"العرب اللندنية": تغيرات كبيرة تجتاح الإعلام المصري.. قنوات جديدة واختفاء صحف

أخبار مصر

ماسبيرو - أرشيفية
ماسبيرو - أرشيفية


 

 

قالت صحيفة العرب اللندنية، إن التطورات على الساحة الإعلامية في مصر تظهر أن المرحلة الراهنة تشهد طفرة كبيرة وتغييرات جذرية، رغم سلسلة الإخفاقات التي تعرضت لها بعض الصحف والفضائيات خلال الآونة الأخيرة، نتيجة الخسائر المالية الضخمة التي اضطرتها للاستغناء عن عدد كبير من العاملين، والابتعاد عن المنافسة.

 

ويستعد قطاع الإعلام المصري لانطلاق شبكة قنوات فضائية تحمل اسم “دي إم سي”، تضم 7 قنوات متنوعة، من المنتظر انطلاقها الشهر القادم.

 

ورغم عدم خروجها إلى النور حتى الآن إلا أن الشبكة استحوذت على أحاديث الساحة الإعلامية، نتيجة الأموال الضخمة التي أعلن عن ضخها فيها، فضلا عن التعاقدات التي قامت بها خلال الأيام الأخيرة، والأنباء التي تتردد بقوة حول الدعم المستتر الذي تتلقاه الشبكة من أحد الأجهزة السيادية في الدولة.

 

ورأى محمد شومان، عميد كلية الإعلام بالجامعة البريطانية في القاهرة، أن افتتاح هذه الشبكة سوف يخلق منافسة شرسة بين الكيانات الإعلامية الكبرى للسيطرة على المشهد الإعلامي المصري.

 

ورجح نجاح المحطات الجديدة لما تمتلكه من دعم قوي من الدولة، وهو ما يعود بالسلب على التلفزيون الرسمي الذي سيزداد تهميشًا، ويؤثر أيضًا على حقوق العاملين في الإعلام الذي سيفشل في المنافسة.

 

وأضاف لـ”العرب” أن المرحلة المقبلة سوف تكون “إعلام الصوت الواحد” وهذا خطير، لأنه لن يكون معبرًا عن الشعب، ومن المنتظر أن يختفي إعلام الخدمة العامة، لأنه غير رقيب أو مستقل، بل تابع ويخضع لنفوذ رجال الأعمال لتحقيق أهدافهم فقط. وتنوي الشبكة الإعلامية دخول المنافسة بقوة باستهداف جميع فئات المجتمع، سواء السياسيون أو مشجعو كرة القدم أو عشاق الدراما والسينما، وحتى الأطفال الذين خصصت لهم قناة للأعمال الكرتونية والمسرحية والألعاب الترفيهية، أملا في أن تصبح المحطة الأولى التي يلجأ إليها كل شخص لمتابعة ما يفضله.

 

وعلمت “العرب” أن شبكة “دي إم سي” مدعومة من أجهزة في الدولة بشكل غير معلن، حتى يكون للحكومة صوت إعلامي يتوجه لفئات مختلفة من الشعب، ويخاطبهم بسهولة ويظهر الإيجابيات التي تتجاهلها بعض وسائل الإعلام الأخرى، ما تسبب في زيادة الاحتقان في الشارع ضد الحكومة من كثرة ما يثار من مشكلات وإخفاقات في البعض من الملفات الداخلية والخارجية.

 

ويقوم رجل الأعمال طارق إسماعيل رئيس مجلس إدارة الشبكة بهذه المهمة، وهو شخصية بعيدة عن الأضواء تمامًا، ولا يعرفه سوى البعض من العاملين في المجال الإعلامي.

 

ويجري اختيار مقدمي البرامج في المحطة الجديدة ضمن شروط محددة، وأهمها ألا يكون من يتم التعاقد معه (أو معها) ذا ماضٍ سياسي في أي نظام سابق، أو محسوبا على تيارات بعينها، أو ممن تثار حولهم الشبهات في الوسط الإعلامي، ويجب أن يملك درجة كافية من المصداقية عند مخاطبة المجتمع أو حتى الترويج لإيجابيات معينة.

 

كما يجري التعاقد مع إعلاميين شباب دخلوا مجال الإعلام منذ فترة قصيرة، ونجحوا في فرض شخصيتهم على الساحة، بحسب مصادر من داخل الشبكة.

 

 

ويتداول الوسط الإعلامي المصري أنباء عن تعاقد الشبكة الإعلامية الجديدة مع نجوم من مختلف القنوات الفضائية، بدأت بالإعلامي رامي رضوان، ثم النجم المسرحي أشرف عبدالباقي، والإعلامية إيمان الحصري التي يجري اختيارها لتقديم كل الاحتفاليات والفعاليات التي يشارك فيها الرئيس عبدالفتاح السيسي، وسط أنباء عن دخولها في مفاوضات مع الإعلامي أسامة كمال، الذي يعد من المفضلين لدى الرئاسة.

 

وتعتزم “دي إم سي” نقل برنامج إسعاد يونس “صاحبة السعادة” على فضائية “سي بي سي” إليها، وكذلك برنامج نجوى إبراهيم “بيت العائلة” على فضائية النهار، ليكونا ضمن برامجها الجديدة، بالإضافة إلى عدد من نجوم الفن والغناء، بينهم شيرين عبدالوهاب وليلى علوي وإيمي سمير غانم وياسمين عبدالعزيز ومذيع الراديو الشهير أحمد يونس، لتقديم برامج ترفيهية بالشبكة الجديدة.

 

واستغل رجل الأعمال طارق إسماعيل ملكيته لشركة “دي ميديا” للإنتاج الإعلامي، واستحواذها على نسبة كبيرة من إعلانات البرامج في عدد من الفضائيات المصرية لينقل البرامج بمقدميها إلى القنوات الجديدة لمحطته، وأغلبها من فضائيتي “سي بي سي” و”النهار”، وسيتم نقل البرنامج الرياضي الأكثر مشاهدة على “سي بي سي”، الذي يقدمه الإعلامي إبراهيم فائق، إلى القناة الرياضية الجديدة.

 

وقالت مصادر من داخل القناة لـ”العرب” إن شبكة القنوات الجديدة تسعى لمنافسة القنوات العربية الرائدة، من خلال إمكانياتها واستديوهاتها الضخمة، بحيث تكون صوت مصر في الخارج، عبر قناة الأخبار التي ستطلقها، وستعمل على التصدي لمحاولات استهداف النظام من وسائل الإعلام الخارجية. ويصل المبلغ المزمع ضخه حتى الآن إلى نحو 80 مليون دولار، ولم يتم ضخ المبلغ الذي من المتوقع أن يلعب دورا في إعادة إحياء التلفزيون الرسمي للدولة، نتيجة غياب شعبيته وتراكم المشكلات المالية والإدارية بداخله.

 

ويرى شومان أنه رغم النجاح المتوقع للمحطات الجديدة لشبكة إم دي سي، فإن مصر لا تسير على الطريق الصحيح في تعددية الإعلام، وأصبحت هناك كيانات كبيرة تتصارع وأخرى صغيرة تختفي، بصورة تنعكس سلبًا على العاملين في المهنة، وتعرض مستقبلهم لمصير مجهول.