خطاب تهنئة وراء حفر القناة

منوعات

بوابة الفجر

كانت بداية فكرة حفر قناة السويس حينما ارسل المسيو فرديناند دلسبس رسالة يهنىء فيها سعيد باشا بأرتقاء عرش مصر، ويبلغه عن حضوره ليقدم له فروض التهانى، فقد كان والد دلسبس "الكونت ماتيو دلسبس" تربطه صله قديمه بمحمد على باشا منذ أن كان قنصلاً لفرنسا فى مصر سنة 1803، فأجابه سعيد على تهنئته ، واستدعاه إلى مصر، فسرعان ماجاء الى الإسكندرية فى نوفمبر سنة 1854، واستقبله سعيد باشا بحفاوه بالغة، ثم اصطحبه فى رحله من رحلاته الحربيه، وسار معه من الاسكندرية الى مصر عن طريق الصحراء الغربية.

فأغتنم دلسبس هذه الفرصه ليفاتح سعيد باشا فى مشروع قناة السويس، وزين له انه اذا وفق فى هذا المشروع فأنه سيخلد ذكراه ويكسب ثناء العالم بأسره، وكان سعيد باشا يعلم ان والده محمد على باشا قد رفض فكرة قناة السويس من قبل، إلا أنه قبل المشروع، أما إغراءات دلسبس ووعده بمساعدته وتأييده فى تحقيقه.

وعندما وصل سعيد باشا الى القاهره ومعه فردنان دلسبس لم تكد تمضى أيام معدودة حتى منحه بموجب العقد المؤرخ فى 30 نوفمبر سنة 1854 امتياز تأسيس شركة عامة لحفر قناة السويس، واستثمارها لمدة 99 عاماً إبتداء من تاريخ فتح القناة للملاحة، وهكذا حصل دلسبس على بغيته التى كان يسعى لها منذ ثلاث وعشرين عاما، وهذا العقد هو المعروف بعقد الامتياز الأول، وتواصلت بعد ذلك جميع الإجراءات الخاصة بالمشروع، وكان سعيد باشا قد اشترط لصحة الامتياز أن يصدق عليه السلطان العثمانى، على الرغم من نيته تنفيذ المشروع بغض النظر عن هذا التصديق.

وفى 25 إبريل سنة 1859 ، ذهب المسيو دلسبس إلى شاطىء البحر الأبيض فى الموقع الذي أُنشئت فيه بعد ذلك مدينة بورسعيد، وأقيم هناك احتفالاً كبيراً ضرب فيه دلسبس أول معول فى أرض القناة، واقتدى به الحاضرون، فكانت تلك الضربة إيذاناً بالبدء فى العمل، وكانت فى الواقع هى أول ضربة فى صرح استقلال مصر.

ومر المشروع بعد ذلك بعدة مشاكل إلا أن العمل استمر، أي أنه جرت مياه البحر الأبيض فى القناه حتى بحيرة التمساح، وذلك فى 18 نوفمبر سنة 1862 ، وإلى هذه المرحلة وصلت القناة فى عهد سعيد باشا .