الذكرى الـ 60 لمؤامرة العدوان الثلاثي على مصر.. مولد المنطقة العربية ونهاية قبضة الاستعمار

تقارير وحوارات

ذكرى العدوان الثلاثي
ذكرى العدوان الثلاثي - أرشيفية




تحل اليوم الذكرى الستون لبداية العدوان الثلاثي على مصر، التي كانت نقطة تحول في تاريخ منطقة الشرق الأوسط، إذ أنهى قبضة الاستعمار الفرنسي البريطاني على المنطقة.

60 عاما.. على حرب شنتها كل من بريطانيا وفرنسا وإسرائيل على مصر، إثر قيام الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بتأميم قناة السويس، وكانت كل من بريطانيا وفرنسا قد اتفقتا مع إسرائيل على أن تقوم القوات الإسرائيلية بمهاجمة سيناء وحين يتصدى لها الجيش المصري تقوم بريطانيا وفرنسا بالتدخل وإنزال قواتهما في منطقة قناة السويس ومحاصرة الجيش المصري. 


هجوم إسرائيل على سيناء
نفذت إسرائيل هجومها على سيناء ونشبت الحرب، فأصدرت كل من بريطانيا وفرنسا إنذاراً بوقف الحرب وانسحاب الجيش المصري والإسرائيلي لمسافة 10 كيلو متر من ضفتي قناة السويس مما يعني فقدان مصر سيطرتها على قناة السويس وبعد رفض مصر نزلت القوات البريطانية والفرنسية في بور سعيد ومنطقة قناة السويس إلا أن الجيش المصري لم يحاصر لأن قطاعاته كانت قد انسحبت. 

وكان واضحًا أن ما حدث هو مؤامرة بين الدول الثلاث فأصدر الاتحاد السوفيتي إنذارًا  بضرب لندن وباريس وواشنطن وتل أبيب بالصواريخ الذرية وأمرت أمريكا بريطانيا وفرنسا بالإنسحاب الفوري من الأراضي المصرية وانتهت الحرب بفضيحة كبرى وخرج عبد الناصر منتصراً سياسيًا ظاهريًا ولكن العدوان قد حقق أحد أهدافه بنشر قوات طوارئ دولية في سيناء.


مؤامرة ثلاثية
وانتهزت إسرائيل الفرصة عندما تلاقت مقاصد الاستعمار الغربي مع مقاصدها بمناسبة تأميم حكومة الثورة لشركة قناة السويس في يوليو 1956ميلادية، واتفقت على مؤامرة مع كل من إنجلترا وفرنسا، وبدأت القوات الإسرائيلية تهاجم الحدود المصرية في 29 أكتوبر 1956ميلادية، وانذرت الدولتان الاستعماريتان كلا من مصر وإسرائيل بوقف القتال على أن تقف قوات كل منهما على بعد أميال قليلة من جانبي قناة السويس، ولما رفضت مصر الإنذار هاجمت القوات الاستعمارية الإنجليزية والفرنسية منطقة القناة لتطويق الجيش المصري في سيناء.


تدخل الأمم المتحدة الأمريكية
 لكن القيادة المصرية فوتت عليهم هذا الغرض فارتدت وأخلت سيناء حيث تقدم الجيش الإسرائيلي واحتلها، استمر الفدائيون من رجال الجيش بالإشتراك مع الشعب في قتال القوات الإستعمارية في بور سعيد، وتدخلت الأمم المتحدة ونددت بالعدوان الثلاثي على مصر وطالبت المعتدين بالانسحاب وضغطت الولايات المتحدة على كل من إنجلترا وفرنسا، كما هدد الاتحاد السوفيتي الدول المعتدية، بالإضافة إلى ثورة العمال المتعطلين في إنجلترا وفرنسا ضد حكومتهما بسبب ما تعرضوا له من البطالة، وبذلك فشل الاعتداء واضطرت الدول المعتدية سحب قواتها بعد أن وافقت مصر على قرار الأمم المتحدة بوجود قوة طوارئ دولية على الحدود الفاصلة بين مصر وإسرائيل، وفي منطقة شرم الشيخ.


فضيحة كبرى للعدوان
وانتهت الحرب بفضيحة كبرى، وفشلت طلعات طائرات "الكانبرا" البريطانية والطائرات "F- 84" الفرنسية، في تحقيق أهداف حرب السويس.

وانفردت تلك الحرب أيضا عن سائر الجولات التي سبقتها أو أعقبتها بأنها كانت الوحيدة التي اشتركت فيها قوات مسلحة من خارج منطقة الشرق الأوسط ، ما أدى إلى تعدد اتجاهات العدوان التي اشتملت أيضاً على كل أوجه المعركة الحديثة للأسلحة المشتركة من تقدم إلى أرض المعارك، وهجوم ودفاع، وانسحاب منها، فضلاً عن الغزو البحري، والاقتحام الجوي الرأسي، والقتال الجوي والبحري المنفرد، والعمل الفدائي النشط.