نانسي الجندي تكتب: رسالة إلى ولى الأمر.. "أبغض الحلال" هو الحل

الفجر الطبي

بوابة الفجر


الحياة الزوجية تبنى على الحب والتفاهم والود والتعاون، عندما تغيب عنها كل هذه المعاني والمشاعر تصبح جافة كئيبة لا تثمر إلا الكراهية والجفاء والقسوة، هنا يكون أبغض الحلال هو الحل ليذهب كل طرف إلى حال سبيله .

مظاهر الإكراه في العلاقات الزوجية كثيرة ومتنوعة في مجتمعنا فهي تبدأ بإجبار المرأة على الزواج من رجل لا تريده، وتتطور إلى إكراه هذه المرأة على معاشرة رجل عاشت بضع سنين معه ولم تعد قادرة على استمرار هذه العلاقة، وذلك نتيجة عدم احترام لمشاعر المرأة وعدم تقدير لإنسانيتها.

 في مجتمعنا المصري العقيم، الأب أو الأخ هو صاحب قرار عودة المرأة إلى بيت زوجها إذا كانت قد تركته وذهبت لتعيش مع أسرتها، وهو صاحب قرار عدم طلاقها من هذا الزوج خوفا على وضعه الاجتماعي امام الناس مستندا الى المقولة الشهير { الناس هتقول عليكي ايه} .

هذا القهر النفسي للمرأة يمثل أبشع صور العنف ومصادرة الحقوق التي كفلتها الشريعة الإسلامية للمرأة، ولذلك ليس غريباً أن تقرأ كل يوم في صفحات الحوادث والجرائم قصص الفتيات اللتي ينتحرن بسبب محاولات إجبارهن على الزواج من رجال لا يريدوهن او الاستمرار فى علاقه زوجية باتت بالفشل وغير قادرين على الاستمرار بها. 

و الأب أو الأم اللذان يفرضان على ابنتهم زوجاً لا تريده او البقاء مع زوج غير قادرة على معاشرته يعد انتهاكا وعدواناً صارخاً على آدميتها، هذا العدوان مخالفة شرعية ويخلق جحوداً إنسانياً وفى بعض الاحيان ينتج عنه عقوقاً للوالدين شعورا من المرأه ان ولى امرها ظالم , والإسلام والانسانية يؤكدون أنه لا يحق للأب أن يجبر ابنته على العيش مع رجل لا تريده، كما يؤكدون أن الزوج الذي يحتفظ بزوجة كارهة له هو ..شبح رجل ..مجرد من مشاعر الرجولة، ومع ذلك نرى قهر النساء على علاقات زوجية تسبب لهن ألماً نفسياً وتدفع بعضهن إلى الانتحار .

والإسلام يرفض كل صور الإكراه على العلاقة الزوجية، سواء أكان هذا الإكراه قبل أن تبدأ العلاقة أو بعد خوض التجربة، و الإسلام نظم العلاقة بين الزوجين ,وجعل الزوج قواماً على الأسرة وأعطاه حق الطلاق، وهذا ليس تمييزاً للرجل ولا تشجيعاً له على التسلط والتجبر على زوجته، كما يفهم بعض الأزواج والى الامرممن يتخذون من الولاية الشرعية على الزوجات وسيلة لقهرهن وإجبارهن على حياة زوجية لا يردنها .

القوامة التي منحها الإسلام للرجل لا تعني غير التكليف، وتحمل مسؤولية الأسرة من زوجة وأولاد، وهي لا تعني أبداً تمييز الرجال على النساء، ولا يمكن أن تجعلها شريعة الإسلام وسيلة في أيدي الرجال لقهر نسائهم وإجبارهن على علاقة زوجية لا يتحملن تبعاتها النفسية، ففي حالة حدوث نفور من الزوجة ، يصبح الزوج مطالباً شرعاً بعدم الإضرار بزوجته، وتلبية طلبها بالطلاق.

الشريعة الإسلامية وهي شريعة عدل ورحمة وإنصاف للمرأة من الظلم بكل أشكاله وألوانه ,تتدخل لتعطي لتلك المرأة المقهورة حق التخلص من زوجها بالطلاق , من أجل الحصول على حريتها، فهل نخالف شرع الله ارضاءً للمجتمع وخوفا من كلام الناس.