"السلفية".. أزمة تهدد العلاقات المصرية السعودية.. بطلها "شيخ الأزهر"

تقارير وحوارات

الدكتور أحمد الطيب
الدكتور أحمد الطيب - شيخ الأزهر



 
تجاهل "السعودية" في مؤتمر أهل السُنة والجماعة يفجر غضب المملكة
 كريمة: الوهابية السعودية يسعون لاحتكار مصطلح أهل السُنة والجماعة
السعوديون: مؤتمر أهل السُنة يحتم علينا تغيير تعاملنا مع  مصر
 

يبدو أن أزمة سياسية جديدة بدأت تطفوا على السطح بين "مصر والسعودية" بطلها الأزهر الشريف، بسبب حضوره مؤتمر الشيشان، الذي أقيم في العاصمة "جرزوني" تحت عنوان "من هم أهل السنة والجماعة؟".
 
 
هدف المؤتمر إلى التعريف بمن هم أهل السُنة والجماعة من أجل منع أي جماعة من اختطاف هذا الاسم كالمتطرفين إذ أكد المؤتمر أن أهل السُنة هم الأشاعرة والماتريدية في الاعتقاد والمذاهب الأربعة وأهل التصوف.
 
 
تجاهل "السعودية" يفجر الأزمة
 
أثارت الزيارة غضبا كبيرًا بين السلفيين، نظرًا لما اعتبروه أن الزيارة استثنت التيارات السلفية من أهل السُنة والجماعة ولم يتم دعوة المملكة العربية السعودية وعدد من دول الخليج في هذا المؤتمر الذي كانت تغلب عليه الطبعة الصوفية بحسب زعم الناقدين.
 
بالإضافة إلى إصدارهم بيانا أعربوا من خلاله عن اتفاقهم على وصف أهل السُنة والجماعة بأنهم هم "الأشاعرة والماتريدية في الاعتقاد وهم أهل المذاهب الأربعة في الفقه وأهل التصوف"، في حين تجاهلوا  إضافة "أهل الحديث.
 
وشارك في هذا المؤتمر، وفدًا مصريًا برئاسة شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، ضم كلا من شوقي علّام مفتي مصر، وعلي جمعة، وأسامة الأزهري مستشار الرئيس السيسي.

 
كريمة: الوهابية السعودية يسعون لاحتكار مصطلح أهل السُنة والجماعة
 
الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الشريعة في جامعة الأزهر، شن هجومًا على تصرفات السعودية، وقال إن المتسلفة الوهابية يسعون لاحتكار مصطلح أهل السنة والجماعة ويشكون في غيرهم.
 
وأضاف كريمة في تصريح خاص لـ"الفجر"، أن مشايخ السعودية في مصر والكويت يحكمون على الأزهر بفساد العقيدة أي بالكفر ويطعنون في الأشاعرة.
 
وعن سر اختيار الشيشان لهذا المؤتمر قال كريمة: "لإعلاء مصطلح أهل السنة والجماعة لأنها تقع وسط آسيا بسبب تغول الفكر السلفي الوهابي وانتشار المنضمين للقاعدة وطالبان والدواعش وأن أكثر من ثلثي ثقافة هذه المنطقة سارت أرض خصبة للإرهاب ومن هنا جاءت زيارة الأزهر لتصحيح الأفكار والمفاهيم ووضع النقاط على الحروف.
                           
ولفت إلى أن السلفية الوهابية استشاطوا غضبا لأنهم أحسوا أن العالم لا يخدع بادعائهم. وعلى الأزهر أن يتصدي للفكر الوهابي المتطرف.

 
الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية: زيارة الأزهر للشيشان لأجل مواجهة الإرهاب والعنف والقتل باسم الدين
بينما قال الدكتور محيي الدين عفيفي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية إن "زيارة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب لجمهورية الشيشان جاءت علامة فارقة في تاريخ هذا البلد الذي خرج رئيساً وقادةً وشعباً ليعبر عن فرحته بمقدم شيخ الإسلام والمسلمين".

وأضاف عفيفي في تصريح صحفي، أن تلك الزيارة جسّدت عالمية الأزهر ورسالته التي ينشرها في العالم من خلال تعليم الوافدين وتقديم المنح الدراسية لهم، ودور مبعوثي الأزهر في مختلف أنحاء العالم. كما أنها تأتي في إطار الدعم الخارجي الذي يقدمه الأزهر للمسلمين في العالم لأجل مواجهة الإرهاب والعنف والقتل باسم الدين وتكفير المسلمين واستباحة دمائهم وأموالهم وأعراضهم
 
السعوديون يهاجمون حضور مؤتمر الشيشان
 
على الجانب الآخر شن السعوديون هجمومًا شرسة على من حضروا مؤتمر الشيشان، فقال الأمير السعودي، الدكتور خالد آل سعود في تصريح له: "مؤتمر الشيشان .. كيف يكون مؤتمرا لعلماء المسلمين ويحضره " الحبيب الجفري " وأمثاله؟!.. رحم الله العُلماء الربانيين كأبن باز وإبن عُثيمين".
 
فيما علق الكاتب السعودي محمد آل الشيخ، على صفحته الرسمية على موقع  التغريدات القصيرة "تويتر" قائلاً: "مشاركة شيخ الأزهر بمؤتمر غروزني الذي أقصى المملكة من مسمى أهل السنة يحتم علينا تغيير تعاملنا مع  مصر فوطننا أهم ولتذهب مصر السيسي إلى الخراب"، على حد نص التغريدة.
 
وأضاف آل الشيخ فى تغريدة أخرى "كنا مع السيسي لأن الإخوان والسلفين المتأخونين أعداء لنا وله، أما وقد أدار لنا ظهر المجن في قروزني وقابلنا بالنكران فليواجه مصيره منفردًا".
 
 إرهاصات أزمات مصرية سعودية
 
جدير بالذكر أن المملكة من أكثر دول الخليج الداعمة للنظام بعد 30 يونيه، وخاصة السعودية، التي لم تكف يدها عن مساعدة مصر، ودعم الرئيس السيسي الذي أطاح بأعدائهم "الإخوان"،  وكانت آخر المساعدات التي دعمت بها السعودية مصر، منحة الـ 2.5 مليار دولار، والتي تسلمت منها مصر الدفعة الأولى في مايو الماضي، وتتسلم الدفعة الثانية في يناير 2017 حسبما أعلنت الدكتورة سحر نصر وزيرة التعاون الدولي.