"الفجر" تدق ناقوس الخطر قبل النوة الشتوية.. عزبة الصيادين بالإسكندرية آيلة للسقوط (فيديو وصور)

محافظات

عزبة الصيادين بالإسكندرية
عزبة الصيادين بالإسكندرية


يبدأ موسم الأمطار الشتوية ويدق ناقوس الخطر على منازل الأهالي القديمة، وقد تعرضت محافظة الإسكندرية العام الماضي إلى انهيار أكثر من 50 منزلًا قديمًا في عدد من المناطق التي تشهد تكدس المنازل القديمة التي تحتاج إلى ترميم أو قرارات إزالة بالكامل، إلا أن الوضع يختلف بشكل كبير داخل عزبة الصيادين بمنطقة أبو قير أقصى شرق المحافظة، التي تعد من المناطق المهددة بالانهيار، بسبب شروخ وتصدعات المنازل.

الأمر داخل عزبة الصيادين لا يكتفي بقابلية المنازل إلى الانهيار في أي وقت مع نهاية أول نوة شتوية قادمة، بل يمتد إلى معاناة الأهالي من عدم تواجد أسقف تحمي أطفالهم من عصف المطر والنوات الشتوية الشديدة، الأمر الذي يدفع الأمهات إلى الخروج بأولادهن إلى الشارع، خوفًا من انهيار المنزل عليهم في أي وقت.

وتعرضت عزبة الصيادين العام الماضي عقب انتهاء أول نوة شتوية من انهيار منزل قديم على سيدة وابنتيها، مما أدى إلى وفاتهم في الحال، وقد تقدم عدد من الأهالي باستغاثات وشكاوى إلى حي المنتزه ثان، لحل أزمة ترميم منازلهم، وتركيب أسقف تحميهم من مياه المطر.

فور دخولك المنطقة من إحدى مداخل الشوارع الضيقة بمنطقة أبو قير، تجد منازل قديمة ومتهالكة، تشقها خطوط التصدعات، التي تظهر جليًا في الشرفات، وانفصال المنازل عن بعضها عن طريق شرخ طولي وهبوط الأرضيات، فالسيدات والأطفال داخل العزبة معظمهم يجلسون أمام المنازل، والآخر قرر البقاء بداخله طوال الوقت، والاستسلام للوضع الحالي بعدم وجود إمكانية لترميم المنزل، والجلوس على مسؤوليتهم الشخصية، وانتظار قدرهم في أي وقت.

وعلى الرغم من تلقي الأهالي مساعدات من أهالي الخير، إلا أن تلك المساعدات لم تصل إلى حل مشكلتهم الأساسية، في العيش داخل سكن آمن مثل باقي المناطق داخل المحافظة، يقول أيمن عبدالرحيم، أحد أهالي منطقة أبو قير الذي اصطحب "الفجر" في جولة داخل عزبة الصيادين: "المنازل هنا قديمة، ولو هناك منزل انهار سيسقط على السكان، لأن الأهالي ليس لديهم إمكانيات لترميم منازلهم، لأن رزقهم يوم بيوم، والنوة الشتوية الماضية توفت سيدة وابنتيها، وهناك توقعات بانهيار المنازل بسبب النوات الشتوية القادمة، والأهالي تواصلت مع حي المنتزه ثان، والحي طالب بأوراق، والناس تخاف تخلي ولا تسكن مرة أخرى، ومعظم المنازل ورثة أو مأجرة، وليس لديهم إمكانيات لجمع الأوراق".

فيما أوضحت هانم محمد مصطفى، أحد أهالي العزبة، أن "مشكلة المنطقة هنا أن الناس غلابة، ونبقى نايمين ونحن خايفين على أولادنا، وظروفنا صعبة، وبنكون خايفين في النوات الشتوية أن ينهار المنزل علينا، والبيوت قديمة، وهناك غرفتي سقطوا عليا، ومعظم السكان مرضى بأمراض، والحي قال لنا الحكومة ليس في أيدها أي شئ، ولو طلع قرار للمنازل، ستخرجوا من منازلكم، ونحن تعبانين على أولادنا".

واشتكت سيدة أخرى من تعامل الحي مع شكواهم، قائلة: "الحي قال لي عندما تقدمت بشكوى، إحنا حكومة ليس في ايدنا أي شيء، ولا بنقدم فلوس، وأنا عارفة أن الحكومة لا تقدم فلوس، ومشكلتنا أن كل الناس هنا غلابة، وعندما تأتي الأمطار نجلس في الخارج، خوفاً على حياتنا، والعام الماضي قام النواب بتصليح السلالم والبلكونات، ووعدنا بالقدوم مرة أخرى، ولم يأتوا".

