"في ذكرى وفاته".. جولة في حياة محرم فؤاد المليئة بالمفاجآت والأسرار

الفجر الفني

محرم فؤاد
محرم فؤاد


محرم فؤاد، هو ممثل وملحن ومغني قديم، قدم العديد من الأغاني المميزة التي تركت بصمة في تاريخ الموسيقي، وقام بتلحين الكثير من الأغاني لكبار المطربين أستمر عطائه للفن يمتد لأربعون عامآ وفي ذكري ميلاده يستعيد "الفجر الفني" أهم محطات حياته الشخصية والفنية منذ ميلاده حتي وفاته.


اسمه بالكامل محرم حسين أحمد علي، وأشتهر باسم "محرم فؤاد" ولد في 25 يونيو عام 1934، في حي بولاق بالقاهرة، هو من أسرة صعيدية لأب يعمل مهندسا في السكة الحديد أكتشف حلاوة صوته، وهو صغير السن فعمل مطربا في الموالد والافراح، درس العزف على العود في معهد شفيق ثم التحق بالاذاعة، وذلك قبل أن يتعرف عليه المخرج هنرى بركات، ويقدمه في أول أفلامه.


وبينما كان طفلًا صغيرًا يقف على خشبة المسرح، ليؤدي أحد أدواره في إحدى الحفلات المدرسية، وكان يبلغ وقتها الخامسة من عمره، سحبه أخاه من على المسرح ليواجهه في منزله بموت والدته التي ارتبط بها كثيرًا، لتكون هذه أكبر صدمة واجهها محرم فؤاد في حياته.


عرف بتعدد زيجاته في الوسط الفنى وخارجه فتزوج في لبنان وأنجب ولدآ، كما تزوج من الممثله عايدة رياض، ومذيعة تليفزيون كما كان الزوج الحادي عشر لتحية كاريوكا.


كان محرم صديق مقرب للفنان فريد الأطرش، لدرجة أن فريد عندما توفى لم يستطع أن يكف عن البكاء حتى أنهار وسقط فى ساحة مسجد عمر مكرم، وكان يبكى بمرارة وحرقة أدهشت كل المحيطين والمتواجدين فى هذا الحدث، وقبل تشييع الجنازة الحاشدة لفريد الأطرش، سقط محرم فؤاد مغشيآ عليه من هول صدمته فى وفاة صديقه الفنان فريد الأطرش.


توفي محرم فؤاد، عن عمر يناهز 68 عامآ بعد صراع مرير مع مرض القلب الذي داهمه خلال سنواته الأخيرة، وأجرى بسببه عددآ من العمليات الجراحية، حيث كان يعاني من أضطرابات في عضلة القلب.


رغم الغياب الواضح من الفنانين في لحظة وداعه الأخيرة إلا أن التدفق الجماهيري علي الجنازة كان كبيرا من أناس كل علاقتهم به أنهم أحبوه بعدما سمعوا أغنياته وشاهدوا أفلامه وهي علاقة أصدق وأكثر وفاء، وقد حمل بعضهم اللافتات التي تعبر عن حزنهم العميق وحضروا صلاة الجنازة ورافقوه حتي مثواه الأخير في مقابر عائلته بالبساتين في مشهد مهيب يؤكد شعبية محرم فؤاد، الذي أستطاع أن يشق طريقه الفني بنجاح وأن يحفر لنفسه اسما وفنآ مميزآ في عالم الأغنية بأسلوب مميز وشخصية مختلفة عن جميع المطربين.


وسط دموع تحاول أن تغالبها قالت زوجة الراحل المذيعة مني هلال: "كنت مؤمنة مثله بأنه سيتخطي تلك الأزمة فقد تعرض لأكثر منها وتغلب عليها فقد كان محبا للحياة ومقاوما للمرض بشكل كبير كنا نذهب مرتين أسبوعيآ لعمل "الغسيل الكلوي" وكنت أعد في ذلك اليوم "وجبة دسمة" تعينه بعد عملية الغسيل، كنا نقضي بالمستشفي عدة ساعات ونعود بعدها إلي البيت وفي المرة الأخيرة تعرض لمتاعب مفاجئة.. وطلب الأطباء أن يبقي في المستشفي حيث كان ضغطه منخفضا بشكل كبير وحاولوا عن طريق الحقن والأدوية أن يرفعوا الضغط وكانت الاستجابة ضعيفة وسمحوا له بتناول ما يحلو له من أطعمة فكان يطلب أكلا معينا أطهوه بنفسي وأحمله له، ونتناوله معا فقد عودت نفسي علي أن أتناول نفس طعامه حتي لايشعر بأنه مريض ومحروم من بعض الأطعمة فكيف لي أن آكل شيئا هو محروم منه بأمر الأطباء".


وأضافت" وكنت أقضي معظم الأيام والليالي بجواره في المستشفي وحينما تدهورت حالته وطلب الاطباء إدخاله العناية المركزة طلبت منهم أن يسمحوا لي البقاء بجواره طوال النهار وأن أغادره في وقت متأخر من الليل، فقد كان يطمئن اكثر لوجودي بجواره وتبكي مني وهي تتذكر اللحظات الأخيرة في حياته، كنت أقوم مع الممرضات بتغيير بعض ملابسه وفي لحظة واحدة فقد وعيه بشكل مفاجيء وهرع الأطباء اليه وطلبوا مني مغادرة الحجرة فورا، وشعرت في هذه اللحظة بالنهاية ثم وضعوه علي جهاز التنفس الصناعي في محاولة يائسة، وكانت عيون من حولي تنطق بالنهاية فقد كان فاقدآ تماما للوعي الا أنني تمسكت بالأمل وبقيت بجواره أقرأ آيات القرآن الكريم وكلي أمل أنه سيتجاوز تلك الأزمة لكن القدر كان قد قال كلمته.