الاتحاد الكردي السوري: لا فرق بين داعش وتركيا

عربي ودولي

صالح مسلم
صالح مسلم


اعتبر رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري، صالح مسلم، أن المواقف الأمريكية الأخيرة تجاه "قوات سوريا الديمقراطية" و"وحدات حماية الشعب" الكردية أصبحت "غامضة وتثير العديد من علامات الاستفهام".

 

ولفت مسلم في مقابلة صحافية عبر الهاتف إلى "وجود تضارب كبير جداً بين تصريحات المسؤولين الأمريكيين الذين يرفضون الهجوم علي القوات الكردية، باعتبارها الحليف الرئيسي للولايات المتحدة بالمنطقة، وتدعو لتضافر الجهود لمواجهة تنظيم داعش، وبين ما يحدث على أرض الواقع من صمت على الحملة التركية شمالي سوريا، والتي لا تستهدف مواقع داعش بقدر ما تستهدف المواقع الكردية أو المواقع التي تديرها مجالس محلية متحالفة مع قوات كردية".

 

الإجابة عند واشنطن

وقال :"الولايات المتحدة تحالفت معنا في الحرب ضد الإرهاب ... وتدافع الآن عن جماعات متطرفة، لا تختلف في فكرها عن داعش، من أمثال جبهة النصرة تحت مسماها الجديد فتح الشام وجماعة الحزب الإسلامي التركستاني وأحرار الشام والجبهة الشامية وألوية السلطان مراد ونور الدين الزنكي والمعتصم، وغير ذلك من فصائل متطرفة ممن جلبتهم واعتمدت عليهم تركيا خلال توغلها في الشمال السوري".

 

وأضاف :"السؤال الذي يُوجه لنا كثيراً بشأن مدى التزام الولايات المتحدة في تحالفها معنا إجابته عند الأمريكيين أنفسهم، وعليهم تحديد موقفهم والالتزام به على أرض الواقع".

 

إلا أن مسلم رفض في الوقت نفسه تصوير المواقف الأمريكية على أنها "ضربة أو طعنة في ظهر حلفائها الأكراد"، وأبدى تفهماً كبيراً لما وصفه "بالحسابات العميقة للدول الكبرى والبحث عن المصالح ... واحتمالية الرغبة في إبقاء التعامل قائما مع كل الأطراف".

 

دعايات "مغرضة"

وحول ما يتردد عن أن هدف التدخل التركي هو إجهاض الحلم الكردي لإقامة دولة، قال: "كل ما يتردد من حديث عن كيان أو دولة هو دعايات تركية مغرضة... ونحن قلنا مراراً إن مشروعنا الفيدرالي هو لكل سوريا، ولو كانت لدينا الإمكانيات، لقمنا بتحرير دمشق وطبقنا بها الأمر ذاته الذي طبقناه في المناطق التي قمنا بتحريرها".

 

ورفض التعليق على مدى صحة رعاية الولايات المتحدة لوقف إطلاق نار غير رسمي بين قوات مجلس جرابلس العسكري وبين القوات التركية، وما إذا كان الأمر يعد خطوة إيجابية من قبل الولايات المتحدة تجاه الأكراد.

 

وشدد مسلم على أنه "لا فرق بين داعش وتركيا ... فالجيش التركي يقصف القرى والمدنيين بوحشية ولا يفرق بين مدني ومسلح".

 

وأكد :"القرى التي استولت عليها تركيا ومقاتلوها تابعة لكل من مجلسي جرابلس ومنبج العسكريين وليست تابعة لنا... ونحن نتعهد بأن أي اعتداء علينا لن يكون سهلاً، وسنقف ونقاوم ضد أي هجوم يطول أراضينا.... وأؤكد أن الأكراد لن يقفوا صامتين أمام أي اعتداء يطول مناطقنا في روج افا، أو أي مكان يتواجدون به أو تتواجد به قوات سوريا الديمقراطية".

 

دعم وانسحاب

وردا على استمرار ربط تركيا وقف عملياتها في شمال سورية بانسحاب القوات الكردية لشرق الفرات والتعامل مع مجلسي منبج وجرابلس العسكريين على أنهما تابعين لقوات الحماية الكردية، أجاب مسلم :"هذا غير حقيقي ... وهذان مجلسان منتخبان يدافعان عن نفسها ... وبالفعل وحدات الحماية وقوات سوريا كانت موجودة لفترة ما هناك لتقديم الدعم، ولكنها انسحبت بعد ذلك".

 

وأوضح :"بالطبع هناك قوات ومجموعات كردية محلية مشاركة في المجالس العسكرية لكل من جرابلس ومنبج والباب، إلى جانب المكونات الأخرى ...وأريد أن أوضح أن تلك الفصائل والقوات الكردية المحلية التي تُشَن عليها الاعتداءات الآن كانت بالأساس جزء من الجيش الحر ثم انشقت عنه".

 

وتوقع مسلم أن تكون العمليات التركية في شمال سوريا موضع بحث، خلال اللقاء الذي تردد أنه سيعقد بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والأمريكي باراك أوباما على هامش قمة مجموعة العشرين، وقال: "نتوقع أن يتم طرح الموضوع لكونه حديث الساعة، ولكننا لا نعرف فعلياً ما الذي سيطلبه الأمريكيون خلال اللقاء، فلا أحد يقوم بالتشاور معنا وما يحدث بينهم يحدث وراء الستار".

 

وأضاف :"لم تصدر مواقف أمريكية إيجابية واضحة تجاهنا، فقط تصريحات هنا وهناك، وسننتظر ونرى إلى أي درجة سيظل الأمريكيون صامتين على الاعتداءات التي توجه لحلفائنا... وكما قلت، فإننا سنقاوم إذا ما تم الاعتداء علينا ومهما كانت النتيجة".

 

"لن نقبل بأي احتلال"

وسخر مسلم من حديث الأتراك عن قيام قوات سوريا الديمقراطية بعمليات تطهير عرقي في الأماكن التي حررتها من داعش، وقال متحدياً: "تلك المناطق مفتوحة للجميع، ويمكن لأي أحد زيارتها للتعرف على ما يحدث على أرض الواقع".

 

وسخر مسلم من إحدى الصحف التركية التي زعمت امتلاك حزبه لأسلحة كيميائية وقال: "هذه الصحيفة مقربة من النظام، و(الرئيس التركي رجب طيب) أردوغان يشرف عليها بنفسه... ونحن أكثر من يتحسس من مصطلح ووقع كلمة السلاح الكيميائي من فرْط ما تعرضنا له".

 

ونفى مسلم حدوث أي اتصال أو تنسيق بينه وبين رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني خلال الأحداث الأخيرة، وشدد: "العكس هو الصحيح .. فالتنسيق واضح بين بارزاني وأردوغان".

 

وحول توقعه للمدى الزمني للعمليات العسكرية التركية، قال: "أعتقد أن تركيا لن تتحمل كثيراً... فهم لا يستطيعون تحمل خسارة دبابة أو آلية عسكرية".

 

واختتم مسلم تصريحاته بإعادة توعده لأردوغان بالغرق في المستنقع السوري، مشدداً على أن "الشعب السوري الحر لا يقبل باحتلال أردوغان وجيشه مثلما لا يقبل بداعش".