تعرف على المصري الوحيد الناجي من غرق التايتانك

منوعات

بوابة الفجر


قصة المصري الوحيد الناجي من غرق تايتانيك
" صورة البوست تم تصويرها من سفينة الإنقاذ كارباثيا "
---------------
كان على متن سفينة تايتانك شاب مصري يدعى "حسب الله"، وكان من أولئك الذين نجوا من غرق السفينة، إنه وكما ترونه في الصورة جالسا في إحدي قوارب النجاة بجوار المجداف بملابسه السوداء ( " حمد حسب الله " أو " حماد حساب " كما كتبوها بالإنكليزية ). 

شاب مصري كان وقتها في ال 27 من عمره برفقة أحد المشاهير الأمريكيين و زوجته . و كان الثري الأمريكي قد دعاه ليرافقه في الرحلة على "تايتانيك" و اشترى له تذكرة بالدرجة الأولى سعرها 76 جنيها استرلينيا و 14 شلنا و 7 بنسات أي ما قيمته حوالي 8 آلاف دولار بحساب هذه الأيام وهو الذي كان يتقاضي راتبا سنويا مقداره 60 جنيه إسترلينيا عن عمله كدليل يرافق السياح و مترجم أو " ترجمان " كما كان يطلق علي المشتغلين بهذه المهنة قبل 100 عام. 

وكان حسب الله يمهر بطاقته الشخصية بكلمة Dragoman أسفل اسمه كإشارة لعمله الذي كان يتقاضى عنه 1.25 جنيها استرلينيا بالأسبوع من شركة " توماس كوك و أولاده " وهي شركة بريطانية للسياحة والسفر وكان فرعها بالقاهرة داخل أوتيل شبرد العريق في شارع إبراهيم باشا ( وهو نفسه الأوتيل الذي احترق تماما في حريق القاهرة " 26 يناير 1952 "). 

وكان المليونير هنري هاربر يبلغ من العمر 48 عاما حين قام في شتاء 1912 بجولة سياحية هو وزوجته ميرا التي تكبره بعام واحد، نزلا في أوتيل شبرد فور وصولهما إلى القاهرة للسياحة وطلبا مرافقا ومترجما من مكتب " توماس كوك " الذي كلف حسب الله بالمهمة وحين انتهت الرحلة السياحية وقررا العودة إلى الولايات المتحدة قال هاربر لــ حسب الله " من باب المزاح " إنه إذا رغب بالسفر معهما إلى أمريكا فأهلا وسهلا ورد حسب الله المزاح بأحسن منه وجعله جدا فوافق هاربر على الفور. 

سافروا أولا إلى باريس حيث اشتري هاربر كلبا "جروا" أطلق عليه اسم "صن ين سن" و هو اسم ثائر وناشط سياسي صيني كان بدءا من العام 1911 شخصا ذائع الصيت. 

ثم توجه الجميع إلى مدينة شيربورغ " إحدي مدن فرنسا " وهناك من مرفئها الذي صعد منه 92 لبنانيا إلى " تايتانيك " يوم الأربعاء 10 أبريل "نيسان " 1912 صعدوا هم أيضا إليها فأبحرت إلى مرفأ " ساوثهامبتون " بجنوب إنكلترا ومنه إلى آخر أيرلندي لتقل بعض الركاب ثم إلى نيويورك حيث واجهت على الطريق مصيرها المأساوي المعروف . كل شييء كان طبعيا خلال الرحلة إلى أن حدث بعد 4 أيام ما اهتز له العالم : السفينة التي بناها 15 ألف عامل في 3 سنوات ترتطم بجبل جليدي قبل ثلث ساعة من منتصف ليل الأحد 14 أبريل " نيسان " 1912 و بعد ساعتين و40 دقيقة ابتلعها الأطلسي ومعها ابتلع 1517 راكبا من أصل 2223 راكبا كانوا فيها وجرفهم إلى مثوى عميق " 3733 مترا " تحت مياه كانت درجة برودتها 2 درجة مئوية تحت الصفر . 

