خطيب الحرم المكي: الدماء لا تستباح بالتأويل

السعودية

إمام وخطيب المسجد
إمام وخطيب المسجد الحرام

أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ ماهر المعيقلي، المسلمين بتقوى الله عز وجل وخشيته ومراقبته في السر والعلن؛ مشدداً على أن الدماء لا تستباح بالتأويل.

وقال "المعيقلي" في خطبة الجمعة التي ألقاها في المسجد الحرام اليوم: "لقد خلق الله تعالى آدم عليه السلام بيده، ونفخ فيه من روحه، وفطره على توحيده، ثم أخذ العهد والميثاق على ذريته من بعده، بأن يعبدوه وحده لا شريك له، قال عز وجل: {وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين}".

وأضاف: "مكثت الأرض بعد آدم عليه السلام عشرة قرون، لا يُعبد فيها إلا الله جل جلاله وتقدست أسماؤه، إلى أن وقع الشرك في قوم نوح عليه السلام، فبعثه الله تعالى بكلمة التوحيد، وهكذا كل نبي يُبعث إلى قومه، يدعوهم إلى توحيد ربهم، قال تعالى {وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون}".

وأردف: "الله أمر عباده أن يوحدوه، وجعل التوحيد أصل الدين وأساسه، فلا تقبل حسنة إلا به، وبدونه تحبط الأعمال، وإن كانت مثل الجبال وهو حق الله على عباده وأول واجب عليهم فلا إله إلا الله.. من أجلها أرسل الله رسله وأنزل كتبه وخلق الجنة والنار وقسم الخلق إلى مؤمنين وكفار".

وتابع: "لا إله إلا الله هي أول الواجبات وأفضل الحسنات وأعظم مكفر للسيئات فإذا اجتمع التوحيد واليقين والإخلاص عظم قدر صاحبه عند رب البريات، كما أنها أطيب الكلام وأفضل الأعمال، وأعلى شعب الإيمان وأثقل شيء في الميزان وهي خير ما يُعد للقاء الله تعالى؛ فلذا أوصى الأنبياء بها عند موتهم قال تعالى: {ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يا بنيّ إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون}، وإن الموحدين هم أسعد الناس بشفاعة النبي صل الله عليه وسلم".

وأفاد الشيخ "المعيقلي" بأن النبي عليه الصلاة والسلام بنى على هذه الكلمة دعوته، وربى عليها أمته، وكانت حياته صلى الله عليه وسلم كلها في التوحيد، وكان حريصاً على حماية التوحيد من أن يناله نقص أو خلل سواء كان في القصد أو القول أو العمل؛ مشيراً إلى أن المقاصد والنيات يجب أن تكون خالصة لله تعالى وحده لا شريك له.

وقال إمام وخطيب المسجد الحرام: "الدماء لا تُستباح بالتأويل فلم يقبل النبي صلى الله عليه وسلم تأويلات أسامة؛ بل أخذ ينكر عليه بشدة: (كيف تصنع بلا إله إلا الله إذا جاءت يوم القيامة)؛ حتى نسي أسامة رضي الله عنه ما عمله من أعمال صالحة، قبل هذه الحادثة؛ فتمنى أن لم يكن أسلم قبل ذلك اليوم".

وأضاف: "إذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قد عظم دم محارب للمسلمين قال لا إله إلا الله، والقرائن تدل على أنه قالها متعوذاً من السيف؛ فكيف بدم مسلم متيقن من توحيده وإسلامه؟ فقضية حرمة الدماء محسومة والنصوص فيها صريحة معلومة وتأويلات أهل الضلال مردودة مرفوضة، ولا يزيغ عن هذا إلا هالك".