني ويسوده المودة والرحمة.
 
عدم المماطلة في الأجر
من تلك القيم التي أرساها النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأكد عليها قيمة العدل وإيفاء الحقوق، فأكد على حق الأجير والعامل وحسن معاملتهم، فقال في ذلك صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله: "أعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه".
فوجه النبي صلي الله عليه وآله وسلم أمته إلى رعايه حق الأجير بتأديه أجره إليه دون تأخير ومماطله "قبل ان يجف عرقه"، وفي ذلك كنايه عن الإسراع في اعطاء الأجير حقه حتى قبل أن يتم عمله، وعدم مماطلته في أجره.

 
الرفق بالعمال
كما أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم أمته بالرفق بالأجراء وعدم تحميلهم ما لا يطيقونه من أعمال يتحملون فيها مشقة كبيرة، لأن للإنسان طاقة وقدرة محددة لا يتعداها، فقال صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله: "ولا تكلفوهم مالا يطيقون"، ويقول أيضاً: "فإذا كلفتموهم فأعينوهم".

فالإسلام قد ضمن للعاملين حقوقهم وتوفير الحياة الكريمة لهم ولأسرهم فلا يجوز لصاحب العمل أن يؤذيه بل يجب أن يعطيه حقه في الأجر والراحة وأداء العبادات، فعن أبي هريرة رضى الله عنه قال: "أن النبي صلى الله عليه الصلاة والسلام وعلى آله نهى عن إستئجار الأجير حتى يتبين له أجره".

وعن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها قالت: جاء رجل، فقعد بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا رسول الله! إن لي مملوكين يكذبونني ويخونونني ويعصونني، وأشتمهم وأضربهم؛ فكيف أنا منهم؟! فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إذا كان يوم القيامة؛ يحسب ما خانوك وعصوك وكذبوك، وعقابك إياهم؛ فإن كان عقابك إياهم بقدر ذنوبهم؛ كان كفافا لا لك ولا عليك، وإن كان عقابك إياهم دون ذنبهم، كان فضلا لك، وإن كان عقابك إياهم فوق ذنوبهم ؛ اقتص لهم منك الفضل، فتنحى الرجل وجعل يهتف ويبكي، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أما تقرأ قول الله تعالى: {ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين}. فقال الرجل: يا رسول الله! ما أجد لي ولهؤلاء شيئًا خيرًا من مفارقتهم؛ أشهدك أنهم كلهم أحرار".

 
عدم الظلم
وقد أعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم ظلم الأجير من الكبائر فقال: "ظلم الأجير أجره من الكبائر". بل الأشد من ذلك أن الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم أخبرنا أن الله سيكون خصيمًا لمن يظلم الأجير ولا يعطيه حقه، وذلك في الحديث القدسي الذي رواه عن رب العزة سبحانه: قال جل جلاله : "ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة: رجل أعطى بي ثم غدر، ورجل باع حراً ثم أكل ثمنه، ورجل إستأجر أجيراً فإستوفى ولم يعطه أجره".