نجا هاربر وزوجته وحسب الله ونجا معهم الجرو، كانوا من أوائل من هرعوا إلى موقع زوارق النجاة والدليل أن المركب الذي أقلهم هو الرقم 3 من بين 20 زورقا كانت في السفينة وكان من المفترض عدم السماح لــ هاربر وحسب الله بركوبه لأن الأوامر كانت بنجدة النساء والأطفال أولا . 

نرى في صورة المركب التي التقطها " جي دبليو باركر " وهو من طاقم سفينة " كارباثيا " التي أنقذت جميع الناجين من الكارثة وعددهم 706 أشخاص رجلين فقط بين عدد قليل من النساء أحدهم أسمر يجلس بقرب امرأة في حضنها كلب "جرو" وهي ترتدي قبعة وثيابا سوداء عليها سترة ضد الغرق. 

كما نرى رجلين من طاقم " تايتانيك " كانا على متن المركب للتجديف . ونرى في الجانب الأيسر من المركب الذي تم تصويره حين اقترب من " كارباثيا " رجلا آخر من دون قبعة على رأسه، هذا الرجل هو هاربر أما الشخص الأسمر الجالس إلى يمين الصورة بجوار المرأة المحتضنة الجرو فهو حمد حسب الله والتي بجانبه هي ميرا زوجة هاربر . هاربر و زوجته و حسب الله كانوا يتناولون العشاء في مطعم بالسفينة حين ارتطمت بالجبل الجليدي و لأنهما من ركاب الدرجة الأولى و من مشاهير الأثرياء الأمريكيين فقد تبرع موظف بالسفينة للإسراع بالنجدة و طلب منهم التوجه إلى غرفهم و حمل الغالي و الضروري منها و لبس سترة النجاة ثم العودة لركوب أول زورق نجاة . أسرع كل منهم إلى غرفته ( كان هاربر قد حجز 3 غرف) و التقطوا على عجل أغراضهم الثمينة و حين عاد الجميع لركوب زورق النجاة تنبه هاربر إلى أنه نسي قبعته فهمّ بالعودة إلى جناحه ليأخذها لكن زوجته منعته و كذلك موظف السفينة فقبل هاربر على مضض و لم ينتظر موظف السفينة ليضع في زورق النجاة مزيدا من الركاب فغادر زورق النجاة السفينة بنصف حمولته تقريبا لذلك يبدو في الصورة فارغا و هو المعد لحمل 60 شخصا و هذا هو النص بالإنكليزية لوصف عملية الهروب:

On the night of the sinking Henry and Myra were having dinner. They were then told to go back to their cabin, get dressed warmly, put on their lifebelts and go up to the boat deck. Henry put on an overcoat over his dinner tuxedo and Myra put on a black fur coat over her sparkly dinner dress. She grabbed a pair of gloves, a fur muff, and her mother's pearl necklace that she had given her. Then the wealthy couple boarded Lifeboat 3 along with Henry's dragoman and Sun Yat Sen. Both survived the sinking

كان مخرج فيلم " تايتانيك" الكندي جيمس كاميرون قد قام بالإشراف علي عملية إرسال روبوت غواص متطور إلى حطام "تايتانيك" فدخل إلى جناح هاربر نفسه في السفينة و كانت المفاجأة أن كاميرا الروبوت صورت قبعة هاربر التي ما زالت في الجناح طوال كل تلك السنوات . نعود إلي حسب الله الذي يبدو أنه غادر أمريكا إلى مهنته القديمة في القاهرة، ففي فقرة عنه نقرأ بأنه كتب رسالة في العام 1927 لأحدهم في الولايات المتحدة وبداخل الظرف أرسل بطاقة عمله الشخصية وبطاقة سياحية لصورة مركب يعبر النيل وحين عثروا عليها أودعوها في متحف بروكلن الذي اعتبر البطاقة بشكل خاص تحفة ثمينة من " تايتانيك" وحتي الآن يصنفونها كأشهر بطاقة شخصية. 

بالنسبة لهاربر فإن بقية حياته لم تكن ممتعة فقد امتنع من بعد تلك الكارثة عن ارتداء القبعات وتوفيت زوجته ميرا التي لم تنجب له أي ابن في العام 1923 فتزوج في نفس العام وهو بعمر ال 59 من امرأة أنجبت له ابنا واحدا ثم توفي بعد سنوات في نيويورك في العام 1944 .