عندما أذدهرت الماسونية في مصر

منوعات

بوابة الفجر




يصف الماسونيون أنفسهم  بأنها أصحاب مجموعة من العقائد الأخلاقية مثل الحب الأخوي والحقيقة والحرية والمساواة، ويحيط بمفهوم الماسونية وطقوسها وتعاملاتها قدر كبير من الغموض والسرية، لكن السنوات الأخيرة جعلت قادة الحركة يدركون أن كل هذا الغموض ليس في صالح الماسونية، وأن السرية التي كانت ضرورية في البدايات تم استعمالها لنشر الكثير من نظريات المؤامرة حول الحركة التي بلغت ذروتها في مصر في حقبة الأربعينيات ، وكانت أغلب الصحف المصرية في هذه الفترة تذخر بأخبار المحفل الماسوني الذي كان يضم شخصيات بارزة في المجتمع المصري 
كان من هذه الشخصيات راغب باشا مؤسس النادي الأهلي الذي توجد له صورة شهيرة وهو يرتدي الزي الماسوني ،و الجدير بالذكر أنه حتى 1845 كان الماسونيون المصريون يخافون المجاهرة بالانضمام للمحافل الماسونية، حتى أنشئ محفل الأهرام بالإسكندرية، وانضم له كبار الأدباء والنبلاء وعلية القوم، ولم يعارض تواجده شعب أو سلطة، ما ساعده على النمو وتقوية مجموعة أعضاءه وتعزيز مكانته، حتى أنه انضم إليه أمراء من الأسرة العلوية الحاكمة لمصر حينها، أهمهم الأمير محمد عبد الحليم بن محمد علي باشا ووصل عدد أعضاءه لـ1000 عضو، وكان أكبر وأهم المحافل الماسونية التي نشأت في مصر.
وصلت المحافل الماسونية للشرقية والدقهلية وامتدت لبورسعيد والإسماعيلية والسويس بخلاف القاهرة والإسكندرية
تأسست بعد ذلك الهيئة الماسونية المصرية الحديثة، عام 1876، وأصدر عنها أول دستور ماسوني لجميع المحافل المصرية، عام 1885، الأمر الذي أصبحت بعده الماسونية المصرية مشهورة بين المحافل العظمى.
انتخب الخديوي توفيق الرئيس الأعظم للمحفل الأكبر الوطني المصري عام 1887، وشغله بعده إدريس بك راغب، رئيس الوزراء وقتها.
استمر ازدهار الماسونية وتعاليمها في مصر، في نهاية القرن الـ19، وتزايدت أعداد المحافل الماسونية بكل طرقها، ونظم المحفل الأكبر الوطني المصري 3 احتفالات دعى إليها مشاهير وأساتذة الماسونية في العالم كله، أحدها كان احتفالًا بزيارة الرئيس الأعظم الماسوني في شيكاغو لمصر.
في النصف الثاني من القرن الـ20 وتحديدًا بعد ثورة يوليو، بدأ الهدوء يسود المحافل الماسونية المصرية، وبدأ الأعضاء ينسحبون لتوتر أحوال البلاد، إلا أن المحفل الوطني المصري ظل على نشاطه حتى توقف نهائيًا واختفى معه كل ما يمت للماسونية بشكل ظاهر للشعب والسلطة عام 1964، بعد أن رفضت السلطات المصرية تسجيل المحفل في وزارة الشؤون الاجتماعية لعدم تقديمهم سجلًا بأهداف ونشاط المحفل، وبالتالي خروجهم من مظلة قانون الجمعيات الأهلية.
و بحسب الوثيقة فأن المحفل الماسوني كان يقوم بطباعة أستمارات عضوية من أجل انضمام الأعضاء الجدد وهذه هي تفاصيل أحد هذه الأستمارات 
جنة المؤقتة 
تكوين هيئة ماسونية مستقلة 
وإنشاء دار ماسونية جديدة شرق الأسكندرية
 طلب إنضمام من السيد : إبراهيم محمد عبد الرحمن 
الدرجة الماسونية : الأولى 
المهنة : موظف بالسكة الحديد 
السن : 35  العنوان : شارع سوق الطباقية نمرة 14
وبعد التحريات اللازمة  وقبول العضو الجديد كان عليه أن يؤدي قسماً خاص ،هذا هو نصه : 
 (أقسم بشرفي بلا مواربة أن أحافظ على قسمي هذا ، و أتودد إلى أخوتي أعضاء محفلي و أساعدهم و أساندهم و أعاونهم على احتياجاتهم ، و أواظب على الحظور في جلسات المحفل بقدر استطاعتي ، و أحافظ على طاعة و قانون المحفل الأكبر ، و إن حنثت في يميني أكون مستحقا لقطع عنقي و استئصال لساني ، و إلقاء جثتي لطيور السماء و لحيتان البحر و إني أرضى بأن تعلق جثتي في محفل ماسوني لأضحى عبرة للداخلين من بعدي 
إني أقسم بمهندس العالم الأعظم أني لا أفشي أسرار الماسونية ، و لا علاماتها و لا ملامساتها و لا أقوالها و لا تعاليمها و لا عاداتها و إني أصونها مكنونة في صدري إلى الأبد ، ثم إني أعد و أقسم باسم مهندس الكون بأني لا أخون عهد الجمعية و أسرارها لا بالإشارة و لا بالكلام و لا بالحركات