الجزائر: تغييرات في الحزب الحاكم استعدادا للاستحقاقات المقبلة

عربي ودولي

الجزائر - أرشيفية
الجزائر - أرشيفية


أعلن حزب جبهة التحرير الحاكم في الجزائر تسمية جمال ولد عباس أمينا عاما للحزب خلفا لعمار سعداني الذي قدم استقالته.

 

وأصر سعداني على الاستقالة من رئاسة الحزب رغم رفض المكتب التنفيذي للقرار المفاجئ؛ مؤكدا أن ظروفه الصحية تمنعه من مواصلة مهامه في الحزب.

 

 ترتيب البيت الداخلي

 

 ويقود عمار سعداني حزب جبهة التحرير الوطني الحاكم منذ مطلع سبتمبر/أيلول عام 2013. ويوصف بأنه واحد من السياسيين الأكثر إثارة للجدل في الساحة السياسية الجزائرية.

 

وشككت أوساط سياسية جزائرية في الظروف التي أحاطت باستقالة سعداني بعد ثلاث سنوات من رئاسة الحزب الحاكم واصفة ما حدث بأنه إقالة وليس استقالة.

 

ويعتقد النائب البرلماني عن حزب جبهة العدالة والتنمية حسن عريبي أن سعداني لم يتنح نتيجة ظروفه الصحية التي تذرع بها وإنما أُرغم الاستقالة.

 

وتحدثت تقارير إعلامية عن أن الرئيس بوتفليقه هو من قرر إبعاد سعداني بعدما خلق عداءات كثيرة للحزب بتصريحاته المثيرة والتي شملت بعض رموز الحزب.

 

وقدم عمار سعداني استقالته من الحزب خلال دورة غير عادية عقدتها اللجنة المركزية للحزب. وقال سعداني في خطاب استقالته "يجب أن أصارحكم؛ غيابي لم يكن بدون سبب، فلدواعٍ صحية غبت، لذلك أقدم لكم استقالتي لأن القانون الأساسي للحزب يعطي لأي عضو الحق في الاستقالة".

 

وبالرغم من أن أعضاء اللجنة المركزية للحزب عارضوا الاستقالة المفاجئة إلا أن سعداني أصر على الاستقالة؛ قائلا: "أصر على الاستقالة حتى ولو كانت مرفوضة. من أجل المصلحة العليا للبلاد وللحزب أرجو أن تحترموا قراري".

 

ويعتقد مراقبون أن استقالة عمار سعداني تأتي في خضم تغييرات داخلية يجريها الحزب الحاكم استعداد للمرحلة القادمة وخاصة الاستحقاقات التشريعية التي ستجرى مطلع العام المقبل.

 

مطالب بعهدةخامسة

 

 وتتحدث تقارير إعلامية عن أن هناك حراكا داخل الحزب الحاكم في الجزائر يسعى لترشيح الرئيس عبد العزيز بوتفليقه لولاية رئاسية جديدة.

 

وتقول مجلة "موند آفريك" الفرنسية إن الاستغناء عن خدمات رئيس الحزب المستقيل عمار سعداني تمثل الخطوة الأخيرة من استراتيجية إعادة تطوير المشهد السياسي الجزائري استعدادا للانتخابات الرئاسية التي ستجرى عام 2019. واعتبرت "موند آفريك" أن سعداني خسر ثقة قادة الحكم في الجزائر الذين يخططون لإعادة ترشيح الرئيس لمأمورية خامسة.

 

وقد بدأت الخطابات المؤيدة لترشيح بوتفليقة تتوالى؛ بعد أن تحدث الرئيس الجديد للحزب الحاكم جمال ولد عباس دعمه لترشيح بوتفليقة من جديد خاصة بعد أن استعاد عافيته.

 

وقبل تصريحات ولد عباس؛ أعلن رئيس حزب الحركة الشعبية الجزائرية عمارة بن يونس أن حزبه مستعد لدعم الرئيس بوتفليقة في حال قرر الترشح لمأمورية أخرى.

 

وعلى نفس المنوال سارت "المنظمة الوطنية للزوايا" وهي المنظمة التي توصف بأنها إحدى أكبر الحركات التي اعتمد عليها النظام خلال السنوات الماضية في الحشد والتعبئة لبرامجه السياسية. وصرح رئيس المنظمة عبد القادر ياسين أنها تزكي بوتفليقة لمأمورية خامسة وعلى استعداد لدعمه إذا وافق على الترشح.

 

وتحدثت صحيفة "الشرق الأوسط" عن وجود تحالفات داخل سرايا الحكم في الجزائر حول مستقبل الرئيس بوتفليقه؛ مؤكدة وجود صراع خفي بين الذراعين المدني والعسكري في الحكم حيث يسعى المدنيون إلى ترشيح بوتفليقه لعهدة خامسة من أجل قطع الطريق على العسكريين الذين يريدون تنصيب وزير الدفاع الفريق قايد صالح خليفة لبوتفليقة بعد اكتمال مأموريته الحالية عام 2019.

 

وحكم بوتفليقة الجزائر لأربع مأموريات متتالية بعد أن قام بتغيير الدستور لفتح المأموريات؛ لكن الدستور الحالي للجزائر يسمح للرئيس بتولي الحكم مرتين فقط.