"تراث سينمائي في خطر".. ندوة على هامش أيام قرطاج السينمائية (صور)

أقيمت منذ قليل فعاليات الندوة الدولية "تراث سينمائي في خطر" وذلك إحتفالًا بخمسينية مهرجان أيام قرطاج السينمائية، بالاشتراك مع المؤسسة التونسية للعلوم والآداب والفنون "بيت الحكمة"، وبمشاركة الفيدرالية الإفريقية للسينمائيين. 

وتُعتبر عملية صياغة وتنفيذ سياسة لحماية التراث السينمائي في أفريقيا والعالم العربي وصونه من المشكلات المستعصية، ومن الواضح أن حلّ هذه المشكلة المزمنة ظل مطلبًا لم يتجاوز نطاق التمني ومنالًا مستعصي التحقيق وتحديًا ضخمًا لابدّ من مواجهته. 

ويأتي الهدف من الندوة الإستفادة من الخبرات المتراكمة لدى صناع السينما أنفسهم، الذين يواجهون، في سياق تعاملهم اليومي مع المادة السينمائية، وتسعى الندوة إلى تعميق التفكير في المسألة من كافة جوانبها، وفقًا لعدة محاور وموضوعات، منها تقييم الحالة الراهنة، وأية مقاربة نختار، هل المقاربة الوطنية أو الاقليمية أو مقاربة تمزج بين هاتين المقاربتين. 

أيضًا، هياكل الترميم التي يتعين علينا ارساؤها، والحلول "التقنية" التي يجب اعتمادها لحل المشاكل المحددة التي تطرحها عملية ترميم للحوامل الفلمية والنموذج الاقتصادي القابل للاستمرارية الذي يجب اعتماده بالنسبة لمؤسسات الحفاظ على التراث السينمائي الأفريقية والعربية التي يتعين احداثها، والرهانات "الثقافية، السياسية" لعملية حفظ التراث الفيلمي في العالم العربي وأفريقيا.

وتم تنظيم الندوة على يومين وأدار جلسة اليوم الأول السيد أبوبكر صونوقو، وشارك فيها خوزي مانوال كوستا، مدير السينيماتاك البرتغالية، متحف السينما، ومحافظ السينماتاك الملكية ببلجيكيا كريستوف دوبان، والمدير التنفيذي للفيدرالية الدولية لأرشيفات الأفلام، وأبو بكر صانغو.

وتحدث في المحور الثاني، ريتي بان، وهو مخرج وموثق كمبودي، وعبد السلام بوطيب، رئيس مركز الذاكرة المشتركة للديمقراطية والسلم، ومدير المهرجان الدولي لسينما الذاكرة المشتركة، وخديجة حابشنة، منسقة برنامج المحافظة على صندوق الدعم القديم للأفلام الفلسطيني. 

وأدار جلسة اليوم الثاني السيد هشام بن عمّار، وتحدث فيها سيسيليا سنسياريلي سينيماتاك بولونيا، إيطاليا قاهيتي فوفانا، وهو مخرج ومسؤول عن مشروع مركز الموارد السمعية البصرية بغينيا، وتسوقو ماري ناتاج، من جامعة ياوندي، قسم التاريخ، وأحمد بجاوي، أستاذ جامعي بكلية الاتصالات بالجزائر العاصمة 3 مدير فنّي بالمهرجان الملتزم بالجزائر ورئيس صندوق مساعدة السينما الجزائرية وأحد روّا السينيماتاك الجزائرية. 

كما شاركت ليا موران، باحثة مستقلّة ومفوضة معارض ومديرة ورشة الملاحظ، فن وبحث بكازابلانكا، وخالد عبد الجليل، يدرّس بالمعهد الأعلى للسينما منذ 2006 "قسم السيناريو"، ومكلّف بالتحضير لمشروع الحي السينمائي الذي من أهدافه المحافظة على التراث السينمائي المصر، وهشام بن عمّار، باحث ومشرف على مشروع "قوافل الوثائقيات" الذي ينشد بثّ قيم المواطنة عبر الوثائقيات. 

كما تشارك المخرجة السودانية سارة جاد الله جبارة، بتقديم فيلم عن والدها جاد الله جبارة، وهو أحد رواد السينما السودانية، وأكثر السينمائيين غزارة في الإنتاج، وثّق تاريخ السودان منذ استقلاله في منتصف الخمسينات ولغاية وفاته في 2008، وكان له دور في نشأة السينما الأفريقية وتمثيلها في المحافل الدولية.