فيما أضاف أحد المسنين من أهالي منطقة عزبة الصيادين: "خرجت من السكن الخاص بي، وجلست مع ابني، خوفاً للسكن يقع عليا، ومعاشي 500 جنيه، وبتعالج من الخشونة والنظر وامراض كثيرة، وأعاني من غلاء المعيشة، وعندما يأتي الشتا بيبهدلنا، والسقف لا يحمي، فهو ينزل الشتا علينا، وهناك منازل عمرها 100 سنة، ولأن تلك المنطقة شوارعها صغيرة، لا يوجد عمار في تلك المنطقة، والحي قال لي نحن لا نهدم ولا نعمر، ونحن نقوم بالمعاينة فقط، ونحن خوفنا من كثرة الشكوى، ووافقنا على الجلوس بداخل منازلنا، لأنه لا يوجد بديل لنا"، منوهًا: "احنا خايفين من النوة الشتوية القادمة، لأنها تسببت في انهيار منازل كثيرة بالإسكندرية، ونحن عايشين بالستر، وراضيين لأننا نعرف حال البلد".

وأبدت نشوى، خوفها من انهيار منزل والدتها داخل العزبة، قائلة: "أنا لما حبيت ارمم منزل والدتي، قال لي مهندس الحي إنه سيدرس المشكلة، وسيرسل مهندسين لمعاينة المنازل ، ولم يرسل سوى مهندس وأعطى أمر إزالة أحد المنازل، وقال لنا نحن لم نخطر بأي شيء، وإذا أرسلنا مهندسين سنصدر قرارات بالإزالة، وإحنا في النوات الشتوية بأنقذ والدتي من دخول الأمطار والصرف عليها، والأهالي بيجلسوا أمام المنازل خوفاً من الأمطار، فمنطقة أبو قير أكثر منطقة تشهد شتاء ورعد، ونحن نطالب بتوفير مساكن للناس الغلابة، بدلاً من البلطجية اللي استولوا على مساكن المحافظة، فنحن نجلس على مسؤوليتنا داخل المنازل، ولا نستطيع الخروج من المنزل".

واستغاثت والدة "نشوى" برئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي، وذلك أثناء جلوسها أمام منزلها الذي يعاني من عدم تواجد سقف يحيمه، والاكتفاء فقط بوضع ألواح خشبية، ووضع ستائر لكي تغطي شكل الشروخات بالحوائط، وقالت لـ"الفجر": "أنا بقالي 50 سنة عايشة في البيت، ومعظم جلوسي بالخارج، لأني بخاف ينهار المنزل عليا، فأرجو أن يشوفوا لنا أي طريقة، فالمنزل واقع من كل الجوانب، وأرجو من الحكومة التحرك، بدلاً من انهيار المنزل على الناس وفي الأخر يندموا، أرجوك يا سيسي وإنت اللي معاك دور على الناس وشوف الناس، فإحنا طول الوقت بنقول تحيا مصر".

وأكملت إحدى السيدات: "عندما الدنيا تشتي بشعر كأنها بتشتي عليا أنا داخل منزلي، وهناك ناس ومرتاحة داخل بيوتها، وأنا لا أنام بسبب الشتا، وفور سقوط الأمطار أقوم بالخروج بأولادي في الشارع، ورمضان الماضي انهار سقف على ظهر نجلتي، وهي تريد عملية عقب شفاء جسمها، وابني انهار السيراميك على ظهره، ولا يمكن أن يكون ناس في عيشة مرتاحة، ونحن خايفين، وأنا لا استطيع إثبات حالة انهيار السقف على المنزل داخل قسم الشرطة والحي، لأنني لم أجد أي رد فعل من الحي".

وبالتجول داخل عزبة الصيادين، رصدت عدسة "الفجر"، ظهور أسلاك عارية على واجهة المنازل، الأمر الذي يهدد حياة المواطنين، عند سقوط الأمطار وملامستها الكهرباء، فضلاً عن معاناة المنطقة من غرق مياه الصرف الصحي أمام البيوت، وتواجد انهيارات داخل المنازل وسقوط الأسقف بالكامل.

ومن جانبه، رد رئيس حي المنتزه ثان اللواء عادل سلامة، بأنه تم حصر 40 منزلًا يحتاج إلى قرار إزالة، وهناك شركة من المجتمع المدني مستعدة لترميم المنازل، إلا أن الأمر يحتاج إلى معاونة الأهالي، وذلك عقب شائعة أن تلك الشركة تريد أخذ منازل الأهالي، وتحويل المنطقة إلى مشروع سياحي.

وأضاف أن الحي حصر المنازل المطلوب ترميمها، كي يتسلمها السكان للبدء في أعمال الترميم، إلا أن الأهالي رفضوا تسليمها، لأنهم لا يملكون أموالًا لترميمها، مؤكدًا أنه يحاول إقناع الأهالي بأن تتولى الشركة المشروع، والشركة مشددة على أن تعمل بشكل سليم، وألا تبدأ في العمل قبل أن يتسلم الأهالي قرارت الإزالة، مشددًا على ضرورة التوافق توفيرًا للوقت.