"هاكان فيدان" رئيس المخابرات التركية.. ومنقذ أردوغان من الانقلاب

تقارير وحوارات

هاكان بجوار أردوغان
هاكان بجوار أردوغان


"انقلاب فعلًا سيدي الرئيس، سنشتبك معهم حتى الموت، وأنت كن مع الشعب، اخرج لهم الآن ضروري"، كانت هذه آخر كلمات رئيس المخابرات التركي "هاكان فيدان"، الجندي المجهول الذي تمكن من إفشال الانقلاب ضد أردوغان.

وصفه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بحافظ أسراره، ويطلق عليه الأتراك يد أردوغان الضاربة، ومعروف عالميًا بأنه الرجل الذي تخشاه إسرائيل، شهد جهاز المخابرات التركية في عهدة نقلة نوعية كبيرة، وانتقل من جهاز مترهل محاط بالخلافات الداخلية من كل اتجاه، إلى جهاز من أقوى وأنجح أجهزة المخابرات في العالم.

قبل الانقلاب لم يكن أحد يعرفه إلا القليل، فهو لا يحب الظهور الإعلامي، لكن بعد أحداث أول أمس الجمعة انتشرت صوره ومعلوماته كالنار في الهشيم تتجاذبها المواقع علها تقف وراء هذا الشخص الذي أنقذ أردوغان من الانقلاب.

فمن هو  "اكان فيدان"؟

"هاكان فيدان" من مواليد عام 1968 في العاصمة التركية أنقرة. تلقى تعليمه في الأكاديمية الحربية التابعة للقوات البرية التركية وتخرج منها عام 1986، وتم تعيينه بعدها رقيبًا في القوات المسلحة التركية.

تولى "فيدان" مهمة فني حواسيب في قسم معالجة البيانات التلقائية التابع للقوات البرية التركية، وأثناء تأديته لمهمة في خارج البلد، حاز على درجة البكالوريوس بجامعة ميريلاند في الولايات المتحدة الأمريكية في العلوم السياسية والإدارة.

دراسته

بعد عودته إلى تركيا حصل على درجة الماجستير من جامعة بيلكنت في فرع العلاقات الدولية، وقام بتحضير بحث الماجستير بعنوان "مقارنة بين نظام الاستخبارات التركي والأمريكي والبريطاني" في عام 1999، أشار فيه إلى حاجة تركيا لشبكة استخبارات خارجية قوية.

كما حصل على درجة الدكتوراه عام 2006 من جامعة بيلكنت، عن بحث بعنوان "الدبلوماسية في عصر المعلومات: استخدام تكنولوجيا المعلومات في التحقق".

حياته العملية ومناصبه

تم تعيينه مستشارًا اقتصاديًا وسياسيًا في السفارة التركية باستراليا، بينما تابع دراسته الأكاديمية في معهد الأمم المتحدة لبحوث نزع السلاح، وفي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ومركز المعلومات والتدريب وأبحاث التحقق في لندن.

وفي عام 2003 تولى رئاسة وكالة التنمية والتنسيق التركية واستمر في المهمة حتى 2007، ولم تبق في هذه الفترة دولة في أفريقيا والشرق الأوسط وآسيا الوسطى والقوقاز والبلقان إلا وقام بزيارتها، وفي نفس الوقت كان مستشارًا لرئيس الوزراء أحمد داود أوغلو عندما كان وزيرا للخارجية التركية.

وفي عام 2007 عُين نائبًا لمستشار رئيس الوزراء لشؤون الأمن الدولي والسياسة الخارجية، وكان رئيس الجمهورية الحالي رجب طيب أردوغان وقتها رئيسا للوزراء، وفي نوفمبر من نفس العام أصبح عضوا في المجلس الإداري للوكالة الدولية للطاقة الذرية.

في 17 إبريل 2009 تم تعيين فيدان نائبا لرئيس الاستخبارات "إيمره تانير"، وعقب تقاعد رئيس الاستخبارات تانير، قامت حكومة حزب العدالة والتنمية بتعيين هاكان فيدان رئيسا للاستخبارات في 27 مايو من عام 2010 وكان يبلغ من العمر 42 عاما، وبذلك أصبح أصغر من يتولى منصب رئاسة الاستخبارات التركية.

إعادة بناء جهاز المخابرات التركية

استطاع فيدان إدخال تعديلات كبيرة في تكوين جهاز المخابرات، وأقنع أردوغان بتجميع جميع أجهزة المخابرات في الخارجية والأمن والجيش تحت جهاز المخابرات العامة، وهو الأمر الذي أزعج الأوساط في الأمن والجيش.

واستطاع فيدان عن طريق إدارته لجهاز المخابرات، تنفيذ الأجندة السياسية والإقليمية التي يتبناها أردوغان، فقد كان "فيدان" عنصرًا أساسيًا في معركته ضد "الكيان الموازي".

كما تزعم "فيدان" جهود أردوغان للتوصل إلى اتفاق مع حزب العمال الكردستاني، في محاولة لإنهاء عقود من الحرب التي دارت في جنوب شرقي البلاد ذات الأغلبية الكردية.

استقالته وعودته لجهاز المخابرات

في فبراير 2015  استقال فيدان من رئاسة جهاز المخابرات التركية، رغبة منه في المشاركة في الحياة السياسية وترشيح نفسه للانتخابات على قوائم حزب العدالة والتمنية، وكان من أكثر المنزعجين من هذا القرار هو الرئيس أردوغان، حيث أبدى تأسفه من قرار الإستقالة قائلًا: إذا كان جهاز استخبارات الدولة ضعيفًا فإنه من غير الممكن أن تقف تلك الدولة بشكل ثابت على قدميها.

وأضاف: "نحن ندير دولة، وقد عبرت عن قناعتي حيال هذه القضية من قبل، لقد قمنا بتعيينه في هذا المنصب، وأنا قمت بتعيينه، في هذه الحالة كان عليه أن يبقى في مكانه وأن لا يغادره من دون إذن".

لكن سرعان ما وعى فيدان لأهمية الدور المنوط به، وفي أقل من شهر من تاريخ الاستقالة عاد فيدان ليرأس جهاز المخابرات مجددًا، فلم ينته بعد من حربه ضد الكيان الموازي، ولم تتم عملية سلام كاملة مع حزب العمال الكردستاني، بيد أن هناك آراء تقول بأن عودة فيدان لرئاسة جهاز المخابرات سببها أنه لم يتم الاتفاق على من سيخلفه في المنصب.