"ابن حميد": الوسطية ليست شعاراً والمعلم محورها الأول

السعودية

السعودية - أرشيفية
السعودية - أرشيفية


وصف المستشار بالديوان الملكي وعضو هيئة كبار العلماء وإمام الحرم المكي الشيخ صالح بن حميد، المعلم، بأنه "محور الوسطية" مبيناً أنه "متى ما كان المعلم وسطيا فإننا سننعم جميعاً بالوسطية، وذلك لأنه القدوة ومربي النشء الذي يجب أن يتعامل من خلال مهنته ورسالته التربوية بالمنهج الوسطي القويم".

 

وأكد "ابن حميد" أثناء لقائه قيادات التعليم في الإدارة العامة للتعليم في منطقة عسير لتنفيذ مبادرة "تطبيقات المنهج الوسطي في التعليم" مساء أمس بفندق قصر أبها، أن الوسطية الدينية والفكرية في الإسلام تعني الأعدل والأمثل، وليس بالمفهوم العام الذي درج عند العامة بأنه الوسط بين طرفين، مستعرضاً عدداً من مظاهر الوسطية الدينية والفكرية التي تتمثل في: الاعتدال، والمرونة، والتدرج، والوسطية، والتيسير، وغيرها، مشيراً إلى أن الدين الإسلامي وسطي في كل ما جاء به، وأنه دين يتماشى مع مقتضيات حاجة الإنسان ومتطلبات المكلف في كل عصر، وفي كل مصر.

 

وشدد "ابن حميد" على أن "الوسطية ليست شعاراً يردد، وإنما هي ممارسة وعمل وواقع حياة"، مطالباً بعدم اختبار وسطية الآخرين والانشغال بها، وإنما الاجتهاد ليكون كل فرد وسطياً بذاته، مشيراً إلى أن "الدين ليس بالتحلي ولا بالتمني، وليس كل من يدعي شيئاً حصل له بمجرد دعواه، وليس كل من قال إنه الحق سمعنا له حتى يكون له من الله برهان".

 

واعتبر "ابن حميد" استهداف الدين، ولاسيما في وقتنا الحاضر، والحروب التي تثار في منطقتنا، واستنبات القاعدة وداعش، وإلباسهما ثياب الدين الإسلامي، ووصفها بألقاب إسلامية مثل الدولة الإسلامية وغيرها، يأتي من باب علم أعدائنا بأن الدين الإسلامي هو الدين غير القابل للذوبان، ومن هنا فإن الاستهداف هو الإسلام الحق.

 

ودعا إلى عدم إلزام الناس بطريقة واحدة أو نمط واحد من أنماط البر أو فعل الخير، مؤكداً أن هذا يحتاج إلى ثقافة كاملة عندنا؛ لأن فهمنا للبر والخير والدين منقوص، وذلك لأن مفهومنا يقتصر على المظاهر الخارجية المتعلقة بالأعمال الظاهرة في الدين، وهذا مفهوم خاطئ.

 

ودعا "ابن حميد" إلى ضرورة اتساع الصدور لاستيعاب المخالف، مشيراً إلى أن المجتمع بأمس الحاجة إلى ذلك في وقتنا الحاضر، وإلى اختبار النفس، محذراً في الوقت ذاته من التعصب للرأي ونسف الآخر، ومؤكداً على أن كل فرد يمتلك حق المناقشة وإبداء الرأي، ولكن يجب أن نعي أنه من حق الآخر ألا يقبل هذا الرأي، وهذا ما نسعى للوصول له من أرضية مشتركة للحوار.

 

بدوره، أكد مدير عام التعليم في منطقة عسير جلوي بن محمد آل كركمان، في كلمة له بهذه المناسبة، أن "اللقاء يأتي ضمن مشروع رائد يهدف إلى حماية أبنائنا وبناتنا الطلاب والطالبات من الانحراف والفكر الضال، من خلال العمل على ترسيخ القيم الإسلامية الفاضلة في نفوس الناشئة، المتمثلة في الوسطية وتعزيز الولاء لهذا الوطن والانتماء له ولقيادته، والحفاظ على مكتسباته وتنميتها وتطويرها، إضافة إلى تمكين أبنائنا وبناتنا من بناء الشخصية المتزنة القادرة على مواجهة التحديات، للعيش والعمل في عالم يتسم بالتغير المستمر، من خلال إكسابهم مهارات القرن الحادي والعشرين، من خلال التفكير الناضج، وتعزيز مهارات الاتصال، واحترام الآخر، وتقدير الاختلاف".

 

وثمن "آل كركمان" جهود القائمين على إنجاح البرنامج من مجلس أمناء فطن بوزارة التعليم، والشؤون التعليمية بتعليم المنطقة، وتقنية المعلومات والعلاقات العامة، وإدارة الإعلام التربوي، ومنسق برنامج فطن.

 

وقد عقد اللقاء في إطار الشراكة القائمة بين الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء وبرنامج " فطن"، وشهد حضوراً كبيراً من منسوبي ومنسوبات العليم في المنطقة، وحظي بمداخلات منوعة من الحضور تركزت في مجملها على مناقشة أساليب بناء الفكر المعتدل لدى الطلاب والطالبات، والحرص على غرس مفاهيم القيم الفكرية في المؤسسات التعليمية، وبناء شخصيات مستقلة وقوية تعتز بدينها وقيمها، وتمتلك فكراً وسطياً معتدلاً.