مواطنون بـ"المكس" يناشدون محافظ الإسكندرية بتوفير أماكن بديلة بعد انهيار منازلهم (فيديو وصور)

محافظات

منطقة المكس
منطقة "المكس"


بيوت مهشمة بين أزقة تشبه فى تفاصيلها للقبور، وجوه طاعنة رغم شبابها تبرز بين تفاصيلها هموم الحياة، أطفال يلهون ويلعبون فى أزقتها ويتمسكون بإبتسامة الحياة، أكشاك ذات أسقف خشبية تمتلئ بالعائلات وسط إنتشار للزواحف والفئران، وضع مادى سيئ وإنتشار للإهمال ومسؤولون غير مدركين لكارثة أوشكت القدوم.

هكذا يعيش أهالى منطقة "المكس" الواقعة بالقرب من الميناء الغربى بمحافظة الإسكندرية، هذه المنطقة التي امتازت بمياه بحرها المالحة وتستخرج منها أفضل أنواع الأسماك والتي هي مصدر رزق أهلها التى لا يعرفون غيرها، أصبحت المنطقة تعاني من إهمال كبير من مسؤولى محافظة الإسكندرية وحى العجمى، من الوضع المزرى التى أصبحت عليه المنطقة، وخاصة فى البيوت التى أصبحت جميعها مهشمة وعلى وشك الإنهيار، والتى تعود عصرها إلى القرن الـ19.

منطقة "المكس" التى قد شهدت فاجعة مؤسفة منذ فترة ليست بالبعيدة بعدما لنهارت 3 عقارات وتسببت فى مكوث الأهالى فى الشوارع، لم يتدخل الأجهزة المسؤولة لتعويض أهالى العقارات المنهارة حتى هذا اللحظة، ولم يتم وضع حل جذرى للقضاء على خطر الموت الذى يلحقهم من وقت للأخر، والذى تمثل فى العشرات من المنازل الأخرى التى تهشمت لانقضاء عمرها الافتراضى، وقد إضطرا البعض من قاطنيها لترك هذا العقارات خشية انهيارها فوق رؤسهم، وأصبحت قنبلة موقوتة تهدد حياة أهالى المنطقة خاصة بعد استمرار مسلسل الانهيارات الجزئية فى العقارات بالمنطقة، وانتشار الكثير من الأطفال فى الشوارع أسفل هذه العقارات، وخشية الأهالى من تجاهل المسؤولين لهذا الكارثة حتى قدوم موسم الشتاء.

رزق على إمام - أحد أهالى المنطقة - تحدث لـ"الفجر" قائلًا: "المنطقة تعاني من إهمال كبير من قبل المسؤولين وكأننا لسنا على خريطتهم، العديد من البيوت المهشمة بالمنطقة لجأ أهلها إلى تركها خوفًا على حياتهم وحياة أبنائهم، وإلى هذا اللحظة لم نعرف عنهم شئ من أجل الوصول إليهم لمناشدتهم بهدم هذا المنازل، كما أن العديد من المنازل مهشمة ويتواجد بداخلها مواطنين ونظرًا للحالة المادية الصعبة لم يتمكنوا من الخروج من المنطقة للمكوث فى منزل آخر".

وأضاف على: "البيوت تنهار من حين إلى أخر وأخرها إنهيار 3 منازل فى وقت واحد بسبب انفجار فى أنبوبة غاز، والأهالى حتى هذا اللحظة يجلسون فى الشوارع وأخرون عند أقاربهم، وذلك رغم وعود المسؤولين بالتدخل وإنقاذ هؤلاء الاشخاص وإرسال الحى لجنة لمعاينة العقارات ولكن دون أى جدوى تذكر حتى هذا اللحظة".

وأوضح عمر أحمد طه - 67 عامًا، "المكس كان يعيش فيها العديد من الجنسيات الغربية وخاصة اليونانية ولكن من وقت لآخر بدأ أهالى الإسكندرية يسيطرون على المنطقة بأكملها ويعيشون فيها، إلى أن أصبحت الحالة العمرية لجميع عقارات المنطقة انتهت نظرًا لإنشائها منذ أكثر من 100 عام، ومن ضمنها لوكاندة شهيرة كانت أمام سواحل المكس مباشرة، وتحولت بعد ذلك إلى منزل فيه العديد من الأسر ولكن اضطرا أهالي المنزل من الخروج منه بسبب الانهيارات التي شهدها من فترة إلى أخرى حتى أصبحت مهجورة ولا نعرف عن أصحابها شيء".

وأوضحت نوال صابر صالح - 70 عامًا، "أقطن فى عقار مساحته 60 متر وسقفه من الخشب وكنت أعتمد على مساعدات أصحاب الخير لى، ولكن حينما انفجرت منذ فترة قريبة أنبوبة غاز تسببت فى خراب بيتى، وأصبحت أعيش عند بعض أهالى المنطقة وحتى الملابس أصبحت أستلفها من السيدات بعدما انهار عليها بيتي".

وأضافت السيدة، "تقدمنا بالكثير من الإستغاثات إلى المسؤولين من أجل المساعدة فى ترميم منزلى لأنها قد مضى عليه الكثر من الأعوام ولم يستجب إلينا أحد، ولم نرى شيء فعلي على أرض الواقع فكل ما ناخذه من المسؤولين هو وعود وهمية فقط لا غير، حتى الرحمة أصبحت منعدمة من قلوبهم".

وتابع أحمد عبدالله - 39 عامًا، "أصبحنا فى تعداد الموتى بسبب ما نراه يوميًا من إنهيارات فى البيوت، أصبحنا نحجب أماكن كثيرة عن أطفالنا للهو واللعب فيها كمثل غيرهم من الأطفال لتخوفنا من سقوط أى من المبانى عليهم، أنا أعمل صياد على مركب أحد الأشخاص ورزقى بضع جنيهات يوميًا ولو لاقدر الله إذا حصل شئ فى أولادى لم أتمكن من معالجتهم، ولو كنت أستطع توفير مبلغ كنت خرجت من هنا والسكن فى إيجار حديث، ولكن الله وحده يعلم بحال أهالى المنطقة".

وطالب عبد الله، المسؤولين ومحافظ الإسكندرية شخصيًا لتوفير مساكن بديلة لهم فى منطقة المكس، وذلك لعدم تمكنهم من الخروج إلى منطقة أخرى بسبب مصدر رزقهم المتمثل في مهنة الصيد، وذروة الاهتمام بالمنطقة على غرار الشكلي الجمالي التي أصبحت عليه منطقة غيط العنب بعد تدخل الجيش وبناء وحدات سكنية جديدة للأهالي في نفس منطقتهم.