عمرو خالد: إعمار الأرض هو الغاية من خلق الإنسان

الفجر الفني

عمرو خالد
عمرو خالد


أكد الدكتور عمرو خالد، الداعية الإسلامي، أن الغاية العظمى من خلق الإنسان ووجوده في هذا الكون تتضح في قوله "وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة"، فهو الخليفة المسئول عن أعمار الأرض، وإصلاحها بالعمل، والكون كله مسخر له ليكافح ويعمل لأداء مهمته.

وقال في الحلقة الثامنة والعشرين من برنامجه الرمضاني "طريق للحياة" على قناة "إم بي سي مصر"، إن الخليفة يعمل ليعمر الأرض وفق مراد الله.. إذ لاخليفة بلاعمل.. فالعمل هو جوهر الاستخلاف وهو جزء من عقيدة وإيمان المسلم. وقد أسمى الله الإنسان "خليفة"، عندما أخبر ملائكته أنه أصبح مسئولاً عن تعمير الأرض، مشيرًا إلى أن هذا هو المقصد الأصيل من خلق الإنسان، فإعمار الأرض هذا هو الهدف الذي خلقنا الله من أجله جميعًا.

وأضاف أن الإعلان الإلهي عن خلق الإنسان جاء مرفقًا ببيان المهمة المطلوبة منه، وما وضع الله فيه من إمكانات وقدرات لم يكن اعتباطًا، بل كانت لهدف هو ذاته الهدف من خلق الإنسان.. عَنْ عِمْرَانَ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ فِيمَا يَعْمَلُ الْعَامِلُونَ؟ قَالَ: "كُلٌّ مُيَسَّرٌ لِمَا خُلِقَ لَهُ"، فعندما تؤمن أنك خُلقت لتكون "الخليفة"، وتؤمن أيضًا أنك ميسر لذلك.. فإن مجرد إيمانك بذلك سيقدم لك مزيدًا من الطاقة للعمل، وبذل الجهد فيما خلقت لأجله.

وأوضح أن المقصود بالخليفة هو الإنسان كل الإنسان وليس المسلمين فقط.. إنه الخليفة الذي يعمل ويكافح لإعمار الأرض أيًا كان دينه أو جنسه أو لونه أو وطنه .. هذا هو الإنسان الذي يستحق لقب خليفة وإن لم يكن مسلمًا فقد حقق هدف وجوده كإنسان.. أما المسلم الكسول أو المرتضي للبطالة أو المتطرف فليس بخليفة، ولايستحق هذا اللقب، فقد خسر أعظم تكريم كرم الله به الإنسان "إني جاعل في الأرض خليفة".

وقال: لابد أن نعيد قراءة القرآن من منطلق أنه كتاب معد للخليفة الذي سيعمل لتعمير الكون، موضحًا أن هناك عشرات الآيات في القرآن تتحدث عن دور الإنسان في التفاعل مع مفردات الكون.. "إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِن مَّاء فَأَحْيَا بِهِ.

 وتناول "خالد" فى الحلقة أيضًا ما اسماه "النموذج المعرفى"، وعرفه بأنه الرؤية التي تحكم تصرفات الإنسان في الحياة، لحماية تفكيرنا وعقولنا، ورؤية أجيالنا لمكاننا في العالم، بعدما أصبحنا لانملك رؤية محددة ومكتوبة عن نقاط ديننا الأساسية، فضاعت الفاعلية منه، وذهبنا لنموذج الغرب الفعال، الذي أصبح يفرض رؤيته علينا وعلى حياتنا اليومية.

وسلط "خالد" الضوء على عدد من النقاط التي تمثل النموذج المعرفي، قائلاً إن رؤية المسلم في الحياة هو أن الله خلقنا لنعمر الأرض بالخير، لنحاسب بعد الموت، فمن أصلح يدخل الجنة، وظهرت جراء ذلك حضارة رائعة، بعكس الوضع الآن إذ غابت الإجابة على السؤال: "لماذا خلقنا"؟.. فاختفى الإنتاج والعمل.

وذكر أن "الغرب يؤمن في رؤيته يؤمن بالتساوي.. فالرجل والمرأة متساويان في كل شيء، أما المسلم فيؤمن في رؤيته بالتكامل.. كل له دور في خلق الله له ليتكامل الرجل والمرأة.. فيما يرفض الغرب "فضلنا بعضكم على بعض"، "الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض"، والذي هو تفضيل تكامل أدوار وليس تمييزًا عنصريًا".

ولاحظ الداعية الإسلامي أنه لايوجد في الغرب توازن بين الماضي والحاضر.. أما المسلم فهناك توازن بين الماضي والحاضر.. بين الأصالة والمعاصرة.. واصفًا القرآن بأنه "صالح لكل زمان ومكان"، مضيفًا: "لانرمي التراث كما ينادي البعض لكن نبني عليه ونفتحه ونترك غير المفيد".

واكد أن ليس الهدف من ذلك إشعال الصراع مع الغرب وإلا نكون مثلهم، لكن الهدف تقديم رؤية عالمية ولا الهدف الأستاذية من باب "لقد جاءكم رسول من أنفسكم".