ندوة السينما والآخر تناقش "الاقتباس" في مهرجان وهران بالجزائر (صور)

الفجر الفني

جانب من الندوة
جانب من الندوة


احتضنت قاعة المحاضرات بفندق "روايال" بوسط مدينة "وهران" ندوة "السينما والآخر" والتي ناقشت مشكلة "الاقتباس" وتحدث الحضور حول واقع الأدب وعلاقته بالسينما العربية، بفكرة أن الاقتباس لم يأخذ حقه من السينما العربية، عكس الأجنبية التي تعتمد بشكل منتظم على الروايات العالمية لإنتاج أفلامها، وهو ما يجب أن يحرك الجهات المسؤولة على الثقافة لفتح وتشجيع المستثمرين والكتاب وحتى صناع السينما للحصول على أعمال تنبض بالروايات الشهيرة.


قدّم البروفيسور أحمد بجاوي، كتاب "الأدب في السينما العربية"، في جلسة بيع بإهداء حضرها عدد من النقاد العرب في البرنامج الثقافي الموازي لفعاليات الدورة التاسعة للمهرجان الدولي للفيلم العربي الذي تنتهي فعالياته مع نهاية اليوم 27 يوليو الجاري.


المناقشة ترأسها الإعلامي القدير الجزائري أحمد بجاوي، وساعده فيها الدكتورة سلمى مبارك، من جامعة القاهرة، يرافقها المغربي مولاي إدريس، والأديب الفرنسي ميشال سارسو، حيث كشف الباحث المغربي مولاي إدريس، أن 7 بالمئة فقط من الأفلام السينمائية مقتبسة من الكتب، وهو رقم جد ضئيل بل أن هناك الكثير من الكتاب من لا يهتمون أصلا بالسينما والعكس صحيح فتجد مخرجين أكفاء يحولون الروايات العالمية لأفلام من دون أن يطالعوا ولو مرة واحدة فحوى الكتاب الذي نشرت فيه تلك الرواية، كما لمح الحاضرون إلى مشكلة أخرى لا تقل أهمية عن سابقتها والمتعلق بغياب الدعم الحكومي فيما يخص عملية الاقتباس، رغم أن دول مثل مصر يتم فيها تشجيع المخرجين على اقتباس روايات محلية.


وتبقى مشكلة ارتفاع تكاليف حقوق الكتاب، حاجزا يعيق المخرج وطاقم الفيلم عن تجسيد مثل هذه الإبداعات على الشاشة، كما عرض في ذات الندوة، المشكلات التي تتجلى بعد تصوير الرواية، فأحيانا يتهم صاحب الكتاب المخرج بالتحريف والخروج عن النص وهو ما يشكل عقدة أخرى يجب أن يتم حلها للحصول على سينما قوية تؤدي رسالتها باقتدار.


يتضمن الكتاب الصادر عن دار الشهاب الجزائرية، مجموعة من المقالات النقدية لعدد من الكتاب السينمائيين العرب في شكل مؤلف جماعي، جاء تحت أشراف الناقد أحمد بجاوي والكاتب الفرنسي البروفيسور ميشال سارسو، وتوقيع كل من الناقدة لما طيارة من سوريا وناجح حسان من الأردن، وسلمى مبارك من مصر، والبروفيسور جعيدي من المغرب، والناقد التونسي عبد الكريم قادوس.


وأفاد أحمد بجاوي، خلال جلسة التوقيع الأولى للكتاب بأن الإصدار يتضمن سلسلة من المقالات التحليلية النقدية التي تستعرض تاريخ الاقتباس في السينما العربية، مع الأخذ بعين الاعتبار الروايات العالمية التي تم تحويلها إلى أفلام عربية على غرار رواية البؤساء لـ"فيكتور إيجو"، التي تم تحويلها إلى أعمال سينمائية في مصر من قبل السينمائي كمال سليم سنة 1939.


وعن الجزء الخاص بالاقتباس في السينما الجزائرية، قال بجاوي، إنه قدّم أربع مقالات نقدية تناولت موضوع تاريخ الاقتباس في السينما الجزائرية، منذ العهد الاستعماري في شكل قراءات تحليلية نقدية على غرار الاقتباس في كتابات ألبير كامو، التي يقدمها برؤية نقدية جزائرية مضادة للرؤية الاستعمارية، كما يقدم بجاوي، مقالا مطولا عن آسيا جبار كسينمائية وجزء آخر عن مولود معمري والسينما الامازيغية التي اعتبرها جزء من ثقافتنا العربية الامازيغية وهي الفكرة التي يتبناها الكتاب.