من سيخلف كريموف في رئاسة أوزبكستان؟

عربي ودولي

رئيسة أوزبكستان
رئيسة أوزبكستان


أعلنت مصادر دبلوماسية في أوزبكستان عن وفاة الرئيس إسلام كريموف إثر جلطة دماغية أدخلته المستشفى وأبعدته نحو أسبوع عن المسرح السياسي.

وفاة كريموف دفعت المحللين والخبراء والسياسيين إلى الدخول في دوامة تكهنات وتوقعات حول من سيخلف الرجل الذي حكم أوزبكستان بشكل صارم على مدى عدة عقود( تولى قيادة الجمهورية في 1989). 

ويدور الحديث عن وجود ثلاثي من الخلفاء المحتملين وهم: رئيس هيئة أمن الدولة إينوياتوف ورئيس الحكومة ميرزيايف ووزير المالية عظيموف الذين يمسكون بأيديهم مجالات الأمن والسياسة الداخلية والخارجية والاقتصاد، وقد يصبح أحد الثلاثة زائدا عن اللزوم ويتحول الثلاثي إلى ثنائي. وفي كل الحالات يجب عليهم الاتفاق فيما بينهم على الشخص الذي سيشغل منصب الرئيس.

وقبل التعرف على كل من الثلاثة الآنفين الذكر بالتفصيل يجب القول إن بعض الخبراء يشبهون أوزبكستان بكوريا الشمالية فيما يتعلق بتركيز السلطة في يدي شخص واحد وفيما يتعلق بانعدام الحريات العامة وأي شكل للمعارضة وانعدام أي معلومات رسمية عن السلطات الرسمية في هذه الدولة.

وكمثال على ذلك يمكن تذكر أن رئيس الوزراء الحالي شوكت ميرزيايف استلم منصبه هذا في 2003 ولكن صورته في وسائل الإعلام ظهرت فقط بعد مرور 3 سنوات. السلطة في أوزبكستان في عهد كريموف لم تكن الود لوسائل الإعلام.

 ولعل الوضع المتوتر في الدول المجاورة للجمهورية مثل أفغانستان وطاجكستان وقرغيزيا قد يفسح المجال لتعاظم القوى الإسلامية المتطرفة في الجمهورية، وزيادة الاختلافات والنزاعات العرقية والإقليمية، واحتدام المواجهة بين مختلف الجماعات المسيطرة على السلطة بل وحتى اندلاع حرب أهلية.

 ومن نافل القول إن أسباب اندلاع الاضطرابات والتمرد الاجتماعي موجودة في أوزبكستان خلال كل الفترة التي تلت انهيار الاتحاد السوفيتي وإعلان استقلال الجمهورية (مستوى المعيشة خلال كل هذه الفترة كان متدنيا جدا وكانت السلطات دائما تقمع أي محاولة للاحتجاج بشكل قاس جدا. كريموف لم يكن  يشعر بأي حرج خلال اختياره لوسائل قمع الاضطرابات ومنع أي نشاط  مدني. وكمثال على ذلك يمكن ذكر قمعه للتمرد في أنديجان عام 2005، الذي أسفر عن قتل العشرات من المحتجين).

الخلفاء المحتملون 3.

يعتبر رئيس المخابرات الحالي رستم إينوياتوف (من مواليد 1944) الأقوى والأوفر حظا.

تخرج  إينوياتوف من كلية الدراسات الشرقية بجامعة طشقند الحكومية، تخصص في "الدراسات الإيرانية". يتقن، بالإضافة إلى الأوزبكية اللغات الفارسية والروسية والإنجليزية.

وبعد تخرجه، اختار الخدمة في الجيش، حيث انضم إلى صفوف "كي جي بي" ومنذ ذلك الحين باتت حياته ترتبط بشكل وثيق بالأجهزة الأمنية والمخابرات.

ترأس إينوياتوف هيئة الأمن القومي في أوزبكستان قبل أكثر من 20 عاما. وتمكن في عام 1995 من تصفية الجهاز الأمني المنافس لمؤسسته وهو إدارة الاستخبارات العامة في القوات المسلحة. وبعد قمع التمرد في أنديجان، تخلص إينوياتوف من منافسه الرئيس، وزير الداخلية زاكير الماتوف.

أهم الأوراق الرابحة المتوفرة في يد قائد المخابرات الحالي هو وجود "جيش خاص" لديه، يضم أفضل الوحدات القتالية في القوات المسلحة ومن بينها لواء التدخل السريع الذي يضم 5 آلاف مقاتل وكذلك قوات حرس الحدود والأسطول الحربي النهري وفرقة القوات الخاصة. وكذلك كان رئيس المخابرات يسيطر من خلال رجاله الموجودين في القصر ورئاسة الجمهورية، على كل اتصالات رئيس الجمهورية مع رؤساء المناطق والوزارات.

أحد أهم الدلائل على قوة رستم إينوياتوف هو تغلبه على الابنة الكبرى للرئيس كريموف وتسبب ذلك بمصادرة كل أعمالها وحبس المقربين منها.

رئيس المخابرات وعلى الرغم من وجوده في هرم السلطة منذ أكثر من 20 عاما لم يكن يظهر للعلن ولا توجد له صور رسمية حتى الآن.

المرشح الثاني هو رئيس الوزراء شوكت ميرزيايف( 59 عاما) الذي يملك حظا كبيرا في خلافة كريموف على الرغم من عدم حب الجمهور له.

عمل المذكور في منصب حاكم مقاطعة سمرقند وكان كريموف يكلفه بعد قدومه الى طشقند بتنفيذ الأعمال الأقل شعبية. رئيس الوزراء من خريجي معهد الري (اختصاص مهندس ميكانيك) وبقي فترة طويلة يشرف على حصاد القطن.

يقال إنه عصبي المزاج وطالما استخدم الضرب والكلمات النابية ضد مرؤوسيه "تفيد بعض الإشاعات بأنه ضرب أحد رؤساء الجامعات ضربا مبرحا لأن الأخير رفض السماح للطلاب بالمشاركة في جمع محصول القطن وهو ما تسبب بوفاته.

يشير البعض الى وجود علاقات أعمال وبزنس مشترك بين رئيس الحكومة ورئيس المخابرات في أوزبكستان.

المرشح الثالث وزير المالية في أوزبكستان رستم عظيموف وهو نجل العالم الشهير سوديك عظيموف. بدأ رستم عظيموف حياته المهنية بالعمل في مصنع "فوتون" ومن ثم عمل في الكومسومول ومارس العمل الحزبي. وعند انهيار الاتحاد السوفياتي كان يشغل منصب رئيس مجلس إدارة أحد أول البنوك التجارية في أوزبكستان "طريق الحرير".

والوزير المذكور خريج جامعة طشقند (كلية التاريخ) وحصل على درجة الماجستير في جامعة أكسفورد، وفي عام 1998 استلم قيادة وزارة المالية.

يقال إن عظيموف يعتبر بعيون الجمهور في أوزبكستان وبين المهاجرين، من أنصار التيار الليبرالي، ولكن الخبراء يرون أنه لا يختلف عن بقية السياسيين الذين صعدوا إلى هرم السلطة خلال عهد كريموف.