ماسأة فى "قرية العلم".. الآبار الجوفية تختلط بمياه الشرب فى "صفط العرفا" ببني سويف.. (صور)

محافظات

بوابة الفجر

رصدت "الفجر" معانأة 25 ألف نسمة يعيشون قرية صفط العرفا، التابعة للوحدة المحلية لقرية أبسوج، والتي تبعد 25 كيلو مترًا جنوب مركز الفشن، أقصى جنوب محافظة بنى سويف، بعد أن غمرت منازلهم المياه الجوفية المخلوطة بمياه شرب، لتسرب مواسير خط مياه الشرب بالقرية، التى عُرفت بإرتفاع نسبة التعليم وأشتهرت بـ"قرية العلم".

وعند وصولك إلى القرية، تلاحظ وكأنك داخل بحيرات ضحلة من البرك والمستنقعات، بعضها مياه قبيحة الرائحة واللون، والبعض الآخر مياه بيضاء لا رائحة لها، إلا أن الوضع العام أن القرية أغرقتها المياه وأغلقت منازلها وشوارعها.

الحاج محمد الرجل الستيني من العمر تحدث بابتسامته قائلًا "الموضوع باختصار إحنا عشرين بيت في شارع واحد، كلنا عايشين فى الشارع، والمواشي تركناها في الحقول لامتلاء المنازل بالمياه القذرة.

وأضاف الحاج محمد أن المياه الموجودة داخل المنازل هى مياه شرب وليست مياه صرف، مؤكدًا أن المياه عبارة عن مياه الشرب التى تسربت من مواسير الشرب المتهالكة، لتختلط بالمياه الجوفية،

متابعًا: "ده معناه إننا بنشرب مياه مخلوطة بالمياه الجوفية". أما محمد سيد أحد شباب القرية فأكد أن خط المياه متهالك وهناك تسريب لمياه الشرب داخل الأراضى واختلاطها بالمياه الجوفية، وهو ما أكدته تحاليل شركة مياه الشرب بأن عينات المياه التى تم أخذها هى مياه مخلوطة بالمياه الجوفية.

ويضيف عاطف أحمد "إحنا أربعة أسر كنا عايشين فى البيت ده، إحنا أكثر من 20 راجل وست فى البيت، تركناه وبعتنا الحريم عند بيت أهلهم، وإحنا الرجالة بنبات فى الأراضى الزراعية بجوار الماشية الخاصة بينا".

وأشار محمد عبد الفتاح إلى أن القرية تعانى منذ أكثر من 20 يومًا، والمحافظة ومجلس المدينة وشركة مياه الشرب تركونا نعيش فى الحقول، متابعًا: "فين المحافظة ومجلس المدينة، هو إحنا مش مواطنين ملزومين منهم".

وقالت أم حسام، ربة منزل: "مجلس قروى أبسوج، مش راحمنا، بندفع خمسين جنيه فى النقلة الواحدة، والبيت بيحتاج إلى عشر نقلات فى الأسبوع الواحد، طيب إحنا هنجيب منين".

وأضافت الحاجة محاسن محمد أنها تركت منزلها هى وزوجها وأولادها الخمسة، وانتقلت للعيش فى منزل أحد جيرانها المرتفع عن منزلهم، مشيرة إلى أن حياتهم تحولت إلى جحيم، بعدما تركوا مواشيهم فى الحقول، وألقوا بأثاث منازلهم فى الشوارع.

ويقول محمود محمد زكى أحد شباب القرية، إن مشكلة طفح المياه هى مشكلة سنوى تتكرر فى شهور يوليو وأغسطس وسبتمبر من كل عام، حيث تختلط مياه الشرب بالمياه الجوفية، مشيرًا إلى ارتفاع الإصابة بالفشل الكلوى وفيرس سى بين الأهالي.

وأضاف محمود أن العديد من شباب القرية لقوا مصرعهم نتيجة إصابتهم بالأمراض المزمنة التى تسببها تلك المياه الملوثة، مضيفًا أن الأهالى تبرعوا بقطعة أرض لإنشاء محطة صرف صحى، كما أننا ناشدنا الحكومة أن الأهالى سيجمعون ألف جنيه من كل منزل لإنشاء محطة الصرف الصحى.

وطالب محمود محمد زكي، من رئيس الوزراء باستثناء القرية وإدراجها ضمن الخطة العاجلة للصرف الصحى، مؤكدًا أن موظفى القرية على استعداد تام للتبرع براتب شهر للمساهمة فى إنشاء محطة الصرف الصحي، وتغيير شبكة مياه الشرب بالقرية.